وقال رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي العبد الله إن زيارة الوفد اللبناني إلى الصين والمشاركة في الحلقة الدراسية والنشاطات المتعلقة بها تشكل تجربة بالغة الأهمية نظرا إلى الخبرات الواسعة التي تتمتع بها المؤسسات الصينية في القطاع الزراعي سواءا على مستوى المهارات والخبرات التقنية الزراعية أو على مستوى ترويج الاستثمار الزراعي وفرص تصديره إلى الصين. هذه ليست الزيارة الأولى التي يتعاون في تنظيمها تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني مع السفارة الصينية في لبنان، إذ سبق أن ساهم التجمّع بتنظيم عشرات الزيارات التي تنوّعت عناوينها بين الاقتصادي والتجاري والثقافي، فضلا عن الزيارات التعارفية حيث اطلعت الوفود اللبنانية المشاركة على التجارب والخبرات والمعرفة الصينية في عدد كبير من المجالات. وسيواصل التجمّع المساهمة في تنظيم هذه الزيارات مع السفارة الصينية، نظرا للأهمية الكبيرة والفوائد الجمّة التي تنطوي عليها هذه النوعية من الزيارات إلى الصين.
ويشارك في الحلقة الدراسية التي تجري حاليا في بكين وستشمل أيضا مدينة تشونغتشينغ كل من رئيسة الوفد المهندسة الزراعية غادة حنا البيطار وهي مديرة محطة الأبحاث العلمية الزراعية في العبدة، بالإضافة إلى المهندس حسين ابو يحيا، المهندس عبد الله الحنش والسيد محمد أحمد الحايك. ويتضمن برنامج الزيارة والحلقة الدراسية محاضرات متخصصة ومعلومات وشروحات ميدانية وجلسات حوار وزيارات استطلاعية. كذلك تتضمن زيارة الوفد نشاطات مثل التعريف بأحوال الجغرافيا والتاريخ والثقافة والتنمية الاقتصادية الاجتماعية في الصين.
ومن المفترض أن تتضمن الزيارة أيضا مواضيع متصلة بالقطاع الزراعي مثل استعراض طريق التحديث الزراعي المتميّز في الصين، فضلا عن المراحل والمنجزات والخبرات والمميزات والسياسات العصرية الداعمة للقطاع الزراعي. كما سيتم التعريف بالسياسات الداعمة لتجارة المنتجات الزراعية في الصين والإجراءات التي تسهّل التجارة بين لبنان والصين. ومن خلال الشروحات والأمثلة العملية سيتم تقديم تعريف حول منظومة الاستثمار الزراعي في الصين وأبرز الحالات الناجحة المتعلقة بالاستثمار الزراعي الخارجي. وعلى صعيد آخر ستقدم الحلقات الدراسية تعريفا حول التجارة الالكترونية الخاصة بالمنتجات الزراعية في الصين وخصوصا تطبيقات "البيع العمودي" للمنتجات الزراعية الطازجة، كما سيتم تعريف منظومة تداول المنتجات الزراعية في الصين المتمثلة بتشغيل أسواق مبيع الجملة، بالإضافة إلى نشأة زراعة الزيتون في الصين وآخر تطورات الإنتاج والتسويق. وسيتم تخصيص جزء من النشاطات لاستعراض الآليات الكبيرة والصغيرة المُستخدمة في النشاطات الزراعية وتصنيع المنتجات الزراعية في الصين والتعاون الدولي على المستوى الزراعي.
كذلك سيتم تنظيم زيارات ميدانية إلى أسواق بيع الجملة الخاص بالمنتجات الزراعية وأسواق "البيع العمودي" الخاصة بالمنتجات الطازجة في بكين فضلا عن زيارات استطلاعية بعيدة في مدينة تشونغتشينغ التي تحتضن شركات رائدة في تصنيع المنتجات الزراعية المتميزة والتي تبحث عن فرص التعاون الدولية. وستشمل النشاطات أيضا زيارات ثقافية متنوعة تعرّف المشاركين عن قرب على تاريخ الصين ومجتمعها ومعيشة أبنائها.
الجدير بالذكر إن مدرسة الكوادر الإدارية التابعة لوزارة الزراعة والريف في الصين والتي تستضيف هذه الحلقات والزيارات الميدانية هي مؤسسة أكاديمية بحثية وتدريبية تتولى إعداد كوادر إدارية وفنية وتربوية ورواد الأعمال في الريف الصيني. كما تهتم بنشر السياسات الزراعية الوطنية وتُجري دراسات وتقدم المشورة في مجالات مثل إدارة الأرض والموارد الزراعية وحوكمة المجتمعات الريفية ومتابعة أداء الاقتصاديات الزراعية وتنمية الزراعة الحديثة. ولأن المدرسة تهتم بالتعاون الدولي فقد أنشأت منظومة تنسيقية برئاسة مدير المدرسة لتقديم التدريب الفني للدول الصديقة في إطار المساعدات الخارجية الصينية. ومنذ العام 2004 نظّمت المدرسة نحو 100 برنامج تدريبي من بينها 80 برنامجا خاص بالتعاون مع وزارة التجارة.
وشارك في هذه البرامج نحو 2200 موظف زراعي من مختلف الدول وتكللت كل البرامج بالثناء والتقدير من الجهات المعنية، سواءا من حيث جودة البرامج أو الخدمات. وكل هذه البرامج التدريبية تتضمن عدة حلقات دراسية حول التنمية الريفية والزراعية باللغة العربية مثل ترويج تجارة زيت الزيتون وغيره من المنتجات الزراعية المتميزة في لبنان.