مرّت على لبنان اربع سنوات من التراجع الاقتصادي لم تُؤسّس خلالها اعمال جديدة بدرجة كبيرة ولا استثمارات ولا استقرار ولا فرص عمل ولا اصلاحات وركود في الاسواق . والآن يبدو ان العام الجديد يحمل معه منعطفاً .
نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين وفي حديث لموقع Business Echoes لأخبار الاقتصاد والتكنولوجيا، يعرب عن تفاؤله بالعام 2017، خصوصا بعد انتهاء الشغور بالرئاسة الذي دام 30 شهراً ، والشلل بالمؤسسات الدستورية، اضافة الى النزوح السوري بشكل كبير، وما شكّله من عبء ضخم كبده للخزينة اللبنانية بلغ 5 في المئة من حجم الاقتصاد اللبناني، اضافة الى تحديات كبيرة يمر بها لبنان بشكل اساسي ان لناحية الوضع الامني وعدم استقراره وتأثيره في الاستثمارات اللبنانية والاجنبية ، فضلاً عن اقتصادات كبيرة تتأثر بشكل سلبي وعملات كبيرة لاقتصادات ضخمة تأثرت سلبا ايضا وسيولة غير متوفرة كالسابق.
ويضيف شرف الدين انه ازاء هذا الواقع لا نزال نرى الوضع ايجابياً على مستوى لبنان، فانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة واعدة بهذا الشكل، والعقد التشريعي الذي تم اطلاقه بمجلس النواب اضافة الى عوامل اساسية عديدة ساعدت لاطلاق عجلة النمو الاقتصادي.
واكد شرف الدين ان مصرف لبنان سيستمرّ ببرامج التحفيز الاقتصادي التي اطلقها خلال السنوات الماضية، والتي القت بآثارها الايجابية، حيث ساهمت هذه البرامج كل سنة بواقع 50 في المئة من النمو.
واعتبر ان هذا الدعم الذي يقوم به مصرف لبنان للقطاعات المتعددة المنتجة من سكن وتعليم او زراعة او سياحة او صناعة او طاقة متجددة، سيستمر به، لافتا الى ان هذه البرامج التي قام بها مصرف لبنان على مدى السنوات الماضية والتي بلغت على مستوى تراكمي بلغ 14 مليار دولار، استفاد منها حتى الان 153 الف شخص ومؤسسة، منها نسبة تفوق 60 في المئة بالقطاع السكني ما مكّن 98 الف لبنان من تملك منزل، وهو امر اساسي يخلق فرص عمل ويحفِّز الاقتصاد بشكل مباشر وغير مباشر، وأكد استمرار مصرف لبنان بدعم قطاع الطاقة البديلة والمتجددة بالتعاون مع الاوروبيين وعبر برامج نيريا والذي وفر لوحده 10 الاف فرصة عمل وتم تأسيس مؤسسات في هذا المجال.
وحسب شرف الدين وبما ان برامج مصرف لبنان تدعم الاقتصاد عن طريق توفير فرص عمل لابنائها، لذلك عند اطلاق اقتصاد المعرفة عبر التعميم 331 طلبنا من المصارف ان توفر نسبة 4 في المئة من اموالها الخاصة، والتي بلغت 400 مليون دولار في ذلك الوقت، واليوم نتجه لتحديدها بـ 5 في المئة لان الاموال الخاصة للمصارف، اصبحت معززة.
وإعتبر ان مستقبل لبنان يتمثل بقطاعات اقتصاد المعرفة او الاقتصاد الرقمي والنفط والغاز والمال والمصارف مع الاشارة الى ان اقتصاد المعرفة قد وفّر آلاف فرص العمل للبنانيين، متوقعاً أن يزداد بوتيرة 5 الى 7 في المئة كل سنة، علما انه ساهم السنة الماضية بواقع مليار دولار بالاقتصاد الوطني، وهي من المجالات التي يعوّل عليها مصرف لبنان.
شرف الدين يقول إن إحدى الامور التي يحرص عليها مصرف لبنان لتحفيز النمو الاقتصادي، هي ثبات سعر الليرة اللبنانية والاستقرار بسعر الفوائد وذلك حصل عن طريق الهندسة المالية التي قام بها مصرف لبنان السنة الماضية، فبرامج التحفيز الأخرى الموجودة على القروض الاستهلاكية والسكنية مربوطة بفائدة الاقتراض على سندات الخزينة، ومصرف لبنان عن طريق الهندسة المالية التي قام بها وضمن الايجابيات التي حصلت، تمكّن من تخفيض الفوائد على سندات الخزينة من 6.74 في المئة الى 5 في المئة ما أفاد المقترض اللبناني.
وفي ختام الحديث قال شرف الدين ان سنة 2017 هي سنة واعدة، فالمصارف اللبنانية لديها من السيولة والملاءة ما يكفيها للضخ بشرايين الاقتصاد اللبناني مهما كان حجم الحاجة، وهي قادرة على تمويل الدين اذا احتاج الامر، إن لجهة التسليف الخاص او العام، وودائع المصارف كانت جيدة العام الماضي وزادت بنسبة 5 في المئة بعد ان كانت قد تراجعت قبل قيام مصرف لبنان بالهندسة المالية، لدينا كل المعطيات ان نقول ذلك رغم كل التحديات التي يمر بها لبنان والمنطقة، معتبرا ان البيئة الاستثمتارية تحتاج الى امن واستقرار وهذا الموضوع اساسي ، فالامن في لبنان مضبوط لدرجة جيدة، لكن عادة لا يكون كافيا ليستقطب استثمارات، لذلك نأمل ان يكون كافيا ليتمكن من استقطاب استثمارات لبنانية، علما ان استثمارات اللبنانيين المغتربين في الانتشار تكفي لوحدها، وليس لبنان بحاجة لأي استثمارات اخرى لكنه يحتاج بالدرجة الأولى الى الأمن والاستقرار وثانيا الى بيئة مؤاتية للاستثمار على مستوى التشريع الضريبي والشفافية والقضاء وهناك تشريعات مطلوبة ليتمكن المستثمرون من المجيء والاستثمار في لبنان.
والفيديو الاتي نقلا عن شاشة المستقبل يعرض للمقابلة التي أجراها باسل الخطيب مع نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين.
حاوره باسل الخطيب لموقع Business Echoes
[email protected]