عادة ما تقوم شركة هواوي بالكشف عن سلسلة هواتف Mate في منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر من كل عام، ليصبح الهاتف متوفراً في الأسواق في نهاية الشهر نفسه.
وفي الآونة الأخيرة تم تسريب معلومات صحفية عن إتجاه هواوي لطرح سلسلة هواتف 30 Mate الجديدة في شهر أيلول سبتمبر 2019.
وهذه المعلومات لم تؤكدها هواوي ولم تنفها، حيث لم تشهد منصات الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي أي تلميح حول هذا الأمر.
ويعلم الجميع ان الشركة الصينية تعرضت منذ شهرين لحملة إعلامية ضخمة تم خلالها نشر الشائعات الكاذبة ضدها، حيث تبين لاحقاً عدم صحة هذه الأخبار.
ولكن ما الذي حصل هذا الاسبوع؟
قامت منذ أيام احدى الوكالات الإعلامية الشهيرة بأخطائها وبتحويرها للوقائع بنشر تقرير صحفي عن سلسلة هواتف 30 Mate الجديدة، حيث إحتوى التقرير على معلومة من قبل احد المدراء في شركة غوغل مفادها انه قد لا يكون بإمكان هواوي إستخدام التطبيقات التابعة لغوغل على الهاتف الجديد، على إعتبار ان الشركة لم تحصل بعد على الرخصة التي تتيح لها ذلك.
واشارت الوكالة في تقريرها الى أن وزارة التجارة الأميركية قد تلقت أكثر من 130 طلباً من الشركات للحصول على تراخيص لبيع البضائع الأميركية إلى Huawei، حيث لم يتم بعد البت بهذه التراخيص، في إشارة غير واضحة الى ان الوضع الحالي قد يتغير.
كما لفتت الوكالة في تقريرها الى ان غوغل لم توضح بعد ما إذا كانت قد تقدمت بطلب للحصول على ترخيص لتقديم تطبيقاتها وخدماتها المعروفة باسم Google Mobile Services على هواتف هواوي الجديدة.
وطبعاً تم سرد هذه الوقائع في التقرير الصحفي بطريقة متباعدة، حيث كان التركيز الأساسي على ان سلسلة هواتف 30 Mate لن تحصل على تطبيقات غوغل.
من الناحية القانونية اتى تقرير الوكالة الإخبارية متكاملاً مع إستعمال تعابير مثل: " قد لا تكون قادرة"
it may not be able to offer Google’s official Android operating system and widely used apps
أو من خلال الإشارة الى ان غوغل لم تكشف ما اذا كانت تقدمت برخصة تتيح لها التعامل مع هواوي.
Google would not say whether it had applied for a license to offer its apps and services known as Google Mobile Services,
ولكن المشكلة الكبيرة تكمن في ان هذه الوكالة تقصدت خلق حالة من البلبلة عن هاتف لم يصدر بعد، حيث وكما ذكرنا فإن الموعد الطبيعي لطرح سلسلة Mate في الأسواق هو شهر تشرين الأول أكتوبر.
وبالطبع وكما جرت العادة تم تناقل الخبر على معظم المواقع الإخبارية مع حذف عبارة "قد لا" ومن دون الإشارة الى هناك نحو 130 طلباً للحصول على تراخيص للتعامل مع هواوي.
والمستغرب هنا ان الوكالات الإعلانية والمواقع الإخبارية وفي الحالات الطبيعية ترفض نشر اخبار الإشادة بالهواتف الجديدة على اعتبار انها إعلان ويجب أن تكون مدفوعة الثمن، ولكن الأمر مختلف مع هواوي حيث باتت التقارير التي تهدف الى محاربة الشركة وإحداث بلبلة تجاه منتجاتها التي لم ترى النور بعد متوفرة بشكل مجاني ولوقت محدود.
لماذا لوقت محدود؟
لأن مشكلة هواوي مع إدارة ترامب ستحل فور توصل الصين لإتفاق تجاري جديد مع أميركا، وبعدها لن يتمكن أحد من الإشادة بهواوي إلا بأخبار مدفوعة الثمن!
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.