أكد رئس الحكومة المكلف سعد الحريري انه يعمل جاهداً للإنتهاء من موضوع الحكومة اليوم وانه يآمل ذلك، مشيرا الى ان تركيز الحكومة سينصب على إصلاحات سيدر، وعلى الشأن الاقتصادي بصفة عامة، اذ من دون هذه الإصلاحات ، سنكون كمن يرمي المال في نفس السلة التي كان يرميه فيها في الماضي.
وعبّر الحريري خلال رعايته مؤتمر ايندافور ليبانون والجمعية الدولية للمدراء الماليين "لايف"، في فندق الفور سيزنز في بيروت، عن اعتقاده ان الجميع في الحكومة، يدرك ان السبيل الوحيد للمضي قدماً هو من خلال اجراء هذه الإصلاحات ، وتنفيذ كل مندرجات مؤتمر سيدر كما اقريناها في باريس، وانشاء لجنة متابعة من المجتمع الدولي واللبنانيين لمتابعة تنفيذها بشفافية عالية ، وانا دفعت بقوة في سبيل قيام هذه اللجنة التي ستضم البنك الدولي ، ومؤسسات التمويل العالمية ، وجميع المؤسسات المموّلة اضافة الى الدول المانحة . وبذلك تكون هناك لجنة تشرف على تنفيذ ال 250 مشروعا التي تم اقرارها والتي وافق عليها البنك الدولي .وفي المرحلة المقبلة سوف ينصب تركيزي على موضوع الطاقة.
وعن الاصلاحات قال الحريري ان الحكومة في خلال فترة عملها في الأشهر ال6-7 الماضية ، اقرت نحو خمسة إصلاحات من أصل 14 إصلاحا مدرجة في سيدر، فلا يوجد اي مشاكل في الإصلاحات ، وفيما يتعلق بالطاقة يجب تشكيل لجنة، لذلك فنحن نعمل مع البنك الدولي على ورقه بحيث انه إذا اراد أحد ان يجري مفاوضات مع الشركات الكبيرة مثل سيمنز ، ميتسوبيشي وغيرهما، فان كل هذه المشاريع سيتم التفاوض بشأنها مع اللجنة والحكومة.
وقال الحريري : اعتقد ان مشكلتنا هي في ان نسبة النمو 1 ٪ ،فقط ونحن بحاجه إلى زيادة نمونا ولهذا السبب ، فان تركيزي ينصب على البنية التحتية. وكلما سارعنا في العمل على موضوع الطاقة كلما انخفضت نسبة الدين. مشكلتنا في السنوات 5-6 الماضية ، هي انه كان لدينا نفس نسبة النمو 1 ٪ وبشكل عام 1-1.5 ٪ ، ونحن بحاجه إلى العمل بجد في 2019 لزيادة النمو وفي نفس الوقت نحن نعمل مع صندوق النقد لخفض العجز المالي لدينا، بنسبه 1 ٪ كل عام من 2019 ولمدة خمس سنوات . كما علينا تقليص ما ننفقه على الطاقة في العام المقبل اذ لا يمكننا الاستمرار في صرف مبلغ الملياري دولار .
واضاف: إذا وفرنا الملياري دولار التي ندفعها على الطاقة، نكون قد وفرنا على الخزينة هذا المبلغ كاملا. مشكلتنا الأساسية هي في الكهرباء، علينا أن نخفض دعمنا لقطاع الطاقة من ملياري دولار إلى صفر. ويفترض بنا أن نخفضها اعتبارا من العام المقبل بقيمة 600 مليون دولارا تقريبا. وحين يصبح لدينا كهرباء 24 على 24 ساعة سنرفع تعرفة الكهرباء، وهذا أيضا سيوفر لنا المزيد من العائدات. كما أن طرح خطة الاتصالات يفترض أن يقدم لنا المزيد من العائدات اعتبارا من العام 2019. وفي الوقت نفسه، أنا أؤمن أننا إذا قمنا بهذه الإصلاحات وعملنا بجهد لتنفيذ عدد من المشاريع التي لدينا في العام المقبل، وإذا تمكنا من صرف مليار دولار على هذه المشاريع وإذا فعّلنا جباية الضرائب لدينا فإن النمو سيرتفع تلقائياً. وعلينا ان نرفع نسبة الجباية من 19%، إلى 24 أو 25 %. وهناك جهد كبير يبذل في وزارة الطاقة لاجل لذلك. أنا لا أريد أن أزيد الضرائب ولن أزيدها.
وأجاب الحريري عن الخطوات التي ستتخذها الحكومة الجديدة لاستعادة ثقة المستثمرين، قائلاً: نحن سنضع كل الإصلاحات المطلوبة ضمن البيان الوزاري، ما يعني ان الجميع ملتزم بهذه الإصلاحات. وفور بدء عمل الحكومة، فإننا سنعد مشاريع القوانين في الحكومة ونرسلها إلى البرلمان لاجراء كل هذه الإصلاحات. صحيح أننا فقدنا بعض الثقة من قبل القطاع الخاص، لكن ما الذي يريده هذا القطاع منا؟ هو يريد منا الإصلاحات وأن نسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تقوم بعملها بشكل أسهل. وسأعمل خلال الاشهر الثلاثة الاولى من عمر الحكومة المقبل لتمرير كل هذه الإصلاحات ومشاريع القوانين التي تحتاجها هذه الشركات. هناك العديد من القوانين التي أقرت في البرلمان حتى الآن والتي تحارب الفساد، وسنعمل على المزيد منها ، وأعتقد أننا سنستعيد هذه الثقة بإنجاز كل هذه الإصلاحات. وإن لم نمرر هذه الإصلاحات في الحكومة وفي البرلمان فإن مشكلة فقدان الثقة ستستمر.
أما عن مشاريع الصرف الصحي واي استراتيجية لامركزية لفتح المجال أمام القطاع الخاص حيث فشل القطاع العام، فقال: أعتقد أن مشكلتنا الأساسية كانت في الماضي بمجال الصرف الصحي هي انه كانت تقام المحطات دون وجود شبكات لها . ما قمنا به في "سيدر" يقضي بأن تحصل كل منطقة على التمويل للمشروع بالكامل ، أي الشبكة مع محطات التكرير للمراحل الأولى والثانية وحتى الثالثة. لكننا اليوم في "سيدر" وضعنا الحلول لكل هذه المشاكل وسنوفر التمويل من الألف إلى الياء في ما يتعلق بالصرف الصحي.
أما بالنسبة إلى خصخصة هذه القطاعات، فنحن منفتحون، وإذا كان هناك من يهتم فإن المجلس الأعلى للخصخصة سيتعاطى مع هذه الأمور، في حال كان القطاع الخاص مهتما بأحد هذه المشاريع. نحن لدينا رغبة قوية في رؤية القطاع الخاص يستثمر في هذه القطاعات.