بقلم باسل الخطيب
أدت العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، الى تعزيز مكانة العملات المشفّرة كالبيتكوين وأخواتها، بعد أن تلقّت أوكرانيا تبرعات عبر العملات المشفرة وأعلنت روسيا أنها تبحث قبول البيتكوين ثمنها للغاز المباع.
ويقول المؤسس المشارك في منصة البرزة العالمية للتقنيات الناشئة رامي الدماطي، في حديث خاص لموقع "بزنس إيكوز"، إن هذه العقوبات سترفع استخدام البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، كأداة من أدوات التحويل المالي اللامركزية ، وذلك بسبب الحظر التام على تدفقات الدولار إلى الداخل والخارج من روسيا، من قبل روسيا والولايات المتحدة الامريكية، وهو ما جعل المستثمرين أكثر وعياً بالاستثمار في العملات المشفرة والبيتكوين.
ورأى الدماطي، أن حدوث التضخم المرتفع، وخطر المزيد من العقوبات، وانخفاض قيمة العملة، تعد من العوامل الرئيسية التي سوف تدفع المواطن الروسي حالياً إلى الاستثمار في العملات المشفرة.
ويضيف إن هذا لا يعتبر حلاً اساسياً يمكن الاعتماد عليه من قبل الحكومة الروسية، بالتالي لو أرادت روسيا استخدام العملات المشفرة للتهرب من العقوبات، فإن الاقتصاد الروسي ضخم جداً بينما سوق التشفير صغيرٌ جدًا، كما ان كل تحويل يتم إجراؤه على الإطلاق، يتم تسجيله في دفتر أستاذ blockchain العام، وبشكل دائم وغير قابل للتغيير، ويمكن تتبعه في نانوثانية، ومن المحتمل أن يتم الإبلاغ عن أي معاملات ضخمة.
وتعتبر العملة المشفرة ايضا من الأصول عالية المخاطر والمتقلبة، إذ يمكن أن تنخفض قيمة أي من العملات المشفرة في أي وقت، مما يشكل خطراً كبيراً على اقتصاد البلاد، ولكن يمكن التخفيف من ذلك من خلال التنظيم التفصيلي.
ويكشف الدماطي، أن بيانات Kaiko، وهي منصة بحث وتحليل رائدة بمجال الكريبتو، تُظهِر أن أحجام البيتكوين المقومة بالروبل الروسي، ارتفعت لأعلى مستوى منذ نحو 10 أشهر عند 1.5 مليار دولار امريكي، تزامنا مع تزايد عدم اليقين بشأن مستقبل النظام المالي الروسي، حيث بدأ المستثمرون بالتحرك نحو البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، حيث يمتلك الروس ما يقرب من 12% من عرض العملات الرقمية عالميا.
ونقل عن صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن عمليات التداول بين عملة الروبل الروسية والأصول الرقمية مثل عملتي "بيتكوين" و"تيثر"، تضاعفت منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، إذ بلغت 60 مليون دولار في اليوم.
من جهتها توضح المستشارة في البلوكتشاين والكريبتو رندة الرفاعي وفي حديث خاص لموقع "بزنس إيكوز"، أن التداول بالعملات المشفرة الذي حصل في أوكرانيا وروسيا شكّل أسلوباً جديداً يُستَخدَم في الحروب.
وقالت الرفاعي إن العملات المشفرة إستخدِمَت في حالات أخرى، كما حصل في افغانستان في أزمتها الأخيرة، بعد إقفال شركات تحويل الاموال والمصارف، حيث لجأ الأفغان المغتربون بالدفع عبر الكريبتو، لإرسال الأموال والشراء أونلاين لأهلهم في افغانستان، ما أدى الى نمو سوق الكريبتو وزيادة سعرها وهو ما نراه الآن في روسيا وأوكرانيا.
الملفت في الأمر بحسب الرفاعي، أن الكريبتو شكّل حلاً لشعبيْن متخاصميْن في الوقت نفسه، فروسيا اعلنت أنها تدرس إمكانية قبولها ثمن النفط والغاز بالعملات المشفرة، كما يسعى الأثرياء الروس الى شراء العملات المشفّرة لتهريب اموالهم الى الخارج، وأوكرانيا لا تزال تبحث إعتمادها كعملة رسمية، للتمكّن من تسييل المبالغ التي تلقتها البلاد، ولتمكين المواطنين من التعامل بها، وهو ما يعزّز الثقة بالكريبتو وبكونه وسيلة دفع بديلة للعملات الرئيسية للبلاد خصوصا خلال العقوبات.
وتختم الرفاعي، أن ما حصل خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، من إقبال على العملات المشفّرة من قبل المواطنين في البلدين، ساهم بتعزيز سوق ومكانة العملات المشفّرة، وزيادة الإقبال عليها وإرتفاع سعرها، مع الأخذ في الإعتبار مدى أهمية الكريبتو والتحول اليها في الأزمات ومدى تأثيرها في السياسة وفي الاقتصاد، رغم إيجابياتها وسلبياتها.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.