منذ لحظة إطلاق آبل لهاتف آيفون XR وفي كل مرة كنا نتحدث فيها عن عدم قدرة هذا الهاتف على إقناع المستخدمين بشرائه في ظل المنافسة القوية التي تشهدها الاسواق، كان البعض يشكك في تحيَزنا لهواتف الشركات الاخرى، خصوصاً ان شركة آبل حاولت في الفترة الاولى لإطلاق الهاتف التسويق لآيفون XR بأنه الأفضل مبيعاً من خلال التلاعب على الكلام.
ولكن وعلى الرغم من إصرار آبل سابقاً على تمييع حقيقية ما يحصل مع هواتفها وتحديداً هاتف آيفون XR الذي كان يُنظر إليه على انه المنقذ، إلا ان الشركة وصلت للنقطة التي عليها فيها كشف الحقيقة المُرَة، حيث أعلنت الشركة منذ ساعات أنها تتوقع إنخفاض إيراداتها بسبب تراجع مبيعات هواتف آيفون.
ومرَة جديدة رفضت آبل قول الحقيقية، حيث انه وبدلاً من لوم نفسها على طريقة التسعير التي تعتمدها، راحت توزع تبريرات غير مقنعة مثل القول ان تباطؤ النمو في الصين أثَر على مبيعاتها، بالاضافة الى الدور السلبي الذي لعبه الدولار وسعر الصرف الاجنبي، دون أن تنسى الاشارة الى ان حاملي هواتف آيفون القديمة قرروا الإستفادة من عرض تغيير البطارية بـ 29 دولار بدلاً من 79 دولاراً وعدم شراء هاتف جديد.
المشكلة هنا هي ان آبل ترفض واقع ان وضع السوق تغيَر وان الكثير من المستخدمين أصبحوا على إطلاع أكثر بعالم الهواتف والميزات والاسعار، حيث انه يمكن لأي شخص مطَلع قليلاً بما يحدث في عالم الهواتف الذكية ولدى رؤيته لآيفون XR ومواصفاته ومعرفة انه يباع بـ 950 دولار وما فوق ان يشعر بأنه يتعرض لعملية سرقة تحت غطاء عبارة "إنه آيفون".
نعم صحيح إنه آيفون، إنه آيفون الذي يقدم لحامله أداءً رائعاً رغم مرور الزمن، إنه آيفون الذي يقدم جودة مرتفعة قلَّ نظيرها في الهواتف الاخرى، انه آيفون الذي يدوم ويدوم يدوم وتدوم قيمته معه، إنه آيفون الذي يتلقى التحديثات رغم مرور 4 سنوات على إصداره...
جميع هذه الامور صحيحة ولا يمكن لأحد إنكارها ولكن لا يمكن لأحد إنكار أيضاً ان الهاتف لا يستحق سعر الـ 950 أو الـ 1000 دولار أو حتى أكثر.
عزيزتي آبل، مشكلتك ليست بسبب تباطؤ النمو في الصين والمشكلة ليست أيضاً بعرض إستبدال البطاريات بـ 29 دولار ولا بقوة الدولار، المشكلة تكمن في جشعك وعدم رغبتك بخفض هامش أرباحك من المبيعات ولو قليلاً.
نعم فآبل هي أكثر شركة تربح أموال من مبيعات الهواتف، حيث ان هامش ربحها من كل هاتف مرتفع جداً جداً، وهذا يعني انها تبيع الهاتف بسعر يفوق بكثير حجم تكلفته وهذا يعني أيضاً انه بإمكانها تخفيض الاسعار قليلاً لجذب المستخدمين.
نعم صحيح ان حاملي هواتف آيفون 6 وما فوق إستبدلوا البطارية بـ 29 دولار ولم يغيّروا الهاتف وذلك لأنهم رأوا ان سعره غير طبيعي، فكيف لشخص رفض تغيير البطارية بـ 79 دولار وإنتظر لتصبح بـ 29 دولار، أن يقوم بتغيير هاتفه بآخر يعرف سلفاً انه لا يستحق ثمنه؟
عزيزتي آبل، الامر سهل جداً ولا يحتاج للكثير من المحللين، الحل لمشكلتك يكون بقرار واحد فقط وهو إجبار موزعي هواتفك في العالم على بيع آيفون XR بـ 750 دولار كحد أقصى، وكوني متأكدة أن مستخدمي هواتف آيفون لا تغريهم الميزات الموجودة في الهواتف الاخرى ولكن وفي نفس الوقت يعلمون ان هاتفك لا يستحق لا 950 ولا 1000 دولار.
خاص Business Echoes