ورغم ان وباء السمنة "غير معدي" إلا أنه ينتشر بسرعة، مع وجود أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من السمنة حالياً، منهم 340 مليون مراهق و39 مليون طفل، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويرى الأطباء المختصون أن هذه الأرقام تستدعي إطلاق مبادرات عالمية للحد من البدانة، وفرض ضرائب على الجهات التي تُصدّر السمنة للعالم.
ويقول الدكتور جورج خوري وهو رئيس قسم جراحة المنظار والسمنة المفرطة في مستشفى LAUMC في حديث لموقع "بيزنس إيكوز"، أن السُمنة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الخارجي أو "الجمالي" بل تعتبر مشكلة طبية تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل مرض القلب وداء السكري وأمراض الرئة وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة الى انها ترفع من احتمالية الإصابة بأنواع عديدة من السرطان وتسبب السكتات الدماغية، كما انها تؤدي الى تراجع قدرة الانجاب لدى الفتيات.
وبحسب الدكتور خوري فإن معدلات زيادة الوزن والسمنة تهدد الاقتصاد أيضاً، إذ تلحق خسائر اقتصادية كبيرة بالمجتمع، من جراء الميزانيات المرتفعة التي يتم تخصيصها لمصاريف الرعاية الصحية، لمعالجة الأمراض الناتجة عن السمنة، فضلاً عن تأثيرها على القدرة الانتاجية للموظف، والتي قد تصل الى حد التغيب عن العمل.
وأضاف خوري إن السمنة تظهر عندما نتناول سعرات حرارية أكثر مما نحرقه، ولذلك فإن اتباع نظام غذائي بعيد عن "الوجبات السريعة"، وإدخال بعض التغييرات السلوكية على نمط حياتنا يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، مشيراً الى أن ما يدعو للتفاؤل هو أن إنقاص قدر بسيط من الوزن، بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة.
من جهتها تقول أخصائية التغذية ديان نقولا الشلوق في حديث لموقع "بيزنس إيكوز"، إن العولمة تعتبر من العناصر الرئيسية التي ساهمت بتصدير السمنة للعالم، حيث أتاحت لجميع الناس إمكانية الوصول الى منتجات الثقافات المختلفة بسهولة خصوصاً تلك التي تحتوي على نسبة دهون عالية مثل وجبات المطاعم السريعة والمنتجات السكرية والمشروبات المحلاة بالسكر.
وبحسب الشلوق فإن التغييرات التي شهدها نمط حياة البشر تتحمل أيضاً مسؤولية إنتشار السمنة في العالم، إذ بات "الجلوس" وقلة الحركة من أبرز سمات الحياة اليومية، مشيرة الى ان نمط الحياة الذي يعتمد على الحركة يساهم في الحد من السمنة.
ولفتت أخصائية التغذية إلى حاجة البلدان للعمل معاً للوصول إلى نظام غذائي متوازن، داعية الى إعتماد مأكولات "المطبخ الشرقي" الذي يعد مطبخاً متوازناً يمكن أن يساهم في الحد من مشكلة السمنة. وشددت على أن طريقة تناول الطعام بسرعة تجعل الانسان يأكل أكثر من حاجته لأن عقل الانسان يحتاج لعدة دقائق حتى يتلقى إشارة "الشعور بالشبع" من المعدة.
كما شددت على ضرورة التخلص من "خزانة السمنة" في المنزل وهي الخزانة التي تحتوي على الشيبس والشوكولا والبزورات والسكريات المختلفة، مشيرة الى أن هذه الأشياء تجذب الفرد لتناولها حتى وإن لم يكن جائعاً.
يمكنكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا.