لا يمكن إنكار أن الراتب يمثل أهمية كبيرة لمعظم إن لم يكن كل الأشخاص، فالراتب هو الذي يحدد مقدار ما يمكن للأفراد تحمل تكلفته، كما أنه يمثل وسيلة يقيم بها الأشخاص مدى تقدم حياتهم المهنية، ففي بعض الشركات يكون من الصعب الحصول على زيادة في الراتب، مهما بذل الشخص من جهد، ويكون ذلك سبباً رئيسياً في زيادة معدل الدوران الوظيفي.
ورغم أنه من المهم للغاية أن يتأكد الأشخاص من أن الراتب الذي يحصلون عليه، يساوي الجهد الذي يبذلونه في العمل، إلا أن هناك حداً لهذا الأمر، فمن غير الجيد أن يبدأ الشخص في مقارنة راتبه برواتب من حوله.
ولكن لماذا يجب أن لا يعرف الموظف رواتب زملائه في العمل؟
تثير المقارنات بين الرواتب غضب وضيق الموظفين. فإذا اكتشف الموظف على سبيل المثال أن موظفاً آخر يشغل نفس وظيفته يحصل على راتب أعلى، وبدأ في مقارنة راتبه به، سوف يشعر بالضيق والعداء تجاه هذا الآخر.
سيؤدي ذلك إلى شعور الموظف بعدم الرضا دوماً، مما سيؤثر على أدائه في العمل، لهذا لا يناقش معظم أصحاب الشركات الرواتب أمام الموظفين، فهذا أمر غير صحي.
-
القلق بشأن ما يمكن التحكم به
لا يمكن للشخص التحكم في حجم الراتب الذي يكسبه زملاؤه، كما لا يمكن أن يدخل الموظف مكتب مديره في العمل ويقول له إنه يريد أن يحصل على زيادة في راتبه، لأن زميله يحصل على راتب معين، وإنه أفضل منه.
ما يمكن أن يتحكم الشخص به في الحقيقة هو راتبه، وأفضل شيء يمكن القيام به في هذه الحالة أن يركز الشخص على أن يصبح موظفاً أفضل، ويعني ذلك القيام بعدة أشياء من بينها الذهاب مبكرًا للعمل، والقيام بمهام تتجاوز نطاق الوظيفة.
-
تقديم حجة منطقية لزيادة الراتب
هناك بعض المواقع الإلكترونية التي توفر معلومات عن الرواتب التي تستحقها الوظائف المختلفة، ويمكن للشخص الذي يريد أن يحصل على زيادة في راتبه، أن يتحقق من هذه المواقع، لمقارنة راتبه بمتوسط الرواتب التي يحصل عليها آخرون في شركات أخرى.
إذا وجد الشخص نفسه يحصل على راتب أقل من متوسط الرواتب في السوق، فمن الممكن في هذه الحالة أن يتحدث مع مديره بشأن زيادة راتبه. وإذا رغب في الحصول على زيادة رغم أن راتبه ليس أقل من متوسط الرواتب في السوق، فيمكنه تحسين أدائه حتى تكون هناك حجة منطقية للتحدث مع مديره بشأن زيادة الراتب.
بغض النظر عن الطريقة التي سوف يلجأ إليها الشخص للتحدث مع مديره حول زيادة راتبه، يجب عليه ألا يعقد مقارنات أبداً بين راتبه ورواتب زملائه، لأن ذلك لن يشعره سوى بالاستياء، وعدم الرضا الوظيفي.