جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة العلمية الدولية للخبراء المستقلين في مجال مكافحة التدخين والحد من المخاطر " SCOHRE"، والتي عُقدت افتراضيا عبر الإنترنت في الخامس من يوليو الجاري، تحت عنوان "نحو عالم خالٍ من الدخان"، وأدارها إيوانيس فاروبولوس، الرئيس التنفيذي لمركز علم الأوبئة السريرية وبحوث النتائج (CLEO) باليونان، والذي لعب دورًا مهمًا في تغيير التشريعات المتعلقة بمنتجات التبغ البديلة في اليونان.
البداية مع البروفيسور أندريه فال، رئيس الجمعية البولندية للصحة العامة، الذي أكد على أن الإقلاع عن تدخين التبغ، يعد أفضل طريقة للحد من الأضرار الصحية الناتجة عنه، غير أن الدراسات العلمية أثبتت أن من 30-40٪ فقط من المدخنين البالغين هم فقط من ينجحون في الإقلاع عن التدخين بما في ذلك أولئك الذين يتلقون الدعم النفسي والدوائي. ولذلك يعتبر تطبيق سياسات الحد من مخاطر التبغ أداة مهمة لأولئك الذين لا ينجحون في الإقلاع عن التدخين.
بينما أوضح الدكتور كارل إريك لوند، نائب رئيس الرابطة العلمية الدولية للخبراء المستقلين في مكافحة التدخين والحد من المخاطر، أن السياسات الأوروبية لم تحقق هدف أوروبا في أن تصبح خالية من الدخان، بل وأصبحت وسائل الدفاع التقليدية لمكافحة التبغ تُظهر نتائج هامشية، خاصة بعدما تغيرت طبائع المدخنون، وأصبح لديهم خصائص أخرى غير تلك التي استهدفناها بالأدوات التقليدية لمكافحة التبغ منذ عدة عقود.
وطالب الدكتور لوند بضرورة تبني سياسات جديدة للحد من مخاطر التبغ مثل السماح بتوفير وتداول المزيد من المنتجات منخفضة المخاطر في السوق للتخلص من السجائر التقليدية"، مستنكرا مناهضة منظمة الصحة العالمية لمنتجات التبغ البديلة بدافع أن شركات صناعة التبغ تقف وراء جميع هذه المنتجات، وهو أمر خاطئ أيضا، حيث ينتج مصنعي التبغ 20٪ فقط من المنتجات البديلة.
من جانبه، أوضح ثيوكليس زاوتيس، رئيس المنظمة الوطنية للصحة العامة باليونان، أن جائحة - كوفيد 19 - جعلت مفهوم "عالم خالٍ من الدخان" ضرورة ملحة، خاصة وأن المدخنين الذين يعانون من أمراض مزمنة قد واجهوا عواقب وخيمة ومعدلات وفيات عالية خلالها.
وطالب زاوتيس بضرورة رصد معدلات الإصابات الناتجة عن تدخين السجائر التقليدية واستخدام المنتجات البديلة؛ للحصول على بيانات موثوقة لإطلاق حملات تعليمية فعالة، مؤكداً في الوقت ذاته على أن سياسات الحد من المخاطر دائما ما يتم مواجهتها وتوجيه انتقادات شديدة لها كما هو الحال مثلا محاولات تقليل تناول الملح والسكر.
وفي ذات السياق أشار مدير الندوة، إيوانيس فاروبولوس، إلى ضرورة الاستعداد للدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف (COP10) لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي ستعقد قريبا في بنما، وطالب فاروبولوس، جميع الأطراف المعنية بضرورة توحيد الجهود وحث ممثلي الاتحاد الأوروبي على مناقشة أفضل الممارسات مع حكوماتهم. مشددا على أنه يجب أن يكون هناك نهج مشترك للاتحاد الأوروبي قبل مؤتمر COP10 مع الاستفادة من النتائج الجيدة التي حققتها دول مثل النرويج أو السويد، والتي تطبق سياسات الحد من مخاطر التبغ.