قالت الأمينة التنفيذية للإسكوا بالوكالة الدكتورة خولة مطر إنه "على المستوى الإقليمي، كلنا على علم بالظروف والصعوبات التي قد تحول دون تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في المنطقة العربية. فتنفيذها يأتي في ظل تحدّيات جسيمة وازمات مزمنة وناشئة تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والحروب والنزاعات المسلحة التي أدت إلى موجة من اللاجئين والنازحين لم يشهد العالم بضخامتها منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وعدم المساواة".
كلام مطر جاء في افتتاح المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2017 الذي يعقد في الرّباط، المغرب تحت عنوان "القضاء على الفقر وتعزيز الازدهار في منطقة عربية متغيّرة". وقد تحدّث في الجلسة الافتتاحية كذلك رئيس الحكومة في المملكة المغربية السيد سعد الدين العثماني، ومدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية السيدة ندى العجيزي ممثّلة الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد عبر كلمة مسجلة. ويشارك في المنتدى وزراء ومسؤولون من عدد من المنظمات الإقليمية والدولية التابعة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، وممثلون عن القطاعات الوزارية والبرلمانات العربية، وشبكات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وعدد من الخبراء والمهتمين.
وأضافت مطر: "ونتيجة لهذه الظروف، تراجعت في بعض البلدان مكاسب إنمائية استغرق تحقيقها عقوداً وباتت مهددة في أخرى. فقد أصبح الصراع واقع المنطقة العربية، حيث يهدد المعيشة والحياة، والتماسك الاجتماعي، والتنوع الثقافي. وكان للحرب تأثير الكارثة على صحة وتعليم جيل بكامله وعلى النسيج المجتمعي وعلى المؤسسات، تأثير سيضعف راس المال البشري والاجتماعي العربي، ويضيق فرص التنمية الى امد بعيد".
ولفتت مطر إلى أنه "أمامنا خطة لتغيير هذا الواقع بأفضل منه. خطة تسعى إلى تحقيق تنمية بشرية شاملة أساسها الحقوق ورافدها نمو مستدام صديق للبيئة، يحقق العيش الكريم للجميع في عالم يسوده السلم والعدالة والمساواة. لم يعد بإمكاننا الركون على خيار "العمل كالمعتاد" لم يعد يصلح لإحداث التغيير المنشود سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي أو الوطني".
كما أشارت إلى أن "التنمية حق للجميع ومسؤولية الجميع، وإنْ تفاوتَتْ المسؤولية بحسب القدرة، هي أيضاً على عاتق هذا المنتدى، الذي أقررتم بدوره في دعم تنفيذ خطة 2030 وقررتم ان يكون مساحة لتبادل الخبرات والتجارب، ووسيلة لبلورة خطة عمل والالتزام بتنفيذها بما ينقلنا الى مرحلة متقدمة في تحقيق الأهداف التنموية وطنياً وإقليمياً".
وختمت بقولها "لن نتراجع أمام التحديات التي تطاردنا، فإذا نالت من بعض الحاضر لن يكون لها مكان في المستقبل. بجهودنا جميعا، كل من موقعه، نستطيع ان نحول التحديات الى فرصة، ونقدّم لشعوبنا وللعالم أفضلَ ما لدينا من قدرات وتجارب وقيم وصفات".
جدير بالذكر أن المنتدى العربي للتنمية المستدامة هو اجتماع رفيع المستوى يشكل منبراً إقليمياً لمناقشة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والمتابعة والاستعراض في المنطقة العربية بشكل منّسق ومتّسق.