لطالما واجهت المرأة صعوبات في إثبات إبداعاتها، وتحطيم الصورة النمطية التي تحدّ من قدراتها. وإذ تبرز الحاجة لوجود الدعم الذي يساند طموح المرأة ويمكّنها من التقدّم وتحقيق أهدافها، ظهر برنامج لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" في العام 1998، للتأكيد على أن البحث العلمي، بغض النظر عن المجال، هو أيضاً نتيجة لذكاء وإبداع وشغف النساء حول العالم.
منذ انطلاقه، دعم هذا البرنامج 3124 باحثة، وكرّم 102عالمة، وقدّم 3022 منحة لسيدات من 117 دولة لمتابعة دراستهن العليا واستحصال الدكتوراه وما بعد الدكتوراه. وقد سنح البرنامج للفائزات فرصة البروز بشكل أوسع، واستقطاب فرص وظيفية، ومكّنهن من تعزيز ثقتهن بنفسهن في مجالات تخصصهن. وقد فازت ثلاث عالمات مكرّمات بجائزة نوبل للعلوم هن: Ada Yonath و Elizabeth H. Blackburn و Christiane Nüsslein-Volhard.
وقد انطلق هذا البرنامج بنسخته الوطنية للمشرق العربي، محتفلا مؤخرا بالدورة الخامسة مكرّما ست باحثات عربيات من لبنان والأردن والعراق وفلسطين، تحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ مروان حمادة ممثلاً بالأستاذ فادي يرق، مدير عام التربية، وبحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية، وممثلين عن هيئات علمية ومؤسسات أكاديمية، ومنظمات غير حكومية وإعلاميين.
تم اختيار العالمات المكرّمات من بين أكثر من 100 مرشحة هذا العام. هن مستقبل العلوم، والاعتراف بتميزهن سيضمن وصولهن إلى كامل إمكاناتهن.
زمالات المشرق العربي 2018:
الدكتورة أسيل إبراهيم محمود-العراق
معاون رئيس فيزياويين في مركز بحوث الليزر والكهروبصريات- دائرة بحوث المواد- وزارة العلوم والتكنولوجيا- بغداد – العراق
علوم فيزياء - الليزر والكهروبصريات
الدكتورة فاتن أبو شوقة- فلسطين
أستاذ مساعد في قسم الرياضيات في الجامعة الإسلامية بغزة، ونائب رئيس قسم الرياضيات
الاختصاص: الرياضيات- حسابات الهندسة المعقدة
الدكتورة حنان خليل- الأردن
أستاذ مشارك في التأهيل العصبي وعلوم الأعصاب، قسم علوم التأهيل، كلية العلوم الطبية التطبيقية، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
الاختصاص: إعادة التأهيل العصبي
الدكتورة مايا عطية- لبنان
محاضر / باحث في الجامعة اللبنانية الأمريكية، هندسة الموارد المائية
الاختصاص: هندسة الموارد المائية
الآنسة ليلى الموسوي - لبنان
مرشحة لنيل شهادة الدكتوراة في برنامج البيولوجيا الخلوّية والجزيئيّة في الجامعة الأمريكية في بيروت
الاختصاص:علم الأحياء
السيدة شدى العبد-الأردن
طالبة دكتوراه في العلوم الصيدلانية/ الكيمياء الدوائية – كلية الصيدلة، الجامعة الأردنية
الاختصاص: العلوم الصيدلانية/الكيمياء الدوائية
وعلى هامش تغطية الحدث، كان لنا لقاء مع الدكتورة فاتن أبو شوقة من فلسطين، والدكتورة حنان خليل من الأردن.
-
دكتورة فاتن، ما هو شعورك لاختيارك لبرنامج زمالة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم"؟
حصولي على زمالة برنامج لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم"، هو شرف كبير لي، ويشرفني أن أكون أول من يحصل على هذه المنحة في غزة. التمويل سيعطيني الفرصة لنشر المزيد من الأوراق العلمية والسفر إلى أكاديميات ومعاهد أخرى للقاء زملاء في المهنة ومناقشة أبحاثي معهم، كما يفتح لي المجال للحصول على تمويل لمشاريعي المستقبلية.
-
كيف تفسرين ضعف انخراط المرأة في العلوم في جميع أنحاء العالم؟
إجمالي عدد النساء في مجال العلوم في العالم أقل من عدد الرجال، ويرجع ذلك أساسا إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه النساء أثناء الدراسة أو العمل. ويكمن التحدي في أنه عندما تكون هناك فرصة للدراسة أو العمل في أي معهد، فإنهم يختارون الرجال للحصول على هذه الفرصة ، لكنهم نادراً ما يختارون النساء لأنهم يعتقدون أن المرأة لديها أدوار أخرى في منزلها مما يعوق تقدمها في الدراسة أو العمل. في رأيي ، لدى المرأة قدرة كبيرة على تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية ودراستها أو عملها أكثر من الرجال وتحقيق تقدم كبير في كل منهما.
-
كيف يمكن أن يساهم عملك في المجتمع؟
يمكن استخدام نتائج رسالتي وأوراقي البحثية المنشورة، كأساس لتوصيفات التوليفات الكاملة التي تلعب دورًا رئيسيًا في التطبيقات الفيزيائية في هذا المجال البحثي.
-
دكتورة حنان، ما هو شعورك لاختيارك لبرنامج زمالة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم"؟
لقد كانت لحظة لا تنسى عندما تلقيت الخبر، فبقدر ما أشعر بالفخر لتلقي هذه الزمالة، أشعر بالمسؤولية أيضا للتقدّم في مهنتي.
-
ما هي أكبر التحديات التي واجهتك في متابعة مهنة في العلوم؟
التحدي الرئيسي هو نقص الموارد وفرص التمويل خاصة للباحثين الشباب. أحد العوامل المهمة التي ساعدتني على حل هذا هو التواصل أثناء الاجتماعات والمؤتمرات مع الزملاء حتى من مختلف التخصصات والبلدان، واستخدام كل فرصة تمويل محتملة.
-
ما هي التحديات الكبيرة التي تواجهها النساء في مجال العلوم؟
لا يزال التحيز الجنسي الذي ينبع جزئياً من ثقافتنا، والذي ينص على أن المرأة يجب أن تتبع وألا تقود، يشكل تحدياً للنساء اللواتي يعملن في مجال العلوم. وعلى الرغم من ذلك، أعتقد أن النساء حتى في الدول العربية حيث هذه المشكلة متجذرة ثقافيا بشكل أكبر، يقمن بخطوات واسعة في العلم وأن مساهمتهن أصبحت أكثر بروزا.
يذكر أن مؤسسة لوريال تبدي اهتماما كبيرا في محاولة تقليص الفجوة في ضعف تمثيل النساء في المجال العلمي، وتشجيع التعاون بين الجنسين، سواء من خلال مبادرة "من أجل المرأة في العلم" أو من خلال مبادرتها التي أطلقتها حديثا بمناسبة الذكرى العشرين لبرنامجها: " رجال لدعم المرأة في العلوم “حيث ستشرك الأخيرة القادة الذكور من خلال ميثاق إلتزامات واضحة وملموسة لتحقيق تعزيز وصول النساء إلى تمويل البحوث، وتوفير فرص التوظيف على قدم المساواة، والسعي إلى تحقيق توازن أفضل في المنشورات وحقوق التأليف والنشر.