على الرغم من عدم اعتبار المسمى الوظيفي أولية عند استلام اي وظيفة إلا أنه يشكل عاملا هاما ويلعب دورا أساسيا في المفهوم الوظيفي. ويكشف الخبراء أن العديد من الأشخاص ولدى استلامهم وظيفة جديدة أو حصولهم على ترقية يميلون إلى التركيز على التفاوض وبشكل خاص على الراتب على أن يكون المسمى الوظيفي جزءًا من هذه العملية.
وبحسب أستاذ كلية إدارة الأعمال في لندن، دان كابل، فإن المسمى الوظيفي يمكن أن يؤثر على سعادة الموظف وانخراطه في العمل بشكل يومي، كما أنه يعتبر شكلا من أشكال التعبير عن الذات في ميدان العمل. وقد نشرت "هارفارد بزنس ريفيو" في تقريرها نصائح لكيفية طلب المسمى الوظيفي الذي يسعى إليه الموظف سواء كان يتطلع لدور جديد، أو يرغب في تغيير المسمى الوظيفي لمنصبه الحالي.
إذا، كيف تطلب المسمى الوظيفي الذي تستحقه؟
1- تحديد سبب تغيير المسمى الوظيفي: قبل التقدم بطلب تغيير المسمى الوظيفي يجب أن يسأل الموظف نفسه عدة أسئلة من بينها لماذا يريد مسمى وظيفيا معينا؟ ولماذا يعتقد أنه يستحقه؟ وغيرها من الأسئلة التي ينبغي أن يفكر بها الشخص ليعرف ما إذا كان يجدر به تقديم هذا الطلب. ففي بعض الأحيان تزداد المسؤوليات وأعباء العمل على الموظفين، دون أن يتغير المسمى الوظيفي لهم، وفي هذه الحالة يجب التحدث مع المدير حول تغيير هذا المسمى. وفي أحيان أخرى، يحتاج البعض إلى تغيير المسمى الوظيفي لأنهم يبحثون عن فرص جديدة، ويرغبون في شغل منصب أفضل، لا سيما وأن أصحاب العمل المحتملين يعتبرون هذا المسمى مؤشرًا على مستوى الدخل الذي يحصل عليه الموظف. كما وأنه يساعد على تحديد الدور الذي سوف يقوم به الموظف بوضوح، وفقًا لاهتمامته ومهاراته.
2- تحديد المسمى الوظيفي بوضوح: تعكس هذه الخطوة مدى خبرة الشخص ومسؤولياته ووضعه داخل المؤسسة، ويمكن البحث في مواقع مثل "لينكد إن" و"غلاسدور" عن المسمى الوظيفي للزملاء في الشركات المختلفة. كما يجب أن يشتمل المسمى الوظيفي على المهارات والخبرات التي يتمتع بها الشخص بالفعل، مع مراعاة أن يتضمن موقع الموظف في التسلسل الهرمي الوظيفي داخل الشركة.
3- التفكير الكلي: يحتاج الموظف إلى تحديد الأهداف والأولويات، ومقارنة الراتب مع المكافآت، ومسؤوليات العمل وأوقات العطلة وجدول العمل. وتجدر الإشارة إلى أن المسمى الوظيفي يجب أن يكون جزءًا من عملية التفاوض، وليس أساس التفاوض وحده، فعلى الموظف أن يفكر في جميع الموارد التي يحتاجها ليقوم بعمله على نحو أفضل. فسواء كان الموظف يرغب في تغيير مهنته أو البقاء في منصبه لعدة سنوات في المؤسسة ذاتها، ينبغي عليه التفكير في المزايا التي يريدها والتي يوليها أكثر أهمية ، فإذا كان المسمى الوظيفي من هذه المزايا فعليه التقدم بطلب لتغييره.
4- الاستماع أولاً: إن الخطوة الأولى لنجاح عملية التفاوض مع المدير الحالي أو المحتمل هو الإنصات جيدا لما يقوله ويقترحه. فخلال مقابلات العمل يجب ان يكون الشخص مستمعًا جيدًا لكل ما يخبره به الأشخاص عن التحديات التي تواجهها الشركة، وإذا كان هذا الشخص يتولى منصبا في الشركة فعليه أن يكون مدركًا تماما لهذه التحديات. ومن الضروري أيضا خلال التفاوض، معرفة وفهم أكثر الأمور التي تهم المديرين وأكثر الأمور التي تقلقهم. فمن الخطأ أن يركز الموظف على ما يريده، دون الاستماع إلى ما يريده المدير.
5- تحديد فائدة تغيير المسمى الوظيفي: قبل التقدم لتغيير المسمى الوظيفي يجب أن يطرح الموظف على نفسه عدة أسئلة من بينها ما الذي يجعل المدير يوافق على هذا الطلب؟ وما هي المشكلات التي قد يحلها تغيير المسمى الوظيفي. وهناك عدة أسباب تكمن وراء طلب تغيير المسمى، فإما قد يكون الموظف قد وقع صفقة كبيرة جديدة أو قد يكون حصل على فرصة عمل أخرى لكنه يريد البقاء في مؤسسته. لذلك لا بد من الموظف أن يضمن بأن المسمى الوظيفي الجديد سوف يساعده على جعله أكثر كفاءة وعمليا في وظيفته.
6- التحدث مع المدير المباشر: يفضّل بدء الحديث وخاصة بالنسبة للمتقدمين لوظيفة عمل جديدة بالإشارة إلى أنّ المسمى الوظيفي الحالي عام إلى حد ما، على ان يتم توجيه سؤال مباشر للمدير حول المسمى الذي يراه مناسبا لإعادة تسميته بحيث ينعكس بشكل افضل على الدور الذي يقوم به الموظف، لإذ أن طرح هذا السؤال من شأنه أن يؤدي إلى محادثة فعالة وجيدة. أما بالنسبة للذين يعملون في الشركة ويريدون تغيير المسمى الوظيفي، فعليهم أن يعرضوا على مديريهم الأبحاث والدراسات التي تشير إلى أهمية المسمى الوظيفي ودوره في تحفيز العمال ورفع روحهم المعنوية وزيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم مما ينعكس إيجابا على سير العمل. لا شك في أن بعض المديرين سوف يعارضون الأمر، الا أن البعض الآخر قد يرى في ذلك طريقة للسماح للموظفين بأن يكونوا أكثر تعبيرًا عن ذاتهم. وفي كل الأحوال يجب أن يقوم الموظف أثناء الحديث بتسليط الضوء على الحلول التي يقدمها للمدير، والمهارات والقدرات التي يمتلكها والتي تساعد على تقدم الشركة وتطورها.
7- إظهار الامتنان: إذا وافق المدير على طلب تغيير المسمى، ينبغي أن يشعره الموظف بالامتنان وان يقوم بشكره على قبول ذلك قبل أي شيء. في المقابل، إذا شعر الموظف بالإحباط نتيجة رفض المدير قبول طلبه بتغيير المسمى الوظيفي به، فعليه أن يتذكر أن المفاوضات عملية مستمرة، وليس بالضرورة أن يحصل على ما يريد من المرة الأولى. كما ويستطيع الموظف أن يسأل المدير عن المقاييس والمعايير التي تم الحكم بها على الموظف، وما هي الأساليب التي يجب اتباعها كي يحصل على ما يريد.