في موقع ھادئ ومتمیز على بحیرة نوشاتیل في سویسرا تبدلت رؤیة أكبر الشركات العالمیة في صناعة التبغ. في مبنى یضم أكثر من ٩٠٠ باحث وتقني وطبیب تستمر شركة فیلیب موریس في خوض تحدي الانتقال من حرق التبغ في السجائر مع أضراره الكبیرة على صحة الانسان الى تعمیق وتطویر مرحلة تسخین التبغ وتقدیم منتجات أقل ضررا على صحة الانسان تكون بدیلا للراغبین بالإقلاع عن التدخین. في اللغة التجاریة ترید الشركة الانتقال من تجارة السیجارة الى صناعة بدائل تشكل ضررا أقل على صحة الانسان.
رحلة الشركة بدأت عام ٢٠٠٨ اذ صرفت حتى اللحظة اكثر من ٩ ملیار دولار لتطویر البدائل الأقل ضررا للسیجارة. تنطلق الشركة من حقیقة أن أعداد المدخنین في العالم عام ٢٠٢٥ سیبقى بحدود الملیار مدخن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمیة. من ھنا تضع الشركة ھذه الشریحة من سكان الكرة الأرضیة في دائرة الاستھداف. فرؤیتھا الجدیدة تقوم على ركائز واضحة؛ اذا كنت لا تدخن لا تبدأ التدخین ولا تستخدم البدائل الأقل ضررا. واذا كنت تدخن توقف. اما اذا كنت غیر قادر على التوقف والاقلاع عن التدخین انتقل الى البدائل الأقل ضررا. غیر المدخن ومن ھم تحت السن غیر مشمولین بأھداف الرؤیة الجدیدة لشركة فیلیب موریس. فالمستھدف كما تقول كارلا یونس المسؤولة في قسم العلاقات العامة في الشركة ھو المدخن غیر الراغب بالإقلاع عن التدخین.
عام ٢٠٠٨ بدأت الشركة العمل على تأمین البدائل الأقل ضررا للسجائر. تقوم استراتیجیة الشركة في تقدیم المنتوجات البدیلة من خلال الانتقال من عالم حرق التبغ الى مجال تسخین التبغ. فالنیكوتین بقي موجودا في معظم البدائل الأقل ضررا من أجل الاستمرار بتأمین الرغبة واللذة التي یطلبھا المدخن من السیجارة. لكن الفارق ان السیجارة تقوم على حرق التبغ على درجة حرارة ٨٠٠ ما یؤدي الى دخول مواد سامة وخطیرة الى جسم الانسان. اما الأجھزة التي تعتمد على تسخین التبغ ھي من البدائل الأقل ضررا للشركة فتقوم على تسخین التبغ بدرجة ٣٠٠ أو ٣٥٠ ما یؤدي الى تخفیف المواد المضرة التي تدخل جسم الانسان. وتقول یونس ان ضرر منتجات تسخین التبغ أقل من السیجارة بنسبة تصل الى ٩٥ في المئة مستندة الى آراء وشھادات دول ومنظمات كال FDA وغیرھا في بریطانیا وأسترالیا.
تضیف یونس ان الدراسات والوقائع تشیر الى تحسن الرائحة وتراجعھا والى عدم بقاء رائحة على الثیاب وأثاث الغرفة التي جرى استخدام ھذه المنتجات فیھا. ثمة بدائل أخرى كالـ E-cigarette التي تقوم على تسخین السائل الذي قد یحوي النیكوتین او لا یحویه. من منتجات الشركة أیضا الـ Snus الذي یقوم على وضع النیكوتین في الفم حیث یذھب مباشرة الى الدم. في شرحه یقول الدكتور أشرف الأمین ان الشركة التي أنفقت على أبحاثھا اكثر من ٩ ملیار دولار أجرت دراسات وابحاث على الخلایا الحیة والحیوانات لتأكید نتائج الأقل ضررا مقابل السیجارة والذي وصل الى ٩٥ في المئة تقریبا. نتائج تقاطعت مع شھادات منظمات دولیة ودول سمحت بترویج المنتجات الجدیدة كأقل ضررا في اسواقھا.
ھذه المنتجات تنتشر الیوم في ٧١ بلدا في العالم. لكن الیابان تبقى بالنسبة للشركة واحدة من قصص نجاح البدائل الأقل ضررا. فتسویق ھذه المنتجات بدأ من الیابان التي شھدت انتقال ٢٢ في المئة من المدخنین الى البدائل الأقل ضررا. وقد شكل اعتماد الیابان على التكنولوجیا واحدا من اسباب الانطلاقة والانتشار الواسع. على مستوى العالم ترتفع أرقام مستخدمي المنتجات الأقل ضررا. فھناك ١٢.٧ ملیون انسان اعتمدوا على منتجات الشركة في شكل نھائي.
الشركة مستمرة في تطویر بدائلھا وتتوقع أن تكون ٥٠ في المئة من ایراداتھا عام ٢٠٢٥ من المنتوجات الجدیدة التي تشكل الیوم ٣٠ في المئة من الایرادات.
بین الھدف الصحي الذي ترفعه وتطرحه الشركة وتحقیق الارباح التجاریة من ھذه المنتجات البدیلة لم یتردد مسؤولون في الشركة عن التصریح والتأكید على الرغبة والعمل في وقف بیع السجائر لصالح المنتجات الأقل ضررا.
يمكنكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا.