شهدت النسخة الافتراضية الثانية عشرة من المنتدى العالمي للتبغ والنيكوتين–GTNF 2021، والتي جمعت ضمن فعالياتها عدداً من خبراء الصحة العامة وممثلي الحكومات والمستثمرين والمصنعين والمشرعين والأطراف المعنية بصناعة التبغ للتباحث حول أهمية التوسع في تطبيق سياسة "الحدّ من الضرر"، مناقشات حوارية لمجموعة واسعة من القضايا العلمية ذات الصلة، إلى جانب تقييم إمكانية تقليل الضرر للمنتجات البديلة قدر الإمكان في المستقبل بفضل التكنولوجيا والبحث العلمي.
وقد كان من أهم القضايا التي تطرق لها المحاضرون، القدر الهائل من الأدلة المبنية على مراقبة السلوك النفسي والفسيولوجي، والتي تمّ التوصل إليها من قبل الباحثين المستقلين وكذلك علماء صناعة التبغ، والتي تتمحور حول قدرة منتجات النيكوتين البديلة التي تقصي عملية حرق التبغ الحد من عادة تدخين السيجارة التقليدية بشكل كبير.
وفي هذا السياق، قدم الأستاذ في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية بجامعة نيويورك، دكتور ديفيد أبرامز، ملخصاً لمجموعة من الدراسات التي تمّ إجراؤها على السجائر الإلكترونية، فيما قدم أستاذ العلوم السلوكية والاجتماعية وأستاذ الطب في مركز دراسات الكحول والإدمان، كلية الصحة العامة بجامعة براون وكلية ألبرت للطب، والمدير المساعد لعلوم السكان في مركز براون للسرطان، الدكتور جاسجيت ألواليا، بينات تساعد في فهم مراحل رحلة الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية والتي يعد من أهمها الاستهلاك المزدوج، إذْ أنّ التغيرات السلوكية صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً.
أما أستاذ الطب الباطني في جامعة كاتانيا ومؤسس مركز التميز لتسريع الحد من الضرر، البروفيسور ريكاردو بولوسا، فقد أشار للآثار الإيجابية على الصحة العامة لاستخدام المنتجات البديلة المعتمدة على نظام التسخين، وذلك من خلال الأدلة المستمدة من الدراسات السريرية على مرضى الانسداد الرئوي المزمن الذين تحولوا لهذه المنتجات.
وأشار الدكتور بولوسا إلى الأدلة الواقعية من اليابان إلى الولايات المتحدة إلى السويد والتي يجب أن تكون متاحة لبعض الأبحاث الحالية، بينما يتم في المقابل مواصلة جمع بيانات من علم البومولوجيا (علم النبات) طويلة المدى وإجراء تجارب إكلينيكية إضافية على التبغ.
واتفق المحاضرون على أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للإجابة بشكل أفضل على الأسئلة التي تطرحها الجهات التشريعية والناظمة والرسمية المعنية، ومنظمات الصحة العامة حول تأثير المنتجات البديلة على الصحة العامة.
وأوضح المحاضرون خلال المنتدى أهمية التركيز على تطبيق مفهوم "الحد من الضرر" والتوسع في تطبيقه، خاصة في صناعة التبغ، إلى جانب الحديث حول دور الصناعة في النهوض بفئة المنتجات البديلة التي لا تزال تواجه التحديات والتشكيك من العديد من الأطراف المختلفة.
وخلص المنتدى بالتوصية إلى أن العلم يجب أن يكون حجر الأساس للسياسة المنتهجة في صناعة التبغ، الأمر الذي شدد عليه الدكتور بولوسا، مقدماً نظرة عامة على المعيار المنهجي الرئيس لتقييم جودة البحث وأوصى بأهمية التكيف مع تغير البيانات.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ألواليا: "دعونا نستخدم العلم لإعلام السياسة، يجب أن نتذكر الأشخاص المدخنين البالغين الذين غالباً ما تُنسى أصواتهم في مناقشات متعلقة بالتبغ والمنتجات البديلة." وأضاف: "إنّ أولئك الذين يدخنون التبغ يستحقون مجموعة من المنتجات البديلة التي يحتمل أن تكون أقل ضرراً لمساعدتهم على الإقلاع النهائي عن تدخين السجائر التقليدية، كما أنهم يستحقون الوصول إلى معلومات واضحة ومثبتة علمياً بما في ذلك من الحكومة ومسؤولي الصحة العامة حول هذه المنتجات البديلة وحول فرص الإقلاع النهائي عن التدخين، لذلك دعونا نبقي المدخنين أقرب ونلتزم بالاستماع إلى أصواتهم."
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.