(تداول)
رسوما جديدة تفرض على واردات الصين إلى الولايات المتحدة بقيمة 50 مليار دولار أدت الى مزيد من المخاوف من حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأتى نشر هذه القائمة غداة فرض الصين رسوما جمركية على 128 صنفا من المنتجات التي تستوردها من الولايات المتحدة وتصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار سنويا وذلك ردا على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الصلب والألومنيوم واعتبرت بكين أنها تلحق ضررا خطيرا بمصالحها.
وكانت الحكومة الأميركية قد كشفت عن قائمة تفصيلية تشمل نحو 1300 سلعة صينية في مجالات الصناعة والنقل والطب قد تخضع لرسوم جمركية نسبتها 25 في المئة من أنظمة الإضاءة بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (ليد) إلى الكيماويات وأجزاء الماكينات.
وتهدف الولايات المتحدة من خلال ذلك الاجراء إلى إجبار بكين على التصدي لما تصفها واشنطن بسرقة الملكية الفكرية الأميركية والنقل القسري للتكنولوجيا من شركات أميركية إلى منافسين صينيين وهي اتهامات ينفيها المسؤولون الصينيون.
من جانبها اعلنت وزارة المالية الصينية عن فرض رسوم إضافية نسبتها 25 في المئة على 106 منتجات أميركية من بينها فول الصويا والسيارات الرياضية والكهربائية والكيماويات وبعض أنواع الطائرات والذرة و أيضا على المشروبات والسيجائر والتبغ وبعض أنواع لحوم الأبقار والزيوت والبروبان ومنتجات بلاستيكية وعصير البرتقال الأميركي والقطن وبعض أنواع القمح إضافة إلى منتجات زراعية أخرى.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رد على الإجراءات الصينية بتغريدة على تويتر قائلا ان "الولايات المتحدة ليست في حرب تجارية مع الصين، تلك الحرب خسرناها منذ زمن" كتلميح إلى فجوة العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين.
والصين، التي تعهدت على نحو متكرر بالدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، فرضت قيودا على الشركات الأوروبية للحد من الوصول إلى السوق الصينية واشترطت دخولها في مشاريع مشتركة مع الشركات المحلية للعمل في البلاد.
الامر الذي دفع المفوضية الأوروبية نحو التفكير في رفع شكوى ضد الصين أمام منظمة التجارة العالمية بسبب ما يُعده الاتحاد الأوروبي خرقا من جانب الصين لقواعد المنظمة في مجال الملكية الفكرية.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي يدافع عن الحاجة إلى مزيد من الإصلاح والشفافية والانفتاح في الصين على أساس ضوابط السوق بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالتدخل المفرط من جانب الدولة والإنتاج المفرط والممارسات في مجال التكنولوجيا والملكية الفكرية والابتكار.
إلا أن متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية قالت انه من الضروري أن تنخرط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حوار من أجل تجنب نشوب صراع تجاري.
ومن جانبه اعتبر وزير التجارة الصيني تشونغ شان ان أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة ستجلب فقط كارثة للاقتصاد العالمي.
فيما صرح وزير التجارة الأميركي ويلبور روس إنه يتوقع أن الإجراءات التجارية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين ستقود على الأرجح إلى اتفاق عن طريق التفاوض لكن لم يتضح إن كانت هذه المحادثات ستجرى قبل نهاية مايو أيار أو بعد ذلك.
يذكر أن إعلان ترامب للرسوم الجمركية قد عزز المخاوف بشأن زيادة الحماية التجارية و التي كانت سببا فى اضطراب فى أسواق المال العالمية خلال العام السابق فى الوقت الذى يخشى فيه المستثمرون من أن خلافا تجاريا مدمرا سيعرقل اداء النمو العالمي.
وصدرت أكثر التهديدات صراحة حتى الآن عن قطاع صناعة المعادن الصينية، إذ حثت الحكومة يوم الجمعة على الرد عبر استهداف الفحم الأميركي، وهو قطاع مركزي لقاعدة ترامب السياسية وتعهده الانتخابي لاستعادة الصناعات الأميركية.
اعداد آيات بيضون – تحرير ريم أبو الحسن باحثة في الأسواق المالية
www.tadawal.com