أكد سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خلال افتتاحه للدورة الرابعة من مؤتمر ومعرض "من الطاقة الى السحابة" الذي تنظمه شركة شنايدر إلكتريك في قاعة الشيخ راشد في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، أن الهيئة تولي أهمية كبرى للتحول نحو مدن المستقبل الذكية، وذلك عبر تأسيس بنية تحتية فعالة توفر أفضل الخدمات الحكومية الذكية والمبتكرة على مدار الساعة بإجراءات سهلة، ومبسطة، وكفاءة عالية، وشفافية تامة لتتخطى احتياجات وتوقعات كل من يقطن في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق جودة حياة استثنائية.
وحضر الإفتتاح، سعادة الدكتور المهندس راشد الليم، رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وسعادة وسام لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، وسعادة مجدي عابد القنصل العام الفرنسي في دبي، وفريدريك أبال، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الطاقة في شنايدر إلكتريك، وبينوا دوبارل، الرئيس الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك في منطقة الخليج، وأكثر من 200 من كبار الشخصيات والمسؤولين التنفيذيين وصناع القرار.
وقد جال سعادة سعيد محمد الطاير على مختلف منصات المعرض المصاحب للمؤتمر واطلّع على مشاريع الشركات العالمية الرائدة في مجال إدارة الطاقة ومعالجة المياه والمدن الذكية ونظم إدارة المباني والأتمتة.
ويتضمن مؤتمر هذا العام جلسات حوارية يديرها كبار المسؤولين العالميين في شنايدر إلكتريك وعدداً من جلسات النقاش والعروض التوضيحية حول موضوعات تشمل إدارة الطاقة وكفاءة التنمية العمرانية والتطورات التكنولوجية في منطقة.
وقال سعادة سعيد محمد الطاير: "تمتاز إمارة دبي بمكانة رائدة في مجالات مختلفة، حيث نعمل لتحقيق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أطلق مبادرة "دبي الذكية" لجعل دبي المدينة الأسعد والأذكى في العالم، فالمدينة الذكية هي التي تحقق سعادة الناس وتسهل سبل العيش وجودة الحياة مع كفاءة استخدام الموارد وسلاسة الخدمات وتكاملها. وفي إطار دعمنا لمبادرة سيدي صاحب السمو، أطلقنا ثلاث مبادرات ذكية، المبادرة الأولى هي مبادرة "شمس دبي"، لربط المنازل والمباني بالطاقة الشمسية وتشجيع أصحاب المباني على تركيب ألواح كهروضوئية وإنتاج الكهرباء، ليتم ربطها بشبكة الهيئة، حيث ترمي المبادرة إلى تشجيع استخدام الطاقة المتجددة وزيادة حصتها في مزيج الطاقة. وتركز المبادرة الثانية على استخدام التطبيقات الذكية لتشجيع الاستهلاك الذكي باستخدام العدادات الذكية، فيما تهدف المبادرة الثالثة "الشاحن الأخضر" لإنشاء البنية التحتية ومحطات شحن السيارات الكهربائية".
وأكد سعادة الطاير أن مبادرات الهيئة الثلاث تدعم رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021 والمبادرة الوطنية طويلة الأمد تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، كما ترسخ جهود هيئة كهرباء ومياه دبي للمساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتوفير 75% من إجمالي طاقة الإمارة من خلال موارد الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وتعكس هذه المبادرات التزامنا بترسيخ نموذج مستدام لترشيد الطاقة، يمكن تصديره إلى العالم بأسره، مع دعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. ومن خلال مبادرة "التطبيقات الذكية" من خلال العدادات والشبكات الذكية نعمل على تطوير شبكة الهيئة الذكية، حيث تسهم العدادات الذكية تكامل شبكات الكهرباء والمياه في دبي.
وأوضح سعادته : "يعتبر تطوير استراتيجية الشبكات الذكية خطوة جوهرية في مسيرة مبادرة "شمس دبي"، وإدارة الطلب على الطاقة، وتعزيز كفاءة الطاقة والكفاءة التشغيلية. وعبر تطبيق المبادرة الثانية من خلال التطبيقات الذكية والشبكات الذكية، توفر الهيئة العديد من الخدمات للمتعاملين بما يسهم في تسريع إنجاز معاملاتهم، وتخفيض البصمة الكربونية".
وأردف سعادته بالقول: "تشتمل استراتيجية الشبكات الذكية على 11 برنامج، سيتم الانتهاء منها في المراحل القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل بين عامي 2014-2035. وهذه البرامج هي: بنية تحتية متطورة لقياس بيانات استهلاك الكهرباء، بنية تحتية متطورة لقياس بيانات استهلاك المياه، إدارة الأصول، إدارة الطلب على الطاقة، أتمتة التوزيع، البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، أتمتة المحطات الرئيسية، تكامل النظام، الاتصالات، البيانات الضخمة وتحليلها، والأمن. وسنعمل أيضاً في الهيئة على استخدام البيانات الضخمة التي توفرها العدادات والشبكات الذكية لتعزيز توافرية وكفاءة واعتمادية خدماتنا. كما سيتم استخدام هذه البيانات لضمان كفاءة عملياتنا في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، بما يتيح تحسين خدماتنا المقدمة إلى المتعاملين، وتشجيع البحوث والتطوير من خلال تحديد الفرص لترسيخ تطور قطاع الطاقة. وإضافة إلى توفير البيانات الضخمة لأحدث المعلومات حول استهلاك المواطنين والمقيمين في دبي للطاقة والمياه، وتمهد الشبكات الذكية أيضاً الطريق لإنترنت الأشياء، الذي يعتبر مكوناً رئيسياً للمدن المستقبلية الذكية".
وأوضح سعادته: " لتقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعزيز أمن إمدادات الطاقة وتنويع مصادرها ضمن مزيج الطاقة، حددت استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 مزيج الطاقة الصديق للبيئة في دبي والذي سيشمل 25% من الطاقة الشمسية و7% من الفحم النظيف و7% من الطاقة النووية و61% من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030 . كما تهدف الاستراتيجية إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي لتصل إلى 75% بحلول 2050. وتعتبر الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة الاستراتيجية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. وقد حققت الهيئة تقدماً ملحوظاً في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول العام 2030. وعقب استكماله، سيكون المجمع أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، مما يجعل دبي رائدة في مجال الطاقة المتجددة. وفي مجال إدارة الطلب على الطاقة، حددنا هدف لتخفيض الطلب على الطاقة بنسبة 30٪ بحلول عام 2030".
ونوه الطاير أن التعاون الوثيق بين كافة المعنيين سواء المطورين أو مقدمي خدمات المياه والكهرباء والإتصالات والمواصلات والتعليم والصحة وغيرها من القطاعين العام والخاص، من أهم العناصر اللازمة للمدن الذكية لإنشاء منظومة تواصل مجتمعي وبنى تحتية ميسرة وكفوءة. كما لا ينبغي التركيز فقط على البنى التحتية كعامل رئيسي في عملية التخطيط العمراني، وإنما يتعين تعزيز الاتصال المعرفي وتفعيل البنية التحتية المجتمعية والتأكد من توفير الأدوات والممكنات اللازمة لقادة مدن المستقبل الذكية لكي يتمكنوا من تحليل البيانات ورصد التوقعات والاستجابة لها واتخاذ القرارات المناسبة وإيجاد الحلول الفعالة والكفؤة في إطار الإستخدام الأمثل للموارد. إن أحد أهم عوامل نجاح المدن الذكية هو سلاسة ووفرة الخدمات المتكاملة والمتصلة على مدار الساعة والتي تلبي متطلبات الحياة اليومية، وقد بدأت الهيئة منذ عام 2009 بوضع بصماتها في الخدمات الذكية ، بينما كانت أول هيئة حكومية تكمل التحول الذكي لكافة خدماتها بنسبة 100% خلال أقل من عام من إعلان استراتيجية دبي للتحول الذكي، وقد وصلت نسبة التبني الذكي لخدماتها خلال العام الماضي إلى أكثر من 65.8 في المئة. كما يوفر التطبيق الذكي الذي أطلقته الهيئة عام 2010 أكثر من 150 خدمة وخاصية تساهم في تسهيل حياة المواطنين والقاطنين بشتى فئاتهم بما في ذلك ذوي الإحتياجات الخاصة عبر إنجاز معاملاتهم في أي وقت ومكان".
يذكر أن مؤتمر ومعرض "من الطاقة الى السحابة" الذي تنظمه شركة شنايدر إلكتريك 2016 استقطب نحو 2000 ضيف غالبيتهم من كبار المسؤولين التنفيذيين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، كما وتخلل المؤتمر عدد من حلقات النقاش أدارها نخبة من أهم قادة الرأي في قطاعات تقنية المعلومات والطاقة في المنطقة. وألقى المؤتمر الذي أقيم على مدار يومي 17 و 18 نيسان أبريل، الضوء على مستقبل المدن الذكية، وأنظمة السحابة، والشبكات الذكية، وطرق العمل على تطبيق أفضل الممارسات المتعارف بها دولياً لإدارة عملية استهلاك الطاقة، ومعالجة المياه، وإدارة البيانات الضخمة باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة، بالإضافة الى الخطط الطموحة للوصول الى أجندة عملية لتوفير متطلبات الطاقة وبناء مستقبل أفضل من خلال تطبيق مفهوم المدن الخضراء.