تُشكل هواتف هواوي خياراً رئيسياً لملايين عشاق التكنولوجيا في العالم، وذلك لأسباب عديدة أبرزها الإمكانيات الكبيرة التي توفرها تلك الهواتف وأسعارها.
وقد باعت هواوي أكثر من 59 مليون هاتف ذكي خلال أول 3 أشهر من 2019، أي نحو 655 ألف هاتف كل يوم وبنسبة نمو وصلت الى 50 في المئة.
ومنذ قرابة الاسبوع ضج العالم بخبر إعلان شركة غوغل إنها وإلتزاماً بقرار السلطات الأميركية بمنع التعامل مع هواوي إلا بإذن خاص، فإنها ستسحب رخصة إستخدام نظام أندرويد من الشركة الصينية.
وهذا القرار كان سيؤثر فقط على الهواتف التي ستصدرها هواوي بعد أشهر وليس تلك المتوفرة في السوق أو المتاجر وحتى المخازن.
إلا ان ما لم ينتبه إليه البعض هو ان السلطات الأميركية وبعد 24 ساعة فقط على إعلان غوغل قامت بتجميد قرار منع التعامل مع هواوي لمدة 90 يوماً.
ولكن كيف يمكن للإدارة الأميركية أن تتخذ قراراً وأن تتراجع عنه فوراً؟ أو بالأحرى لماذا أصدرته وهي تعرف انها ستتراجع عنه؟
كما أشرنا مراراً ان الهدف من قرار منع التعامل مع هواوي إلا بإذن خاص كان للضغط على السلطات الصينية بالمفاوضات التجارية بين أميركا والصين.
وهذا القرار إتخذ ليتم تجميده حيث ستنتهي مفاعيله خلال المفاوضات التجارية، مع الإشارة الى ان الرئيس الأميركي سيلتقي الرئيس الصيني بعد نحو شهر من الآن وذلك خلال قمة مجموعة الـ 20.
كيف تم تضخيم الأمر؟
بعد ان إنتهت قصة غوغل، أعلنت نحو 4 أو 5 شركات أميركية تعليق التعامل مع هواوي بشكل تام أو جزئي، حيث ان هذه الشركات تقوم بتوريد بعض القطع الخاصة بتصنيع الهواتف لهواوي، أي ان هواوي تشتري من تلك الشركات وليس العكس!
وطبعاً خلال هذه الفترة تحوّل عدد من النقاد الفنيين والسياسيين ومحللي الطقس وعالم الزلازل في عالمنا العربي الى محللين تقنيين، وبالتأكيد فإن عدة الشغل الجديدة تستلزم عناوين طنانة رنانة.
نعم، فقد شهدنا اسبوعاً كاملاً بين الأخبار التي تتحدث عن ان هواوي مصدومة وهواوي اصابها الزلزال وأسعار هواتف هواوي... لتصل درجة الغباء بالبعض أن يدعي ان هواتف هواوي بدأت تتعطل.
دعوني أعطيكم مثالاً عن درجة الغباء التي وصلنا إليها:
"علّقت جمعية SD وهي المجموعة التجارية التي توافق على المواصفات القياسية لبطاقات الذاكرة الخارجية SD و microSD عضوية هواوي مؤقتاً في الجمعية، حيث لم يعد يُسمح لهواوي إستخدام الذاكرة الخارجية microSD في هواتفها المستقبلية".
وهنا بدأت التحليلات تتوالى ضربة قاضية وضربة وضربة...
أولاً دعونا نخبركم أمراً، بدأت هواوي منذ 2018 بإنتاج بطاقة Nano Memory الخاصة بها والتي تعد أصغر من بطاقة microSD، ما يعني انها اصلاً لم تعد بحاجة لبطاقات الـ microSD.
ثانياً بإمكان هواوي تزويد هواتفها بذاكرة تخزين داخلية كبيرة، وبالتالي فإنه لا حاجة لبطاقة microSD.
وهكذا يا أعزائي وبسهولة تامة إستطاعت هواوي تخطي هذه المشكلة... ولكن أين الضربة القاضية في الموضوع؟
سؤال طرحته على أحد المحللين، فكان الجواب انت متحيز لهواوي من دون إعطائي أي جواب واضح.
والمضحك ان قسماً من المحللين الذين تكلموا عن الضربة القاضية التي ستعاني منها هواوي من دون بطاقات الـ microSD، يحملون هواتف آيفون التي تنتجها آبل والتي لا تؤمن بشيء إسمه بطاقات ذاكرة خارجية في هواتفها!
أعزائي أعطيتكم مثالاً لما يحدث حالياً، ولن اطيل الكلام أكثر إشتروا هواوي وإستمروا بإستخدام هواتف الشركة الصينية، جميع هذه الأمور سيتم حلها عاجلاً أم آجلاً ففي حين نتلهى نحن بأخبار غير منطقية بدأت الشركات الأميركية بنشر أرقام الخسائر التي ستتكبدها في حال توقفت هي عن التعامل مع هواوي والتي ستفوق الـ 40 مليار دولار فوراً، وبالتالي بدأت هذه الشركات بتقديم طلبات خاصة تتيح لها التعامل هواوي.
من جهتها بدأت هواوي بالإجراءات العملية لتسجيل حقوق نظام هواتفها الجديد في إشارة على انها غير مبالية لا بغوغل ولا بأندرويد ولا بالشركات التي أوقفت التعامل معها، فمن إستطاع ان يسبق العالم بطرح ميزات جديدة في عالم الهواتف وان يكون أول من يوفر تقنية الـ 5G، لن تصعب عليه مهمة إنتاج نظام متكامل وناجح.