تتواصل عمليات اغراق الاسواق اللبنانية بالرخام والغرانيت حيث عبر حدود العبودية، اربع واربعون شاحنة محملة بأطنان من البضاعة دون حسيب او رقيب، وسمحت لها سلطات لبنان بالعبور، رغم كل الصرخات التي حصلت الاسبوع الماضي واللقاءات التي اجراها الصناعيون مع الرئيس الحريري ووزير الصناعة حسين الحاج حسن الذين تعهدوا بإتخاذ اجراءات وحماية الصناعيين اللبنانيين.
والخطير في الامر ان الامن الصناعي تم اختراقه، حيث ان الاشخاص الذين اشتروا هذه البضائع لإغراق اسواق لبنان بها لا يدفعون رسوم عبور تذكر، كما ان حمولة هذه الشاحنات تتراوح بين 70 و100 طن، في حين ان الوزن المسموح به لا يتجاوز الثلاثين طناً، وكلها بضائع ينافس تجارها المصانع اللبنانية، وعددها الف وسبعون مصنعاً اضافة الى المنافسة من قبل ما يتم استيراده من مصر والصين واوروبا.
الاهالي والصناعيون اللبنانيون يقولون انهم سيمنعون الشاحنات الاخرى الاتية من سوريا من العبور، وهم يعتصمون عبر مفرق حمص لمنعها متساءلين عن الطمع والجشع الذي اصاب التجار، الذين يأتون بهذه البضائع لتحقيق ارباح باهظة من خلال الاضرار باللبنانيين والاقتصاد اللبناني وخصوصا الصناعيين.
والازمة ليست حكرا على مصنعاً دون آخر وعلى منطقة دون غيرها فهناك ألف مصنع في لبنان يعاني ويعتاش منهم ثلاثون الف عامل بينما المضحك المبكي ان هناك اراضٍ تستخدم لعرض هذه البضائع والاحجار والغرانيت في مناطق لبنانية.
هؤلاء التجار شعروا بالاجراءات التي سيقوم بها الرئيس الحريري ووزير الصناعة وحاولوا استباقها واحضار عشرات وعشرات من الشاحنات لإغراق الاسواق وتحقيق الارباح.