أقل ما يمكن أن يقال في الخطوة التي قام بها نواب الشعب اللبناني منذ ساعات، أنها معيبة وفضيحة وتآمر على الطبقة الفقيرة التي كانت طبقة متوسطة الحال.
فقد إقتطع نواب الشعب اللبناني مبلغ 35 مليار ليرة لبنانية من أصل 100 مليار ليرة مخصصة للمؤسسة العامة للإسكان وتحويلها الى حساب مؤسسات الرعاية وهي تقارب في عددها 100 جمعية.
المعيب في الأمر أن مبلغ الـ 35 مليار ليرة لبنانية سُحِب من صندوق لا يدعم الاغنياء، بل يدعم الفقراء أو ذوي الدخل المحدود الذين يستفيدون من مؤسسة الإسكان لتقسيط شقة صغيرة هي أملهم لتأسيس عائلة، وإعطاء هذا المبلغ لجمعيات ايضاً تدعم الفقراء ، ما يعني ان الدولة حتى في حال دعم فقراء، تريد ان تدعمهم على حساب فقراء آخرين، وليس ميسوري الحال، في حين ان الخطير في الأمر هو إلحاق الضرر بمؤسسة الإسكان التي تعيش أزمة منذ نحو عام والتسبب ايضا بالضرر بالمقترضين منها.
اقتراح القانون جاء بشكل عاجل دون أن يكون مدرجاً على جدول اعمال مجلس النواب، أما المضحك ان نواباً وصفوه بالإنجاز، ألم يكن من الواجب عليكم البحث عن تمويل من أمكنة فيها هدر؟ أو سرقة؟ ألم يكن بإستطاعتكم ان تكافحوا الهدر والسرقة والفساد وتحوّلوا تمويل المبلغ للجمعيات من ابواب فيها تقصير بالجباية، بدلاً من خطف مبالغ مخصصة لدعم من عجز عن شراء شقة نقداَ، ولجأ الى التقسيط لـ 20 او 30 سنة؟
عجباً فهي دولة ضد الفقير وضد الشرعي لكنها مع فاحش الثراء والفاسد وغير الشرعي.
فعلوا ذلك وإقتطعوا من اموال الإسكان، مع قيام مصرف لبنان بوقف دعم قروض الإسكان، والتسبب بوقف مبيعات الشقق وجمود لا بل ركود في سوق العقارات في لبنان التي تُشغِّل 70 مهنة، ما ادى الى تراجع الاقتصاد اللبناني.
هل تدفعون الشباب اللبناني الى الإسراع بالهجرة للحصول على ابسط الحقوق المتوجبة له على دولته، أم تدفعونه الى دفع قسط شهري لإستئجار شقة بدلاً من دفعه كقسط شهري لتملّك منزل العمر؟
لا شك ان الأمر بمثابة جريمة بحق الشعب والشباب اللبناني الباحث عن تأسيس عائلة وشراء شقة صغيرة.
الأخطر في الأمر ان هذا الاقتطاع حصل وسط أزمة إسكانية مندلعة منذ عام، وفي ظل غياب القروض السكنية، وجمود في سوق العقارات وتراجع حاد في الاقتصاد وفي القدرة الشرائية، ووسط أزمة اقتصادية تتزايد حدتها مع تدني قيمة الليرة وارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي وأزمة اجتماعية.
على جميع السياسيين التراجع عن هذا القرار أو تخصيص مبلغ بديل لدعم قروض الاسكان والطبقة الفقيرة ومتوسطة الحال.
بقلم رئيس التحرير- باسل الخطيب
[email protected]
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.