فقد اكتشف الباحثون أن المستخدمين الذين يطلق عليهم "المستخدمون المتمرسون" أي أولئك الذين يستخدمون الروبوت بكثافة ولفترات طويلة يتطورون نحو حالة من الاعتماد أو حتى الإدمان على الروبوت.
علامات إدمان افتراضي
حددت الدراسة عدة مؤشرات تنذر بهذا النوع من "الاستخدام الإشكالي"»، منها الانشغال الذهني الدائم بالروبوت، وظهور أعراض انسحاب عند عدم استخدامه، وفقدان السيطرة على وقت الاستخدام، بالإضافة إلى تقلبات في المزاج ترتبط بالتفاعل مع الروبوت.
ولفهم أعمق لهذه الظاهرة، استطلع الفريق آراء آلاف المستخدمين لمعرفة مشاعرهم تجاه ChatGPT، ودراسة الإشارات العاطفية التي يستخدمونها أثناء المحادثات، كالتعبير عن التعاطف والمودة والحاجة للدعم.
وبينما لم يُظهر غالبية المشاركين في الدراسة تعلقاً عاطفياً بالروبوت، تبين أن الذين استخدموه لفترات أطول بدأوا في النظر إليه كصديق. والمثير للقلق أن هؤلاء المستخدمين كانوا أكثر شعوراً بالوحدة في حياتهم الواقعية، وأظهروا توتراً واضحاً عند ملاحظة تغييرات طفيفة في سلوك الروبوت.
تناقضات مثيرة للدهشة
من المفارقات اللافتة التي كشفتها الدراسة أن الناس يميلون لاستخدام لغة أكثر عاطفية مع النسخة النصية من ChatGPT مقارنة بالنسخة الصوتية المتطورة. كما أظهرت النتائج أن استخدام الوضع الصوتي لفترات قصيرة ارتبط بتحسن في الحالة النفسية للمستخدمين.
ومن المفاجئ أيضاً أن الأشخاص الذين استخدموا الروبوت لأغراض شخصية – كمناقشة المشاعر والذكريات – كانوا أقل اعتماداً عاطفياً عليه مقارنة بالذين استخدموه لأغراض عملية كالعصف الذهني أو طلب المشورة المهنية.
لكن الخلاصة الأكثر أهمية التي توصلت إليها الدراسة هي أن الاستخدام المطوّل للروبوت، بغض النظر عن طبيعته، يزيد كثيراً من احتمالية تطوير علاقة اعتمادية عليه. فسواء كنت تستخدم النص أو الصوت، تطرح أسئلة شخصية أو مهنية، فإن طول فترة الاستخدام هو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى الاعتماد العاطفي.
تشير هذه النتائج إلى ضرورة التعامل بحذر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلية، خصوصاً مع تزايد قدرتها على محاكاة التفاعل البشري، لتجنب الوقوع في فخ علاقة افتراضية قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية الحقيقية.