بحسب تقرير "غالوب" عن العواطف العالمية لعام 2021 المختصّ بقياس المشاعر (بما في ذلك مستويات الغضب) في أكثر من 100 دولة حول العالم، احتلّ لبنان المرتبة الأولى في قائمة أكثر الشعوب غضباً في العالم. ووجد التقرير أنّ 49 بالمئة من الناس في لبنان، قد عانوا من الغضب في اليوم السابق للاستطلاع، وهو أعلى معدّل مسجل في أيّ مكان في العالم.
من غير المستغرب أن يتمّ تصنيف اللبنانيين على أنهم الأكثر غضباً في العالم، وذلك نتيجة تراكم العديد من الأزمات أبرزها الإنهيار الإقتصادي، وتفجير عاصمتهم، وانتشار الفساد وصولاً إلى انهيار شبه كامل لبلدهم، وهذا ما ولّد لديهم مشاعر مرتفعة من الغضب.
يفسّر علماء النفس الغضب على أنه شكل من أشكال ردود الفعل والتعامل مع التهديدات الحياتية. يرتبط الغضب بمشاعر الألم والإحباط والتوتر، ويترافق مع سلوكيات خاطئة، وأفكار عدوانية، وانفعالات سلبية واستثارة فسيولوجية، وغالباً ما ينتج عنه تصرفات وتعابير لفظية غير لائقة، وغالباً ما يكون الغضب مدمراً عندما لا يتم التعبير عنه بشكل سليم ومناسب. وأحياناً، لا يعبّر الإنسان عن غضبه، ويبقى شعوراً داخلياً يعاني منه ويظهر بشكل أعراض نفسية أو جسمية أو نفسية-جسمية.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى الشعور بالغضب، معظمها مرتبط بالبيئة المحيطة بالفرد، مثل: الأوضاع الاجتماعية الصعبة، الضغوط الحياتية المستمرة، الأعباء الإقتصادية، التعرّض للإساءة والعنف، الشعور بالتهديد أو الخطر، الخوف من التعرّض للخسارة.
وفي ظلّ استمرار الضغوط المحيطة بنا، وتزايدها واشتدادها، فإننا نحتاج إلى أساليب لإدارة حالات الغضب التي قد تعترينا. وأبرزها ما يلي:
- المرونة في التعامل مع المواقف التي نمرّ بها.
- تحديد الأسباب التي تثير غضبنا.
- تهدئة أنفسنا بالوسائل المناسبة.
- التعبير عن مخاوفنا بعد أن نهدأ.
- معرفة سبب مشكلاتنا.
- تحديد الحلول الممكنة لمشكلاتنا.
- إدراك تأثيرات غضبنا على الصعيد الصحي والشخصي والإجتماعي.
- التدريب على استراتيجيات إدارة الغضب الخاصة بنا.
- طلب المساعدة المتخصّصة عند الضرورة.
ومن المهمّ الإشارة إلى أنّ المشكلة ليست في الغضب ذاته، بل في كيفية تحكمنا فيه والتعبير عنه والتعامل معه. ومن المؤسف أنّ اللبنانيين لم يعبرّوا بشكل صحّي عن غضبهم الكامن، ذلك أنّ تشويه جدران مدينتهم بالشتائم وتخريب وسطها التجاري، والإنتظار في الطوابير أمام محطات الوقود والأفران، والمشاركة في انهيار الليرة عبر السوق السوداء، والتلاعب بالأسعار، واحتكار الدواء والغذاء ... كلّ ذلك ليس حلاً لغضب شعب لا يليق به الإستسلام، لغضب مدينة لا تستحق الخيانة، لغضب وطن لم نعرف كيف نحبّه ونحافظ عليه!
يمكنكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا.