اختتمت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات مشاركتها المتميزة في أعمال منتدى "القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2016" في العاصمة السويسرية جنيف.
وشاركت الهيئة في أعمال المنتدى بصفتها الراعي البلاتيني والشريك الاستراتيجي للحدث، وحصلت على واحدة من أهم جوائز "منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات"، وذلك عن مشروع "دعم تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الدول العربية" ضمن الفئة سي 11 (C11) الخاصة بالتعاون الإقليمي والدولي، والتي شهدت منافسة قوية مع مشروعات عديدة من مختلف دول العالم، كما تم تكريم الهيئة لإسهامها في "متحف استكشاف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، وجهودها في تطوير ودعم تقنية المعلومات والاتصالات في العالم العربي، فضلا عن مشروع الموسوعة الإلكترونية لدولة الإمارات، والبرنامج التلفزيوني "حكومة ذكية".
واستضافت الهيئة خلال المنتدى ورشتي عمل إحداها بحثية بعنوان "برنامج التحصين الذاتي للطلاب ومعالجة الاتجاه المتصاعد للابتزاز عبر الإنترنت"، وذلك بإشراف كل من العقيد الدكتور إبراهيم الدبل، المنسق العام لـ "برنامج خليفة لتمكين الطلاب"، والمهندس غيث المزينة، مدير شؤون الأعمال في "فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي" (aeCERT)، وسليمان بخش، مدير حوكمة الإنترنت في الهيئة. وتخللت الورشة مناقشات معمقة حول الإنجازات السباقة لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب "أقدر"، والآثار الإيجابية المترتبة عن "حملة مكافحة الابتزاز الإلكتروني" الناجحة التي تم تنظيمها من قبل "فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي". والأخرى محلية تحت شعار "حكومة المستقبل – بناء أفضل الحكومات والمدن الذكية في العالم- التحول الاستثنائي الذي يلمس حياة الجميع"، أقيمت بإشراف سعادة حصة عيسى بوحميد، مساعد المدير العام للخدمات الحكومية والريادة في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وسعادة الدكتورة عائشة بطي بن بشر، مدير عام "مكتب مدينة دبي الذكية"، وسعادة وسام لوتاه، المدير التنفيذي لـ "مؤسسة حكومة دبي الذكية"، والمهندس محمد الخميس، مدير أول قسم المعايير والتخطيط والسياسات في الهيئة. وتمحورت الورشة حول ملامح مسيرة تحول دبي إلى مدينة ذكية، مع التركيز على جهود الحكومة الذكية في قيادة هذا التحول الاستثنائي فضلاً عن المناصب المستحدثة في التشكيل الوزاري الجديد للحكومة الاتحادية ودورها المرتقب في دفع عجلة تطوير مجتمع معلومات شامل ومتكامل.
وقال سعادة ماجد سلطان المسمار، نائب المدير العام لقطاع الاتصالات في الهيئة: "كانت مشاركتنا في منتدى القمة العالمية واحدة من الإسهامات الناجحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الجهود الرامية لتحقيق الرؤية الوطنية في مجتمع المعلومات الشامل، وفرصة هامة نقلت دولة الإمارات من خلالها خبراتها الناجحة إلى العالم، وعرضت مبادرات الدولة التي تتماشى مع خطوط عمل القمة."
وأضاف المسمار: "إن نجاحنا في هذا العام هو نتاج عمل ممنهج ورؤية استراتيجية عميقة تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات على خارطة مجتمع المعلومات والمحتوى الرقمي كدولة رائدة في هذا المجال على المستوى العالمي، فيما يقودنا هذا النجاح لمواصلة العمل وتعزيز قدراتنا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمل الحثيث لتحقيق أهدافنا الوطنية في أن تصبح دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم."
من ناحيتها، قالت حصة عيسى بوحميد، مساعد المدير العام للخدمات الحكومية والريادة في مكتب رئاسة مجلس الوزراء: "إن القمة العالمية لمجتمع تكنولوجيا المعلومات تشكل منصة مهمة لعرض تجربة الحكومة الذكية في دولة الإمارات وإبرازها على المستوى العالمي، لما تمثله هذه القمة من أهمية حيث يلتقي بها ممثلو الحكومات لـ 140 دولة ورواد الأعمال والقطاع الخاص."
وأكدت بوحميد أن مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في أيار مايو 2013 شكلت نقطة تحول في العمل الحكومي وأحدثت نقلة نوعية في الخدمات الذكية.
وأضافت: "لقد استعرضنا خلال القمة العالمية لمجتمع تكنولوجيا المعلومات من خلال ورشة عمل تم تخصصيها لدولة الإمارات للحديث عن الدور الذي تقوم به الحكومة في استشراف وصناعة المستقبل، واستعرض أهم مراحل التحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، بالإضافة إلى أهم المشاريع والمبادرات القائمة لتحقيق رؤية الإمارات 2021 بأن تكون من أفضل دول العالم.
ومن الملفات التي تم استعراضها في القمة أيضاً، تجربة دولة الإمارات الاستباقية في طرح وزارات جديدة ليس لها مثيل في العالم، أبرزها وزارة السعادة ووزارة التسامح ووزارة المستقبل في ظل الاستعداد للمرحلة القادمة. كما تم استعراض المبادرات الحكومية الرئيسية الهادفة لتحقيق رؤية الإمارات، كالقمة العالمية للحكومات ودورها المحوري في استشراف المستقبل، ومتحف المستقبل، وتجربة جائزة "أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول" لعرض أفضل الخدمات الحكومية الذكية والجوائز الهادفة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسان، مثل جائزة الطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، وجائزة الروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وصولا إلى جهود الإمارات لإطلاق مسبار الأمل.
وأشاد الحضور بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة المتميزة وجهودها المبذولة في تحقيق رؤيتها بأن تكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021 ونشر السعادة والإيجابية، إضافة إلى دور مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ والذي يعتبر دليلاً على قدرة العالم العربي على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية، وأن التفاؤل والثقة والطموح يمكن أن يساهموا في تحقيق النجاح والإنجاز بالرغم من الظروف التي تعاني منها منطقتنا العربية.
من جانبها قالت سعادة الدكتورة عائشة بن بشر، مدير عام "مكتب مدينة دبي الذكية": "تقود مبادرة "دبي الذكية" تحولاً غير مسبوق في مدينة دبي ككل في اتجاه المزيد من الابتكار في الخدمات اليومية التي تقدمها المدينة، وتعزيزاً للبنية التحتية، حيث يعتبر اليوم هذا المشروع من أكبر مشاريع التحول الذكي في العالم، فقد كان لنا شرف الانضمام إلى منتدى القمة العالمية كجزء من وفد دولتنا الغالية الإمارات، ومشاركة خبراتنا خلال رحلتنا في التحول الذكي، والتعريف بتجربتنا الرائدة، كما اطلعنا على تجارب الآخرين، وعملنا معاً للاستفادة من جميع الخبرات في إطار تسريع عملية التحول الذكي، والارتقاء بمدينة دبي لتكون معياراً للتحول الذكي حول العالم وتقتدي بها الدول الناشئة".
من جهته قال سعادة وسام العباس لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية: "نشعر بالفخر أن نجحنا والوفد الذي يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور فعاليات "منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2016" في إبراز الوجه المشرق لدولتنا والجهود التي نبذلها للريادة في التحول الذكي. لقد اطلعنا على أفضل الممارسات العالمية، وقمنا في الوقت نفسه بعرض تجربتنا الفريدة، والاستراتيجيات والمبادرات والمعايير الداعمة للتحول الذكي، وتسليط الضوء على بعض إنجازاتنا الحالية الناجحة، مثل: منصة دبي الذكية، وتطبيق دبي الآن الذي تم تصميمه بناء على احتياجات المتعاملين من خلال مختبر تصميم تجربة المتعامل، وهويتي الإلكترونية للدخول الموحد للخدمات الحكومية، إلى جانب مؤشر السعادة الذي يقيس نبض مدينتنا الذكية ومستوى رضا وسعادة قاطنيها".
وأضاف سعادته قائلاً: "لقد حظيت ورشة العمل المحلية التي شاركنا فيها وحملت شعار "حكومة المستقبل، بناء أفضل الحكومات والمدن الذكية في العالم، التحول الاستثنائي الذي يلمس حياة الجميع"، بتفاعل واهتمام كبيرين من الحضور للاطلاع على نموذج دولتنا في هذا المجال، ونجحنا إلى جانب فريق العمل الذي مثّل الدولة، سعادة حصة عيسى بوحميد، وسعادة الدكتورة عائشة بطي بن بشر، من عرض نموذج مشرف للجهود الحكومية في قيادة هذا التحول الذكي الاستثنائي، ونموذج دبي التي تحولت إلى تجربة عالمية لافتة يُشار لها بالبنان نظراً لحجم الإنجازات النوعية التي حققتها".
وأشار العقيد إبراهيم الدبل، المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) إلى أن مبادرة 360 درجة للتوعية الطلابية، تعد إحدى مبادرات برنامج خليفة لتمكين الطلاب "أقدر"، وتعمل على توحيد الرسائل التوعوية الموجهة إلى الطلاب عبر مختلف القنوات التي تتواصل معها، لبناء منظومة أخلاقية وقيمة ترتكز على محاور برنامج خليفة لتمكين الطلاب، المعنية بالمهارات الشخصية، الوعي الوطني، الصحة والسلامة والوقاية من الجريمة. وتناولت المحاضرات التي قدمها برنامج أقدر التعريف بالمخاطر والمحاذير الراهنة الناتجة عن الاستخدام السلبي للإنترنت والتقنيات الحديثة، كما عرفت الجريمة الإلكترونية وأشكالها المتعددة وسبل الوقاية منها، وعرفت الطلبة والمعلمين على أفضل السبل والممارسات للتعامل مع هذه السلبيات ضمن النطاق المدرسي، كما أوضح الدبل أن البرنامج يسعى من خلال شراكته مع المؤسسات المعنية إلى تمكين جميع المعنيين بالطالب بالتعامل الآمن مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بما يحقق أمنه الشخصي وأمن المجتمع.
وقد درب برنامج "أقدر" منذ بداية العام الدراسي مايزيد عن 70 ألف طالب وطالبة ومعلم وولي أمر، وتم عقد أكثر من 800 محاضرة وورشة عمل توعوية موزعة على المدارس الحكومية والخاصة والجامعات والكليات في كل إمارات ومدن الدولة، إضافة إلى المحتويات الرقمية والمجلات التفاعلية.
وأكد الدبل أن فوز أي مشروع من المشاريع الإماراتية المتقدمة لجوائز القمة العالمية هو فوز للجميع، وخطوة لتحقيق الرؤية الوطنية المتمثلة بالريادة بمختلف القطاعات المحلية والعالمية.
ويعد "منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات" بمثابة المحفل الرئيسي يقام كل عام بإشراف الاتحاد الدولي للاتصالات، يناقش دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ويضم أنشطة تفاعلية يتم التركيز فيها على التبادل والتواصل وتعزيز الشراكات حول المشاريع والتجارب المبتكرة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والمحتوى الرقمي، ليكون آلية فعالة لتنسيق الأنشطة وتبادل المعلومات وأفضل الممارسات؛ وخلق المعرفة لتعزيز أهداف التنمية.