واشار رئيس قسم القلب في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق د. جورج غانم الى ان "فيروس الورم الحليمي البشري يعتبر عدوى شائعة جدًا ويشكّل عبئا صحيا عالميا كبيرا يؤثر على كل من الرجال والنساء من كل الأعمار بما في ذلك المراهقين: 4 من كل 5 أشخاص (80٪) سيصابون به في مرحلة ما من حياتهم." واوضح ان "هذه العدوى لا تظهر أي علامات أو أعراض ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في وقت لاحق من الحياة، من هنا تشير التقديرات إلى أن فيروس الورم الحليمي البشري يسبب لدى شخص واحد كل 20 سرطانًا بشريًا ان عند النساء او الرجال في كل أنحاء العالم. ومن المعروف أنه يرتبط بسرطانات: عنق الرحم، الفرج والمهبل، الشرج، القضيب، والحنجرة وغيرها من سرطانات البلعوم، وكذلك الثآليل التناسلية".
وأكد ان "سرطان عنق الرحم يعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء عالميا، اذ يتم، على الصعيد العالمي، تشخيص أكثر من 500000 حالة جديدة سنويا، ويعزى ما يصل إلى 100% من الحالات إلى فيروس الورم الحليمي البشري، وللأسف تصل حالات الوفاة من جراء سرطان عنق الرحم إلى 50%."
أضاف: "في حين أن فيروس الورم الحليمي البشري قد يكون السبب الرئيسي للعديد من أنواع السرطان لدى النساء، فإن الرجال لديهم أيضًا نصيبهم من هذه العدوى الفيروسية حيث أن حوالي 4 من كل 10 حالات سرطان بين الرجال ناجمة عن هذا الفيروس، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. فعلى سبيل المثال: تتعدى في الولايات المتحدة نسبة الإصابة بسرطانات الحلق الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري لدى الرجال نسبة سرطان عنق الرحم لدى النساء، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالثآليل التناسلية."
واذ لفت د. غانم الى انه "في الواقع، لا يوجد علاج لفيروس الورم الحليمي البشري، وأفضل طريقة للوقاية من السرطانات المرتبطة بهذا الفيروس هي الحصول على اللقاح"، شدد على انه "في ضوء ذلك، تُبذل جهود عالمية متعددة للحماية من فيروس الورم الحليمي البشري وعلى وجه الخصوص للقضاء على سرطان عنق الرحم. في هذا السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن استراتيجيتها العالمية للقضاء على سرطان عنق الرحم بحلول عام 2030 تعتمد بشكل أولي على اللقاح ضد الفيروس يليه الفحص والعلاج المناسبين للسرطان في حال تشخيصه".
من هنا جدد التأكيد ان "المراكز الطبية للجامعة اللبنانية الأميركية، وباعتبارها مؤسسات رائدة في مجال الرعاية الصحية، تدرك أهمية معالجة مشكلة الصحة العامة هذه واتخاذ تدابير استباقية لحماية الأفراد من السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، لذا تهدف من خلال هذه المبادرة إلى: الخطوة 1: طرح خطة توعية وتلقيح شاملة لموظفيه وطاقم عمله والخطوة 2: الوصول إلى المجتمع الأوسع عبر حملات توعوية وتثقيفية".
وختم: "من خلال القيام بهذه المبادرة، تبقى المراكز الطبيّة للجامعة اللبنانية الأميركية ملتزمة برؤيتها المتمثلة في تقديم التميّز في الرعاية الصحية وتعزيز التدابير الوقائية وتحسين الصحة العامة للأفراد في المجتمع. للمرة الأولى، لدينا القدرة على القضاء على بعض أنواع السرطانات الخبيثة وسنعمل على ذلك بما له من تأثير كبير في إنقاذ الأرواح في مجتمعنا، وتقليل عبء المرض والتكلفة المستقبلية المحتملة على المريض. نحن محظوظون لأننا نعيش في زمن تتوفر فيه وسائل الوقاية من بعض أنواع السرطان الخبيثة، بل وحتى القضاء عليها، من خلال التلقيح والفحص المناسبين. لذلك نضع في متناولكم رسالة منظمة الصحة العالمية التي تشجعكم على: "الحصول على اللقاح، القيام بالفحص والخضوع للاختبارات اللازمة".
وتخلل المؤتمر حلقة نقاش بين الاعلاميين الحاضرين والأطباء المعنيين في هذا المجال: اخصائية الامراض الجرثومية ورئيسة قسم الطب الداخلي د. رولا حسني، المسؤولة عن قسم الطب العائلي د. رانيا صقر، مسؤول قسم السرطانات والاورام الخبيثة د. هادي غانم، عن قسم التوليد والنساء د. لينا هاشم، رئيس قسم الاطفال د. مارون مطر ومدير قسم الصيدلة كريستيان صوما.