هذا المشروع الذي استغرق تنفيذه قرابة السنة، بكلفة ماية وتسعين ألف دولار اميركي، يهدف الى تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ المياه المبتذلة، واعادة استخدامها في مجال الريّ كما يمكن ان يستفيد معهد البحوث الصناعية منها لتعويض النقص في المياه.
بوشكيان
وألقى بوشكيان كلمة رأى فيها ان معهد البحوث الصناعية يخوض تجربة نوعيّة مع MAIA-TAQA في مجالات الاستثمارات الجديدة بهدف تحسين نوعية الحياة ورفع مستواها، وما يهمّ من المشروع ثلاث نقاط أساسية هي: البحث العلمي، والتطوير التكنولوجي، والابتكار.
وأكد ان ما يقدّمه المعهد و ELCIM للصناعيين اللبنانيين يعدّ من الدعائم الأساسية لتطوير الصناعة وتحديثها لجهة التوسّع وتكبير حجم الأعمال وخوض تحدّيات المنافسة والتصدير الى الأسواق الأكثر تطلّباً.
واذ اشار الى ان نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لبنان تتجاوز الـ 90%، وهي حال الدول المحيطة بنا، نوّه بوشكيان بواضعي المشروع وبتوجّههم لدعم هذا النوع من المؤسسات، وتعريف أصحابها أكثر على البحث والابتكار.
أضاف: "بسبب ندرة الموارد الطبيعيّة في بلدان مثل لبنان، وارتفاع تكلفتها التي تنعكس على كلفة الانتاج الصناعي، وبالتالي تخفّض قدرة الصناعيين على المنافسة في الأسواق الخارجية، بادر معهد البحوث الصناعية منذ سنوات الى تبنّي سياسات ترشيد استخدام الطاقة والمياه. ووجَّه الصناعيين الى اعتماد هذه السياسات. أمّا مشروعُنا الذي نفتتحه، فهو يقوم على تشغيل محطة معالجةْ مياه للصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ هذه المياه المبتذلة، واعادة استخدامها في مجال الريّ."
من هنا، أشاد وزير الصناعة بالعلاقة المميّزة بين لبنان والاتّحاد الاوروبي، وبين المعهد والاتّحاد الاوروبي، عبر عضويّته في هيئة المختبرات الاوروبية، وتعاونه المستمر مع منظّمات ومؤسسات اوروبية ذات الصلة. ولفت الى ان الصناعة ركيزة اساسية في الاقتصاد اللبناني خصوصا في ظل المواهب الموجودة، منوّها بالدور الذي يلعبه معهد البحوث الصناعية اذ يُعدّ نقطة الانطلاق في مختلف المجالات.
كما توقّف عند الحاجة الملحة لاجراء مسح شامل للقطاع الصناعي في لبنان.
وختم بالتشديد على ان "لبنان يبقى بوجود المؤسسات الناجحة، دعامة وركيزة أساسية للاقتصاد والصناعة والعلم والابتكار والابداع. وهذه المؤسسات هي التي تُبقي على الروابط وترسّخها مع دول الغرب المتقدّم. ويعود الفضلُ الأوّل والأساس للموارد البشرية التي تعطي القيمة المضافة وتُبدع في مجالات عملها".
الفرنّ
بدوره، أكد الدكتور الفرنّ ان الجهات المعنية تعمل ضمن استراتيجية واحدة لتنمية الاقتصاد والمحافظة على البيئة، مشيرا الى ان "معهد البحوث الصناعية" يركز على ايصال الأفكار والمشاريع الجديدة الممكن البناء عليها لدعم الاقتصاد للمستدام. واذ رأى ان المشروع يندرج في هذا السياق، لفت الى ان المعهد يعمل اليوم على جمع مياه الامطار واعادة استعمالها، في سياسة تكاملية مع مشروع "MAIA-TAQA".
تابع: "العلاقة مع الاتحاد الاوروبي ليست جديدة، ولولا دعمهم لما كنا نجحنا في انجاز هذا المشروع المنفذ بتمويل مشترك، وهي لن تنتهي مع انتهائه. بدأنا العمل معهم في موضوع الطاقة منذ سنوات وانجزنا مشاريع كثيرة تكمن اهميتها في الاستدامة، خصوصا اننا نلتزم دائما وفق شعار "المشروع الذي يبدأ هنا يستمر هنا".
واعتبر ان "الهدف الاساس من المشاريع المنفذة يكمن في ايصال الرسالة للمعنيين في المجال الصناعي والاقتصادي واصحاب القرار في لبنان بأننا مع المشاريع المستدامة."
أبي زيد
وشرح ابي زيد ان Maia Taqa تعمل على ثلاثة محاور رئيسية والتي كان لها تأثير كبير في مجال الطاقة، معتبرا ان "المشاريع التجريبية التي انجزتها في بناء الطاقة الكهروضوئية المتكاملة، والحرارة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، والتي تم تنفيذها على التوالي في مصر والأردن ولبنان تعدُّ بمثابة دليل بارز على ممارساتها المستدامة.
وتطرق الى البرنامج التدريبي الذي شارك فيه اكثر من 60 طالبا ومهنيا وكان له دور فعال في نقل المعرفة والمهارات، معلنا عن اعتماد ستة مدربين من المشاركين، ما يضمن نشر الخبرات في مجال كفاءة الطاقة ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها. وكشف ان "Maia-Taqa نجحت في تقديم منح فرعية إلى تسع شركات صغيرة ومتوسطة الحجم في مصر والأردن ولبنان، لافتا الى ان هذا الدعم أصبح ممكنًا من خلال إنشاء مكاتب متكاملة للابتكار، والتي سهلت الوصول إلى الموارد والتمويل لهذه الشركات.
ورأى اننا "نتوّج في هذا الحفل الجهود المبذولة والتأثير الذي أحدثته على قطاع الطاقة، اذ اجتمع فيها عدد كبير من الخبراء وأصحاب المصلحة والمستفيدين لتبادل المعرفة والخبرات وقصص النجاح".
وأمل ان يكون هذا الحدث بمثابة منصة للتواصل والتعاون وتبادل الأفكار، خاتما بالقول: "معًا، يمكننا مواصلة دفع الابتكار والممارسات المستدامة في قطاع الطاقة".
عقب الكلمات، تحدث الخبير في مجال الطاقة والمياه الدكتور طلال سالم عن الدروس المستفادة من مشروع "MAIA-TAQA" في معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها للحفاظ على الثورة المائية وإدارة الموارد المستدامة. وفي الختام دشّن بوشكيان المحطة.