لا يرغب عدد كبير من المسافرين على متن الطائرة التحدث مع الغرباء أبدًا، لذا يجدر بكل شخص التنبه إلى ضرورة عدم ازعاج الآخرين.
وتلافيًا للشعور بالإحراج أمام ردود الأفعال الحادة التي يمكن ان تحدث عندما لا نحسن اختيار الطريقة الملائمة في بدء الحديث، نقدّم لكم بعض النـّصائح التي قد تساعد على إتمام الرّحلة بسلام:
1- لا تتسرّع بمحاولات بدء الحديث منذ اللحظة الأولى، فمثل هذا التسرّع قد يولد انطباعا سيئا للشخص الجالس بجانبك. لذا يجب عليك انتظار جارك حتى ينتهي من ترتيب أغراضه، ويستقر في مكانه.
2- بعض النّاس يقدمون إشارات واضحة جدًا بعدم رغبتهم في الحديث مع الغرباء، كأن يضعوا سمّاعات الموسيقى في أذنيهم، أو يُشاهدوا أفلامًا ، أو يثبتوا حاجبة الضوء على عيونهم بانتظار النوم… إلخ. حين تلاحظ مثل هذه الإشارات فاعلم بأنّ كل محاولة منك للحديث معه تعتبر بالنسبة له محاولة حقيقيّة لإزعاجه.
3- هناك من لا تسمح لهم مشاغلهم الكثيرة والتزاماتهم المهنيّة ا بالثرثرة مع من هب ودب، لهذا تراهم منشغلين فعلاً بمستندات أو بمتابعة عمل هام عبر حاسبهم المحمول. حين ترى ذلك اتركهم لعملهم بسلام، وجد لنفسك ما تنشغل به.
4- إذا كانت لغتك الأم تختلف عن لغة جار المقعد، ولم تكن تتقن لغته إتقانًا قويًا ، فلا تحاول التحاذق والدخول عليه يمينا وشمالاً بكلمات متقاطعة لا تعرف غيرها من تلك اللغة. و اعلم أنّك بهذه الطريقة تقدّم انطباعًا سيّئا بشعًا عنك.
5- لا تبدأ محاولاتك للحديث بسؤال. ابدأ أوّلا بتحيّة قصيرة ترافقها ابتسامة رقيقة غير مُفتعلة، ثمّ بتعليقٍ عام، عن أحوال الطقس على سبيل المثال. فإذا لاحظت أنّ جارك متأهبٌ للحديث معك، فاكمل، أما اذا لاحظت برودة واضحة، فتوقف على الفور ولا تحاول معاودة الكرّة.
6- اختر دومًا الحديث في مواضيع وقضايا عامّة، وابتعد عن الأسئلة أو المواضيع الشخصيّة مهما كان نوعها، لئلا تكون فريسةً لسوء ظن الطرف الآخر. وأفضل حديث متشعب يمكنك الخوض فيه هو البلد أو المدينة التي تتوجهان إليها معا.
7- هناك نوع آخر من المسافرين يهوى الحديث في شؤونه الخاصّة، وأدق همومه الشخصيّة وتفاصيل حياته المهنيّة والعائليّة دون أن تسأله عن ذلك، ومنهم من يجد فيك كنزًا كشخصٍ غريب يستطيع أن يشاركه همومه ويقدم له النصح من بعيد دون أن يراه مستقبلاً. حاول أن تكون شخصًا منصتا ودودًا مع هؤلاء، واحرص بعدها على كتمان أسرار النّاس.
8- بعض الناس يجدون في جيران السفر الغرباء فريسة دسمة لترويج أفكارهم الخاصّة أو منتجاتهم التجاريّة. لا تكُن من هؤلاء. فتوزيع المنشورات الدينيّة ، والتسويق لمنتج الشركة التي تعمل فيها بغرض اقتناص زبون، ليس مكانه الطائرة أو الحافلة. هذا الأسلوب سيفقدك الكثير من احترام جارك، وسيتخلّص من المطبوعات التي قدمتها له ومن بطاقة العمل الخاصة بك فور مفارقتك.
9- لا تحاول إحراج جارك بطلب رقم هاتفه أو وسائل التواصل معه ، ما لم يبادر هو بعرض الفكرة عليك.