يمثل العقل أكبر تهديد لتحقيق الاستقلال المالي، إذ يمكن للمستثمر أن يستثمر في المجال المناسب ويقلل الرسوم والضرائب وينوع الاستثمارات، إلا أنه حين يفشل في فهم كيفية عمل عقله، فإن ذلك يتسبب في إخفاقه في تحقيق الاستقلال المالي.
وتعتبر القيود النفسية التي ينتجها العقل البشري، مزعجة للغاية عند اتخاذ القرارات المالية المنطقية وهي تؤثر سلباً عليه.
وللتغلب على هذه القيود يحتاج المستثمر إلى تبني أنظمة وقواعد وإجراءات بسيطة، حتى يضمن أن القرارات المالية التي يتخذها تحقق أفضل الفوائد على المدى الطويل.
وفيما يلي نعرض عليكم 6 أخطاء نفسية يقع فيها المستثمر العادي وكيفية تجنبها:
1- السعي لتأكيد صحة المعتقدات الشخصية
دائماً ما يبحث العقل عن المعلومات التي تؤكد صحة معتقداته الحالية ويصدقها، فعقل الشخص يحب أن يثبت مدى ذكائه وصحة أفكاره.
والسيئ في الأمر أن المنصات عبر الإنترنت تدعم هذا الاتجاه فوسائل الإعلام تميل إلى تفضيل وجهة نظر واحدة، وتقوم منصات غوغل وفايسبوك بتصفية نتائج البحث التي تعزز وجهة نظر الأشخاص حتى ولو كانت شائعات.
لذا يجب أن يدرك الشخص أن إقناع نفسه بأن استراتيجية بعينها، هي الاستراتيجية الصحيحة، دون الأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر المتناقضة هو أمر سيتسبب له بالفشل.
2- الاعتقاد بأن الاتجاه الحالي سيستمر
هو أحد أكثر أخطاء الاستثمار شيوعاً وخطورة، يُعرف هذا في علم النفس باسم تحيز الحداثة أو منح قيمة كبيرة للأحداث الأخيرة عند تقييم احتمالات حدوث شيء ما في المستقبل، فعلى سبيل المثال قد يعتقد المستثمر أنه طالما كان أداء الأسهم جيداً مؤخراً فإن هذه الحالة سوف تستمر في المستقبل، مما يجعله يشتري المزيد من الأسهم بسعر مرتفع.
وأفضل طريقة لتجنب القرارات السريعة في هذا الأمر هي الالتزام بمخصصات المحفظة (60 في المئة أسهم، 40 في المئة سندات).
وتضمن هذه الطريقة أن المستثمر يشتري الأصول بسعر منخفض ثم يبيعها بسعر مرتفع، وعندما يكون أداء الأصول جيداً يمكن أن يقوم الشخص ببيع بعض الأصول لشراء أصول أخرى في المحفظة.
3- الثقة المفرطة
يفترض الأشخاص الناجحون جداً أنهم سوف يكونون جيدين في الاستثمار كما هم جيدون في الجوانب الأخرى في حياتهم.
ورغم ذلك تعد الثقة المفرطة نوعاً من الانحياز المعرفي، فغالباً ما يبالغ الأشخاص في تقدير قدراتهم ومعرفتهم وآفاقهم المستقبلية.
وعندما يعترف الشخص أنه لا يمتلك أي ميزة خاصة، فإنه يكتسب ميزة مهمة للغاية تمكنه من التفوق على المستثمرين المفرطين في الثقة في أنفسهم، والذين يعتقدون أن بإمكانهم التفوق طوال الوقت.
4- التأرجح
قد يكون من المغري الذهاب خلف ما يحقق المكاسب الكبيرة عند السعي لبناء ثروة كبيرة، إلا أن التأرجح بين الخيارات ذات العوائد قصيرة الأجل قد يتسبب في فشل يصعب التعافي منه.
وأفضل حل للفوز في لعبة الاستثمار يتمثل في تحقيق عوائد مستدامة طويلة الأجل تتضاعف وتتراكم بمرور الوقت.
ومن الضروري ألا يشتت الشخص انتباهه بالعوائد السريعة والكبيرة قصيرة الأجل، ويركز على بناء ثروة على المدى الطويل.
5- البقاء في المنزل
يُعرف هذا في علم النفس باسم الانحياز المنزلي، حيث يميل الناس للاستثمار بشكل غير متناسب في الأسواق المألوفة بالنسبة لهم مثل الاستثمار في سوق الأسهم في دولتهم أو الاستثمار في صناعتهم.
ويجعل ذلك المحفظة الاستثمارية مثقلة بالأسهم في نطاق معرفة الأشخاص وبدون أسهم تقريباً في المجالات الأخرى.
ومن الضروري تنويع المحفظة الاستثمارية في فئات الأصول المختلفة وفي عدة دول.
6- الانحياز السلبي
ويحتوي الدماغ البشري على جزء يُعرف باسم اللوزة الدماغية، وهي نظام إنذار يبث إشارات الخوف في الجسم عندما يخسر الأشخاص أموالهم.
وتكمن المشكلة هنا في أنه عندما تتراجع أسواق الأسهم فمن السهل التصرف بطريقة غير عقلانية، فيشعر بعض الأشخاص بالفزع ويبدؤون في بيع محافظهم الاستثمارية كلها.