ترأس رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة لبحر المتوسط (اسكامي) رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير اجتماع الجمعية العمومية للـ"أسكامي" في برشلونة، كما افتتح الاسبوع المتوسطي للقادة الاقتصاديين الذي انعقد في برشلونة بمشاركة واسعة من قيادة القطاع الخاص في المتوسط لا سيما من لبنان وفي مقدمتهم رئيس اتحاد رجال الاعمال للبحر المتوسط جاك الصراف، رجل الاعمال فؤاد مخزومي، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق.
وفي برشلونة أيضاً ترأس رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الذي نقاش قضايا تنظيمية وبرامجه المستقبلية.
وفي اجتماع الجمعية العمومية لـ"أسكامي" تركز النقاش بين رؤساء غرف دول المتوسط حول سبل تطوير العلاقات بين القطاع الخاص في هذه الدول لزيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل.
كما تم البحث في مشاريع التعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط والمفوضية الاوروبية، لا سيما تلك الموجهة الى دول جنوب المتوسط ومنها لبنان التي من شأنها المساهمة في تقوية الانتاجية والتنافسية في اقتصادات هذه الدول ومواكبة التطورات الحاصلة في دول شمال المتوسط.
وفي اليوم الثاني، افتتح شقير الاسبوع المتوسطي للقادة الاقتصاديين الذي يقام سنويا في برشلونة، بمشاركة حشد كبير من القادة الاقتصاديين من دول المتوسط، ووفد اقتصادي لبناني، والقى شقير كلمة في المناسبة قال فيها: "لقد مر عاما آخراً حافلاً بالأحداث، دون ان يحمل حلاً للقلق المتزايد في العالم. كما ان الأزمة الاقتصادية تنهي سنتها السابعة، فيما نحن لم نتمكن من تجنب انعكاساتها التي تهدد منطقتنا".
وبعدما استنكر الاعتداءات الارهابية في بيروت وباريس، شدد شقير على ضرورة "مضاعفة الجهود لجعل الشراكة بين دول المتوسط اكثر قوة، لدفع عملية التقدم الاقتصادي في المنطقة، ومحاربة الفقر والبطالة، وهذه هي الطريقة الفضلى لتنمية دولنا ومحاربة الكراهية والتطرف".
وإذ لفت شقير الى ارتفاع معدلات البطالة وحالات الصرف من العمل في دول المتوسط، بسبب الازمات الاقتصادية وضعف النمو والاحداث الامنية، شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين كل القيادات الاقتصادية المتوسطية في القطاعين العام والخاص، وكذلك مع القيادات الاقتصادية الاوروبية، لوضع خارطة طريق واضحة المعالم لتحقيق نمو مستدام في جنوب المتوسط، ومحاربة الفقر والبطالة"، معتبرا ان هذا الامر هو السبيل الوحيد لتحقيق الرفاهية لشعوبنا وبالتالي مكافحة الجريمة والارهاب.
وأكد شقير ان "منطقتنا تتمتع بالكثير من الفرص الضخمة والتي لم تستثمر حتى الآن، وآن الأوان للعمل سويا في إطار من شراكات عمل للاستفادة من الفرص المتاحة"، مشيرا في هذا الاطار ان القطاع الخاص اللبناني بما يمتلك من خبرات وسمعة طيبة في منطقة الشرق الاوسط والمتوسط والخليج وافريقيا على استعاداد للتعاون في هذا المجال لتحقيق الاهداف المرجوة". واضاف: "كما ان بلدنا مقبل على مشاريع ضخمة في مجال النفط والغاز والصناعات المرتبطة بهما، وتطوير بناه التحتية، إضافة الى دوره الكبير في عملية إعادة اعمار سوريا والعراق، ويهمنا ان يكون هناك تعاون بناء لتحقيق مصالحنا المشتركة بكفاءة عالية".
