مبيعات السجائر تتراجع أمام أجهزة تسخين التبغ والأخيرة تسهم في الحد من التدخين فتخرج من معادلة حظره
لن تعلو هتافات الجماهير في طوكيو بين 23 تموز الجاري و8 آب المقبل، ولن تصفق للمتبارين في الألعاب الأولمبية الصيفية التي كانت تأجلت الصيف الفائت بسبب فيروس كورونا، بل ستتابعها عبر الشاشات، لتكون العاصمة اليابانية قبلة أنظار العالم، ولكن عن بُعد. تلك الألعاب التي استلزمت تحضيرات هائلة، كانت استدعت أيضًا قرارات عدة لتكون استضافة طوكيو عالية الجودة من كل النواحي، وبينها قرار صارم لمكافحة التدخين قضى بمنعه في غالبية الحانات والمطاعم في المدينة قبل انطلاق الألعاب، تماشيًا مع مبادئ الحدث الرياضي الدولي.
حتى الأمس القريب، كانت اليابان من أكثر الدول المتقدمة التي تأخرت في مكافحة التدخين، وهي من بين الدول التي تشهد أعلى نسب في أعداد المدخنين، إذ غالبًا ما يعرقل محاولات التصدي لهذه الآفة السياسيون المؤيدون للتدخين والمطاعم. أمَّا مع سريان مفعول قرار حظر التدخين الجديد في العام الماضي، فخطت اليابان خطوةً إلى الأمام في مسيرة مكافحة التدخين. ولكن، وللمفارقة، شمل هذا القرار السجائر التقليدية وتلك الإلكترونية التي يُستخدم فيها النيكوتين السائل، في حين أنه لم يمنع المنتجات العاملة على تسخين التبغ، والتي تُعَد اليابان أكبر سوق لها في العالم؛ ولا شك في أن السبب يعود إلى فضلها في الحد من تراجع أعداد المدخنين بنسبة كبيرة.
قبل خمسين عامًا، كان حوالى نصف السكان في اليابان من المدخنين، فيما أقل من خُمس السكان يدخنون اليوم. فهذا البلد شهد انخفاضًا كبيرًا في أعداد المدخنين، نتيجة دخول منتجات التبغ المسخن إلى السوق. هذه الحقيقة أكدتها دراسة حملت عنوان "ما هو سبب الانخفاض السريع في مبيعات السجائر في اليابان"، ونشرتها "المجلة الدولية للأبحاث البيئية والصحة العامة". في هذه الدراسة، ربط فريق علمي كندي-أميركي بين انخفاض مبيعات السجائر وزيادة مبيعات التبغ المسخن بين العامين 2011 و2019، وخلص إلى أن استهلاك السجائر في اليابان انخفض بمقدار الثلث في العام 2016، أي بعد وقت قصير من تسويق الأجهزة الإلكترونية العاملة على تسخين التبغ على الأراضي اليابانية. وبحسب دراسة أخرى أعدها باحثون من أجل "جمعية السرطان الأميركية" واستندت إلى معلومات تم جمعها بين العامين 2014 و2018، انخفضت مبيعات السجائر في اليابان بنسبة كبيرة مذ طرحت "فيليب موريس" جهاز IQOS في السوق اليابانية، وكانت نسبة تراجع مبيعات السجائر تبلغ سنويًّا 1.8%، وأصبحت تبلغ 9.5% بعد دخول منتجات التبغ المسخن إلى السوق.
انخفاض مبيعات السجائر، وبالتالي عائداتها، نتيجة رواج المنتجات العاملة على تسخين التبغ بدلًا من حرقه، دفعت بشركات إلى دخول هذه السوق، من دون أن تتمكن من منافسة جهاز IQOS، وهو الذي يحتل المرتبة الأولى في العالم اليوم كما في اليابان، بما أنه يتميز بمذاقه وبأناقته وفعاليته التي جعلته أول جهاز من نوعه يحصل على إجازة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لترخيص بيعه في الولايات المتحدة الأميركية.
في السجائر التقليدية، تصل الحرارة إلى أكثر من 800 درجة مئوية بعد إشعالها، فيحترق تبغها ويُصدر دخانًا يحتوي على مواد كيميائية ضارة يزيد عددها عن 6,000 مادة. أمّا في جهاز IQOS الذي يعمل على تسخين التبغ عوضًا عن حرقه، فتصل الحرارة إلى 350 درجة مئوية كحد أقصى، ويُصدر بخارًا يحتوي على النيكوتين بدلًا من الدخان، فيقلل بالتالي انبعاث المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% مقارنةً مع السيجارة التقليدية، من دون أن يعني ذلك أنه يخلو من الضرر.
الملايين ممن قرروا الإقلاع عن السجائر واستبدلوها بهذا الجهاز، أصبحوا من غير المدخنين من دون عناء يُذكر، لأنهم وجدوا بديلًا خاليًا من الدخان ويوفر في الوقت نفسه المتعة التي كانت تجعلهم مدمنين على السجائر وغير قادرين على التخلي عنها. من أجل ابتكار منتجاتها الخالية من الدخان، استثمرت "فيليب موريس" منذ العام 2008 أكثر من 8 مليارات دولار أميركي، بعدما قررت أن يكون لها دور كبير في الجهود الآيلة إلى مكافحة التدخين، وأن تكون من أبرز الساعين إلى مستقبل خالٍ من الدخان.
هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.