رأى الخبير الاقتصادي د. نسيب غبريل في حديث مع موقع بيزنس إيكوز، ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على الاقتصاد العالمي لا تزال غير واضحة، مشيراً الى انه من غير المعروف بعد كم ستستغرق الحرب ومتى ستنتهي.
وبحسب غبريل فإن تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية تنقسم الى قسمين، الأول سيظهر مع مرور الزمن والثاني فوراً مثل ارتفاع اسعار النفط والغاز وبعض المواد الغذائية التي تُصدرها روسيا وأوكرانيا مثل القمح والذرة، بالإضافة الى هبوط سعر الروبل واضطرار المركزي الروسي الى رفع الفائدة من 9 الى 20 في المئة.
أما عن موضوع منع بعض المصارف الروسية من إستخدام نظام سويفت الذي يشمل كل التحويلات والمعاملات المالية عابرة للحدود، فيرى غبريل ان هذه العقوبات لا تزال غير واضحة حتى الساعة، حيث أعلنت اليوم منظمة سويفت انها تنتظر من كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وبريطانيا تحديد المصارف الروسية التي يجب فصلها عن نظام سويفت للمراسلات المالية العالمية مع بدء تطبيق العقوبات ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويلفت غبريل الى انه عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الى أراضيها في عام 2014 فرضت اميركا عقوبات خفيفة عليها، وحينها حاول الروس بإيجاد البديل لسويفت كنظام مالي لهم، لكن هذا النظام لم ينجح لأنهم لم يتمكنوا من ضم الا بعض الدول التي كانت سابقاً ضمن الاتحاد السوفييتي فقط، مشيراً الى وجود نظام دفع للتبادل التجاري بين روسيا والصين فقط ومن الصعب ان يتوسّع ليشمل دول أخرى.
وحتى الساعة لم تتطرق العقوبات بعد الى قطاعي النفط والغاز ولا الى القمح والذرة, ويشرح غبريل ان أوروبا تستورد 40 في المئة من استهلاكها للغاز من روسيا، في حين تستورد المانيا لوحدها 60 في المئة من استهلاكها للغاز من روسيا، ولذلك فإنه من الصعب فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي خصوصا الغاز. كما ان روسيا وأوكرانيا تُعتبران من أكبر المصدرين للقمح والذرة وزيت دوار الشمس وهو ما يعني ان أي عقوبات حالياً على هذا القطاع ستعطل هذا النوع من الإمدادات.
ومن بين العقوبات التي تم فرضها على روسيا:
-
تجميد الاحتياطي بالعملات الاجنبية خارج روسيا لمنعها من استخدامه لتفادي العقوبات، وحجمه 630 مليار دولار منها 50 في المئة في أميركا الشمالية والاتحاد الاوروبي. (تجري مصارف روسيا عمليات يومية توازي 46 مليار دولار منها 80 في المئة يُستخدم فيها الدولار الاميركي).
-
تجميد أصول أفراد روس
-
فرض عقوبات على سبير بنك اكبر بنك روسي
-
فرض عقوبات على بنك يمول الجيش الروسي
-
منع روسيا من استيراد تكنولوجيا من الغرب
-
اضافة الى عقوبات اخرى لم يتم الاعلان عنها بعد، سيتم فرضها في المرحلة المقبلة
-
بدء خروج شركات بترول اجنبية من روسيا كشركة BP التي استثمرت عشرات المليارات من الدولارات في روسيا على مدى عشرات السنين، فقد اتخذت قراراً بالخروج من السوق الروسي متحملة خسائر في استثماراتها بروسيا قدرها 23 مليار دولار.
مع الإشارة الى أن صندوق النقد الدولي قد يعدل توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي ولنمو الاقتصاد الروسي في انتظار وضوح الصورة.
يذكر أن روسيا فرضت كابيتال كونترول في مصارفها التي بدأت تشهد طوابير عند الصراف الآلي والمصارف، أما بالنسبة الى التداعيات في العالم، فسيكون أولها ارتفاع بأسعار النفط والغاز والمواد الغذائية.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.