وكان مخزومي تحدث في حلسة الافتتاح، فنوه بالاجتماعات التي تعقد في برشالونة، الا انه شدد في الوقت نفسه على ان متابعة هذه الاجتماعات والنتائج التي تصدر عنها تبقى العنصر الاهم للوصول الى الاهداف المرجوة. وقال مخزومي: " في العام 1995 تم التوصل الى مجموعة من الاتفاقات في إطار ما يعرف باتفاق برشلونة، لكن لم نر اي نتائج تذكر بسبب عدم المتابعة".
وأكد ان الفقر هو السبب الاول للارهاب، لذلك فان محاربته تكون بالتنمية وخلق فرص العمل.
وبعد حفل الافتتاح، سلم الصراف جائزة البحر المتوسط المعتمدة من قبل الاتحاد (الجائزة الزرقاء) الى شقير تقديرا على جهوده من أجل توطيد العلاقات الاقتصادية بين دول المتوسط لا سيما بين القطاع الخاص بهدف تحقيق التنمية المستدامة ومحاربة البطالة، وكذلك الى أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط فتح الله سجلماسي لجهوده في دفع عملية الاستقرار والتعاون والتمنية في حوض المتوسط.
من جهته سلم شقير درع اتحاد غرف المتوسط (أسكامي) الى رجل الاعمال اللبناني فؤاد مخزومي تقديرا لنشاطه واعماله المنتشرة حول المتوسط.
وبالنسبة لاجتماع الجمعية العمومية لاتحاد رجال الاعمال للبحر المتوسط التي رأسه الصراف، تم اتخاذ عدة قرارات، لعل ابرزها:
توقيع اتفاق بين اتحاد رجال الاعمال للببحر المتوسط وغرفة بيروت وجبل لبنان يقضي بانضمام الغرفة الى الاتحاد.
تعيين رئيسة للجنة النسائية في الاتحاد، وهي من الجزائر.
تعيين رئيس لجنة بمثابة مسؤول ارتباط بين الاتحاد ومجلس الاعمال الاوروبيين.
الاتفاق على خارطة طريق للاتحاد لعام 2016.
وكان الصراف قد تحدث في إحدى جلسات العمل التي نظمتها "أسكامي" من ضمن الاسبوع المتوسطي للقادة الاقتصاديين، عن مرور 20 عاما على "اتفاق برشالونة"، حيث أكد الصراف انه لم يتم إحراز اي تقدم يذكر في الموضوع الاساسي للاتفاق لا سيما تحقيق السلام، وذلك بسبب رفض اسرائيل السير به، ودعا الصراف الى وضع رؤية جديدة لهذا الاتفاق بما يمكن من تحقيق الاستقرار والسلام والتقدم والازدهار في المتوسط، وكذلك اعطاء رؤية جديدة للاتحاد من اجل المتوسط.
وتحدث رزق في إحدى جلسات الاسبوع المتوسطي للقادة الاقتصاديين، فقال: "يلعب قطاع المعارض في لبنان دوراً مميزاً ليس في بلدنا انما ايضاً في المنطقة، ونحن نعول على انتهاء الازمات في منطقتنا لكي يستعيد هذا القطاع دوره الحيوي بين دول المنطقة (المشرق العربي) ودول البحر الابيض المتوسط ووصولا الى كل الدول الاوروبية، كما يمكن للبنان ان يلعب دوراً مهماً في تقريب المسافات التجارية بين منطقة البحر المتوسط ودول الخليج العربي". وأضاف: "نقول ذلك، لأن لبنان رغم كل ما تمر في منطقتنا من أحداث لا يزال الأكثر أمنا وأمانا، وهو كذلك وباعتراف كل دول المنطقة لا يزل بوابتها التجارية الاساسية، وهذا ما يعطي جدوى كبيرة لإقامة المعارض الدولية في شتى المجالات في لبنان. كما ان العلاقات التاريخية والاقتصادية والتجارية التي تربط لبنان مع دول الخليج والوجود اللبناني القوي فيها، يعطيه ايضاً هذه الميزة".