يمكن تعريف الضغط النفسي بأنه "حالة تنتج عن عدم التوازن بين متطلبات البيئة وقدرة الفرد على الإستجابة لها". وتجدر الإشارة إلى إنّ المستوى المعتدل من الضغط مفيد وصحي، وهذا ما يُعرف بالضغط النفسي الصحي الذي يحفّز الفرد على الإنجاز وتحسين الأداء والتكيّف مع البيئة، في مقابل ضغط نفسي غير صحي يؤثر سلباً على صحة الفرد وسلوكه ويعرقل حياته. وفي هذا المجال، يصنّف العلماء أنواع الضغوط المختلفة إلى أربع فئات، هي:
•
الأزمات/الكوارث (الزلازل، الفيضانات، الحروب).
•
الأحداث الرئيسة في الحياة (الزواج، الولادة، موت أحد الأحبّة).
•
المتاعب اليومية/الضغوط الصغيرة (إتخاذ القرارات، مواعيد التسليم، مواقف العمل).
•
الضغوط المحيطة (التلوث، الضجيج، الإزدحام).
يؤثر الضغط النفسي على صحة الفرد، إذ تستنفذ الإستجابة الفيزيولوجية له الكثير من طاقة الجسم ممّا يشكّل خطر الإصابة بالمرض. إذ تضعف قدرة جهاز المناعة على العمل وترتفع مستويات الإستثارة في الجهاز العصبي الذاتي، وهذا ما يجعل الفرد أكثر عرضة للأمراض الجسمية والعدوى كالبرد والإنفلونزا، وأمراض القلب والشرايين، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، والقرحة، واضطرابات النوم، ومشاكل صحية أخرى. إلى جانب أنّ الضغط النفسي المزمن يؤدّي إلى تطوّر الاضطرابات النفسية كالإكتئاب والقلق والإجهاد واضطراب كرب ما بعد الصدمة.
لذلك فإنه من المهمّ إدارة الضغط النفسي، ويشير مصطلح التعامل مع الضغوط إلى مجموعة من الأساليب والإرشادات التي تساعد في السيطرة على مستويات الإجهاد المزمن لدى الفرد، وذلك بهدف تحسين الأداء اليومي والحالة الصحية العامة.
وبناءً عليه، يمكننا التعامل مع الضغط النفسي من خلال الأساليب التالية:
•
تقبّل التغيرات الحياتية الحتمية والتعامل معها بمرونة.
•
التخلص من الأفكار السلبية والتركيز على التفكير الواقعي الإيجابي.
•
تدوين المشكلات وإيجاد الحلول الملائمة لها.
•
التخطيط وتنظيم الوقت.
•
التواصل الاجتماعي الفعال والإبتعاد عن العلاقات السامة.
•
التعبير السليم عن المشاعر.
•
إتباع نمط حياة صحي (تنظيم ساعات النوم - نظام غذاء صحي - النشاط الجسمي وممارسة التمارين الرياضية).
•
تجنّب العادات الغير صحية (الكافيين – الكحول – التدخين – الطعام الضارّ).
•
التدريب على تقنيات التنفس والإسترخاء.
•
طلب المساعدة النفسية المتخصّصة عند الضرورة.
وعلى الرغم من تطوير العديد من التقنيات للتعامل مع تأثيرات الضغط النفسي، فلا يمكن إغفال أهمية الوقاية منه، وهو موضوع وثيق الصلة ببناء المرونة النفسية لدى الأفراد. وقد تم تطوير عدد من أساليب المساعدة الذاتية للوقاية من الضغط النفسي وبناء القدرة على التكيف، بالاعتماد على نظرية العلاج المعرفي السلوكي.