سجل مؤشر الدولار الأميركي انخفاضاً حاداً خلال تداولات اليوم الجمعة، حيث اقترب من أدنى مستوياته منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024.
وهذا التراجع جاء نتيجة لتضافر عدة عوامل، بما في ذلك تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمال التراجع عن فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، بالإضافة إلى صدور بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة، أبرزها القراءة الأولية لمؤشر PMI الأميركي.
وفيما يلي أبرز العوامل المؤثرة على تحركات الدولار اليوم:
تصريحات ترامب حول الرسوم الجمركية تضغط على الدولار
ساهمت تصريحات دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية في انخفاض الدولار الأميركي بشكل كبير، حيث أشار الرئيس الأميركي إلى أنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الصيني، شي جين بينج، وأوضح أنه يفضل عدم فرض التعريفات الجمركية على الصين، معتبراً أن هذا القرار سيؤدي إلى تقليل المخاطر الاقتصادية العالمية. وقد تركت هذه التصريحات أثراً سلبياً على تداولات الدولار.
البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة تزيد من الضغط على الدولار
لم تقتصر الضغوط على الدولار على التصريحات السياسية، بل أضافت البيانات الاقتصادية الضعيفة مزيداً من الضغط، حيث أظهرت بيانات مؤشر PMI للقطاع الخدمي في الولايات المتحدة قراءة أولية بلغت 52.8 نقطة لشهر يناير/كانون الثاني 2025، ما كان أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 56.4 نقطة، ورغم أن القراءة تشير إلى استقرار نسبي مقارنة بالقراءة السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2024 (56.8 نقطة)، فإن النتائج السلبية أثرت على معنويات السوق وزادت من الضغوط على العملة الأميركية.
ضعف عائدات السندات الأميركية يعمق من انخفاض الدولار
تضاف إلى العوامل المؤثرة على الدولار الضعف الملحوظ في عائدات السندات الأميركية. حيث انخفض عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.54% ليصل إلى 4.612%، كما تراجع عائد السندات لأجل 20 عاماً بنسبة 0.34% ليصل إلى 4.919%. هذا التراجع دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن العوائد المستقبلية، مما عزز المخاوف من استمرار تراجع العوائد وبالتالي زيادة الضغط على الدولار.
وخلال التعاملات، سجل مؤشر الدولار الأميركي تراجعاً بنسبة 0.73% ليصل إلى 107.32 نقطة. ومع هذا التراجع، يبقى المستثمرون في حالة ترقب لما ستسفر عنه قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي في الأسبوع المقبل. حيث من المتوقع أن يكون لهذه القرارات تأثيرات كبيرة على حركة الدولار الأمريكي في المستقبل القريب.
وانخفض المؤشر – الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة من ست عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.70% إلى 107.28 نقطة في تمام الساعة 06:01 مساءً بتوقيت بيروت، ويتجه إلى تسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 1.8%، وهو أسوأ أداء أسبوعي.
وارتفع اليورو بنسبة 1% إلى 1.0517 دولار، بعدما أظهر تقرير "إس آند بي غلوبال" نمو مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 50.2 نقطة في يناير/كانون الثاني، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.
كما زاد الجنيه الإسترليني بنسبة 1.1% إلى 1.2485 دولار، في حين انخفضت العملة الأميركية أمام نظيرتها اليابانية بنسبة 0.20% إلى 155.69 ين، بعدما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة لأعلى مستوى منذ عام 2008.
وانخفض الدولار الأميركي أمام نظيره الكندي بنسبة 0.40% إلى 1.4327 دولار كندي، وتراجع أمام العملة الصينية بنسبة 0.6% إلى 7.244 يوان.
وتعرضت الورقة الخضراء للضغط بعدما قال الرئيس الأمريكي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الخميس، إنه يفضل عدم الاضطرار إلى فرض رسوم جمركية على الصين ويرى أن بوسعه التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين.