برعاية وحضور وزير الثقافة الأسبق غسان سلامة أُقيم حفل افتتاح " كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة" التابع لمؤسسة ديان في جامعة القديس يوسف. حضر الاحتفال رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور سليم دكاش اليسوعي ومؤسسة ورئيسة " مؤسسة ديان" ديانا فاضل ومدير كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة البروفسور فادي الحاج وبمشاركة إستثنائية من رئيس مؤسسة Nicolas Hulot لحماية الطبيعة والجنس البشري Nicolas Hulot، الى جانب حشد من الأكاديميين وأهل الإعلام.
ولقد شكّل الإحتفال مناسبة لتنظيم عدد من الندوات والطاولات المستديرة بمشاركة عدد من الأكاديميين والخبراء، وتمحورت حول المواطنة البيئية والتنمية المستدامة وما تعنيه، وكيف يمارسها أو يجتمع حولها اللبنانيون. كما أُقيمت محاضرة خاصة قدمها رئيس مؤسسة Nicolas Hulot لحماية الطبيعة والجنس البشري نيكولا هيلو، تحت عنوان " هل القرن 21 سيكون متضامناً أم لا". واستمتع الحضور بعرض الفيلم الوثائقي "الحاسّة السابعة" من إعداد تيري ماغنييز.
وزير الثقافة الأسبق غسان سلامة شرح في كلمته لما تعنيه كلمة المواطنة، وقال:" إن التربية على المواطنة ليست ترفاً، بل هي واجب قمنا بتجاهله لفترة طويلة خدمةً لمصالحنا، لكن حقيقة الأمر أنه حالة طارئة لا يمكن تأجيلها بعد الآن لما له من تأثيرعلى وضعنا المزري ومستقبل أطفالنا". وأشار الى أن إنشاء هذا الكرسي دليل على انتشار الوعي والعزيمة حول أهمية هذا الموضوع. معتبراً أن التعليم على المواطنة البيئية هو بمثابة تشجيع على إتخاذ موقف، وأنه إذا نحن استسلمنا للواقع الذي نعيش فيه، يجب علينا أن لا ننقل هذا الاستسلام للأجيال الصاعدة.
البروفسور سليم دكاش اليسوعي أعرب عن سعادته وشكره لمؤسسة ديان بافتتاح "كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة" في حرم جامعة القديس يوسف، متمنياً على الكرسي تطوير جزء كبير وجوهري من استراتيجيته للإستفادة من موضوع المواطنة البيئية الذي تحتاج إليه المدارس، لكي تساهم في تنشئة الأجيال على اكتساب فكرة المواطنة باعتبارها وسيلة ضرورية لتأسيس العيش المشترك وتعزيز فكرة الدولة.
"كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة " لمؤسسة ديان، أنشأتها مؤسسة ديان في حرم جامعة القديس يوسف بهدف رفع مستوى الوعي بين جميع اللبنانيين حول أهمية التصرف على نحو مستدام ومسؤول في القضايا البيئية. وتعمل الكرسي من خلال نشاطاتها وبرامجها على توفير المعرفة وتعميقها حول المخاطر والتحديات الإجتماعية والبيئية وإعادة النظر بنماذج التنمية القائمة لتحقيق الإنسجام بين المواطن والطبيعة. كما تهدف الكرسي لأن تكون بمثابة منصّة علمية متعددة الإختصاصات بين العلوم البيئية والإقتصاد والعلوم الإجتماعية، وحجر الزاوية لكافة المبادرات الوطنية التي تعنى بقضايا المواطنة البيئية والتنمية المستدامة التي تطلقها الجامعات والجمعيات الأهلية المحلية والبلديات ومؤسسات القطاع العام والخاص.
البروفسور فادي الحاج مدير كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة أوضح أن "كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة" تعمل على نشر المعرفة منذ تأسيسها في أيلول 2015 من خلال: إقامة دورات تدريبية في المدارس والجامعات والشركات والمؤسسات العامة والجمعيات الأهلية والتحفيز على إجراء الدراسات والأبحاث وتقديم الدعم المادي واللوجستي في هذا الإطار وتنظيم وإقامة نشاطات علمية وتوعوية.
من جهتها تطرقت السيدة ديانا فاضل مؤسسة ورئيسة "مؤسسة ديان" الى الدور الذي تلعبه المؤسسة لجهة توعية المواطنين لما يجري في بلدهم، والإضاءة على حقيقة جوهرية بأن أيّ عملية إنقاذ يجب أن تمر من خلال التنمية البيئية المستدامة. وقالت: " بدأنا التحضير لإنشاء المؤسسة منذ أربع سنوات، لكن الإنطلاقة الفعلية كانت منذ حوالي العام وتزامنت مع أزمة كبيرة وغير متوقعة ألا وهي أزمة النفايات، وما خبرناه خلال الأشهر الماضية أتى ليؤكد على ضرورة ما نقوم به وأن الطريق الذي نسلكه هو الطريق الصحيح". وأشارت فاضل الى أن المؤسسة تعمل من خلال ثلاث محاور، "كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة"، على اعتبار أن التعليم يلعب الدور الأساسي في تغيير العقليات السائدة. كما تقوم بمنح الدعم والمساعدة الاستراتيجية والمادية للمؤسسات التي تساهم في دعم الاقتصاد بطريقة مستدامة مع الحفاظ على البيئة. فاضل تطرقت أخيراً الى نشاط المؤسسة من خلال ما يعرف “Citizen Café” والذي يعمل على خلق فرصة للتلاقي بين أفراد المجتمع والخبراء، لمناقشة المشاكل البيئية والحلول الممكنة ومشاركة أفكارهم، بهدف تحقيق المواطنة البيئية.
هذا ووزعت في ختام الاحتفال جوائز مسابقة التصوير الذي نظمتها كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة لطلاب المدارس والجامعات بالتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية.