نظرًا إلى اعتبار العام 2016 عام السّينما الرّوسيّة، فإن الشّركة الرّوسيّة لإنتاج الأفلام Buta Films التي أسّستها المنتجة ماريا إيفانوفا منذ 10 سنوات، أعلنت رسميًّا عن إطلاق النسخة الأولى من المهرجان السّينمائي الرّوسيّ في لبنان بالتعاون مع المركز الثقافي في بيروت، في خلال مؤتمر صحفيّ، حضره عدد من الشّخصيّات بمن فيهم معالي وزير السّياحة السّيد ميشال فرعون، والسّيد نصري براكس، ممثلاً معالي وزير الثّقافة السّيد ريمون عريجي وسعادة السّفير الرّوسيّ في لبنان السّيد ألكسندر زسيبكن، ونائب جزين ومستشار وزير الخارجيّة للعلاقات اللبنانّية-الرّوسيّة الدّكتور أمل أبو زيد، ومدير المركز الثّقافيّ الرّوسيّ والوكالة الرّوسيّة Rossotrudnichestvo في لبنان الأستاذ أيرات أخميتوف، والمديرة العامّة للمهرجان السّيدة ماريا إيفانوفا والمنتجة المنفّذة للمهرجان السّيدة إيكاترينا بيروغوفا.
ستَفتَح صالات السّينما أبوابها في كل من Cinemacity في أسواق بيروت وEmpire Metropolis في مركز Sofil من 24 تشرين الأوّل حتى 28 تشرين الأوّل 2016 لتعرض إثني عشر فيلمًا روسيًّا مؤثرًا كانت لها مكانتها في عالم إنتاج الأفلام، ومن المؤكد أنّها ستترك بصمتها في قلوب الجمهور من الأعمار كافة. بالتّالي فإن شركة Buta Films تدعو اللّبنانيين من محبي السّينما وكذلك صناع الأفلام من المحترفين والهواة إلى الاستمتاع بهذه التّجربة السّينمائيّة الرّائعة من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأفلام الرّوسيّة المعاصرة. وتضم العروض أفلامَ الصّور المتحرّكة القصيرة والحائزة على جوائز ومنها Listening to Beethoven (عُرِض في مهرجان كان السّينمائي) وفيلم We Can't Live without Cosmos (المرشح لجوائز الأوسكار للعام 2016) وفيلم The Last One (المختار ضمن المجموعة الرّسميّة للأفلام المعروضة في مهرجان كان السّينمائي للعام 2014) وكذلك الأفلام التي لقت رواجًا كبيرًا على شبّاك التّذاكر ومنها فيلم The Duelist (عُرض للمرّة الأولى في العام 2016 في مهرجان تورونتو الدّوليّ للأفلام) وفيلم The Crew (الفيلم الرّوسيّ الأول الذي وزّع في لبنان في حزيران 2016). وسيُفتتح المهرجان بفيلم Ice-Breaker، الذي تم إطلاقه مؤخرًا في روسيا، وهو مخوّل أن يحقق نجاحًا كبيرًا. والفيلم من إخراج نيكولاي خوميريكي الذي نال جائزةً في مهرجان كان السينمائي. تجدر الإشارة إلى أن الدخول إلى العروض مجانيّ والأفلام تضم ترجمة عربيّة وإنجليزيّة. وسيشهد المهرجان فعاليّات فريدة من نوعها متعلّقة بعالم الأفلام يوميًا في موقع المهرجان، بما في ذلك جلسة أسئلة وأجوبة وصفوف للمحترفين تضم ضيوف شرف من روسيا، سيقدمون فرصة للحوار والتّفكير. إضافة إلى ذلك، ستحظى الموسيقى أيضًا بأهميّة كبيرة في خلال الحفل الختاميّ للمهرجان، فسيتّسم المهرجان بمرافقة موسيقيّة حيّة لأليكسي آيغوي، أحد أشهر عازفي الساكسوفون الرّوس.
وفي خلال المؤتمر الصّحفي، صرّح سعادة السّفير الرّوسيّ في لبنان السّيد ألكسندر زسيبكن قائلًا: "يَعرف الشعب اللبنانيّ خير المعرفة فننا وثقافتنا. وفي الوقت عينه، من المهمّ التّأكيد على ضرورة العمل دائمًا على زيادة معرفتنا ببعضنا وتوسيع آفاق التّواصل عبر السّينما على سبيل المثال وهي فنّ عميق وآسر ومتوافر أمام الجميع".
وتعليقًا على هذه المناسبة المهمّة، قال سعادة وزير السّياحة اللبنانيّ السّيد ميشال فرعون: "نحن ندعم هذه المبادرة المهمة التي تساهم في إعادة إحياء الرّوابط الثّقافية ما بين روسيا ولبنان وتشدّد مجددًا على أهميّة العلاقات التّاريخيّة التي تجمع البلدين وشعبَيهما".
وأشار نائب جزين ومستشار وزير الخارجيّة للعلاقات اللبنانّية-الرّوسيّة الدّكتور أمل أبو زيد إلى أنّ "المهرجان السينمائي الروسي في بيروت يشكّل فرصةً جديدة لتوطيد علاقاتنا وبناء جسر تواصل بين شباب روسيا ولبنان، وتمهيد الطريق لتبادل الثقافات والتقاليد، مما يفتح آفاق مستقبلية واعدة للصداقة والشراكة اللّتين نفتخر بهما بين روسيا ولبنان."
وبدوره صرّح مدير المركز الثّقافيّ الرّوسيّ والوكالة الرّوسيّة Rossotrudnichestvo في لبنان الأستاذ أيرات أخميتوف أنّ " لبنان يُعدّ بين الدول الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، ويتميّز بصداقة عميقة وقديمة مع روسيا. وفي إطار الظروف الحالية، لا بدّ من الحفاظ على هذه العلاقات الودّية وتطويرها، وتسليط الضوء على الفن كقوة موحدة مما يسهّل مواجهة تحدّيات اليوم".
أمّا الأستاذ نصري براكس فقد أشاد بتاريخ السينما الروسية العريق قائلًا: "أسقط الفن الروسي الحدود، نقلنا إلى الزمن الآخر, إلى ما هو إنساني وجمالي وميتافيزيقي. ما من مجالٍ في الثقافة والفن والأدب، إلا وكان لأعلامٍ وشخصياتٍ روسية دورٌ مؤسسٌ ومميزٌ فيه". وأضاف متوجهًا إلى الروس: "الفن السابع الذي تنشغلون به اليوم، من خلال هذا المهرجان, سعياً لترويج الفيلم الروسي وفقاً لمعايير العولمة الحديثة السائدة، فكنتم السباقين في خلق مبادئه وفلسفته ونظرياته الفكرية والجمالية سحابة مئة عامٍ وأكثر. ونتمنى أن تبقى روسيا الإتحادية مصدر إشعاع للفن الحقيقي والإبداع الملهم ورائدة التنوّع والخصوصية والهوية الثقافية المميزة".وذكرت المديرة العامّة للمهرجان السّيدة ماريا إيفانوفا قائلة: “منذ نصف عام بالتّحديد، وصلت إلى لبنان للمرّة الأولى عن طريق سوريا حيث كنت أحضّر وثائقيًّا عن اللّاجئين. وأوّل ما رأيته في لبنان كانت صخور كبيرة في البحر، صخور هائلة، صلبة ورائعة الجمال. لبنان بلد فاتن لذا وقعت في حبّه من النّظرة الأولى... وفي خلال تواجدي في لبنان، كان اللّبنانيون يقولون دائمًا أنه من الضّروري إقامة مشروع روسي هنا. فأصبح المهرجان السنمائيّ الرّوسيّ هذا المشروع بخاصة وأن الدّولة الرّوسيّة أعلنت أن العام 2016 هو عام السّينما”. وأضافت قائلة: “سنُحضر إلى لبنان أجمل ما يمكن أن تقدمه السّينما الرّوسيّة المعاصرة. وتتسم الأفلام التي سنعرضها بأنها اختيرت من قبل مهرجان كان السّينمائي ومهرجان تورونتو الدولي للأفلام وحازت جوائز مهمة في العرض الأساسيّ للأفلام الوطنيّة الرّوسيّة Kinotavr".
وقالت أيضًا: “ يعتبر فريق المهرجان فريقاً متواضعاً غير أنه يتألّف من أشخاص يافعين وموهوبين ومحترفين، يرغبون بحقّ العمل على هذا المشروع. أما يدي اليمنى فهي كايت بيروغوفا المنتجة المنفّذة للمهرجان والتي تتمتع بخبرة ملفتة في إدارة المناسبات". وصرّحت قائلة: “أنا أدين بالشّكر والعرفان لوزارة الخارجيّة الروسيّة لرعايتها هذا المهرجان والأهم هو ثقتها بنا. أشكر أيضًا السّفير الرّوسيّ في لبنان السّيد ألكسندر زسيبكن. وقد قدم أيضًا سعادة السّفير اللّبنانيّ في روسيا السّيد شوقي بو نصار الكثير للمهرجان. وساعدنا النائب في البرلمان اللبناني الدكتور أمل أبو زيد كثيرًا لنتمكن من إقامة المهرجان. وأشكر أيضاً وزيرَي الثّقافة والسّياحة اللّبنانيَين اللّذين كانا من الرعاة. أما الشّكر الأكبر، فيعود بالطّبع إلى شريكنا في التّنظيم، مدير المركز الثّقافيّ الرّوسيّ والوكالة الرّوسيّة Rossotrudnichestvo في لبنان الأستاذ أيرات أخميتوف وفريق عمله". وشدّدت قائلة: “ تعتبر النّسخة الأولى من المهرجان السنمائيّ الرّوسيّ في لبنان المشروع الأول من سلسلة من المبادرات الشّرق أوسطيّة التي نخطط لتنطيمها. وسنستمر في إقامة مناسبات رائعة وواسع النّطاق في روسيا أيضاً. لقد حان الوقت للانتقال من الكلام إلى الفعل ونحن جاهزون لمواكبة العصر".
سيذهب هذا المهرجان الرّوسيّ إلى أبعد من المهرجانات التقليديّة المسلّية، ليقدّم تجربة ثقافية وتعليمية تقوّي العلاقات الروسيّة اللبنانيّة وتساعد الجمهور اللّبنانيّ في الوصول إلى فهم أعمق للثّقافة والتّقاليد الرّوسيّة. تؤمن شركة Buta Films أن الفنّ والثّقافة يؤديان دورًا أساسيًّا في العلاقات السّياسيّة والاقتصاديّة والتّعليميّة بين البلدين، فإن المهرجان بالتالي هو الخطوة الأولى نحو تعزيز هذه الرّوابط وإثراء التّواصل ما بين الناس.