وبناءً على القناعة العميقة بأنّ العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة، التزم كلّ من مؤسسة لوريال واليونسكو في تعزيز دور النّساء في العلوم لتسليط الضوء عليهنّ وجعل مواهبهنّ معروفة، كما ولإلهام الأجيال القادمة على اختيار المهن العلميّة.
وعلى الرغم من تزايد عدد النساء في المهن العلمية حيث بتن يشكّلن ما يزيد قليلاً عن 33% من الباحثين في جميع أنحاء العالم وفقاً لتقرير اليونسكو للعلوم الذي نُشر في يونيو 2021، غير أن هذا التحسّن لا يزال بطيئاً للغاية.
إنّ برنامج المشرق العربي هو جزءٌ من برنامج "لوريال – اليونسكو" من اجل المرأة في العلم العالمي الذي قام بتكريم أكثر من 3900 باحثة علمية و122 فائزة من أكثر من 110 دولة منذ انطلاقته في العام 1998.
وألقى معالي الوزير المهندس زياد المكاري كلمةً خلال الحفل، قائلًا: "أنّ هذه الجائزة السنويّة تتوّجُ المرأة ملكةً على عرشِ العلمِ والمعرفة، وتحثُّها على تقديمِ إنجازاتٍ علمية، تُشكّلُ حلولاً لمعضلاتٍ صحيّة وبيئيّة واقتصادية، وتمكُّنها من الإنجاز". وأثنى الوزير المكاري على "النكهة اللبنانية الطاغية بحيث أنّ ثلاث باحثات لبنانيات مميزات فزنَ رغم الظروف الصعبة، مما يدلّ على أنّ لبنان الصغير بمساحتِه، يزخرُ بطاقاتٍ كبيرة، لديها القدرة على النهوضِ به". وأردف أنّ "جائزة لوريال ـ اليونسكو تشكّل فسحة أمل، وإبداع، وإثبات للذات، داعيًا وسائل الاعلام إلى "تخصيص مساحة للإعلام العلميّ، والإضاءة على هذه المبادرة، وعلى الفائزات ومشاريعهنّ".
وبينما تقترب فرص التكافؤ بين الجنسين في دول الشرق الأوسط على مستوى الدكتوراه أو في بداية المهنة في مجال العلوم، إلا أنه لا يزال هناك فوارق قوية يجب ملاحظتها بين البلدان والتخصصات. ولا يزال السقف الزجاجي واقعاً ملموساً حيث ينخفض عدد الباحثات مع وصولهن إلى مستويات أعلى في حياتهن المهنية بسبب الحواجز والعقبات الهائلة.
منذ تأسيسه في المشرق العربي في عام ٢٠١٤، سلّط برنامج لوريال- اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" الضوء على المواهب الشّابة، وإنجازات أكثر من ١٠٠ امرأة باحثة رائدة في المنطقة، مؤمنًّا الدعم المالي لمساعدة هؤلاء النّساء البارزات على تسريع أعمالهنّ.
السيّدة إميلي وهاب حرب، المديرة العامّة للوريال لبنان، قالت: " لم يسبق أن كان عالمنا المتغيّر بحاجة أعظم للنساء واكتشافاتهن. في عالم أكثر تعقيدًا وغموضًا، نحن عازمون على إعطاء المرأة المكانة التي تستحقّها، وتشجيع مشاركتها في مواجهة التحديات الكبرى في عصرنا. وأردفت " أنّ العالمات الخمس المكرمات اليوم، تمثّلن التنّوع والتّميّز. وفي تغلّبهنّ على العقبات ودفعنّ قدمًا، يشاركن مشاركةً كاملةً في إيجاد الحلول الّتي نحتاج إليها لمستقبل مستدام وعالم أجمل.
في كلمتها، أكدّت د. تمارا الزّين، الأمينة العامّة للمجلس الوطني للبحوث العلميّة في لبنان، أنّ "التّميز ليس استثناءً... بالعكس، ما هو استثنائيّ هي الظروف الّتي تعمل فيها الباحثات في هذا المشرق، واللّواتي رغم المحن والنكبات، يثبتن من جديد أنّ المرأة العربية قادرة، صلبة، مثابرة، وخلّاقة، حتّى في أحلك الظروف كالاحتلال والحصار والأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة المتردية... أن تكون المرأة باحثة ناجحة في فلسطين، الأردن، سوريا، العراق، ولبنان مثلًا، فهذا يعني أنّها قادرة على صنع المعجزات في كلّ مسارات الحياة”
من جهته، أعلن البروفسور معين حمزة، رئيس لجنة التّحكيم، أنّ " العلم يحتاج إلى جهود كل شرائح المجتمع، ولم تكن تعبئة جميع الكفاءات العلمية أكثر حيوية من أي وقت مضى، كما أنّ تهميش دور المرأة في العلوم من شأنه أن يقوض على الفور قدرتنا على كسب المعركة."