بعد إنتظار 8 أيام أطلّ الرئيس ميشال عون على اللبنانيين عارضاً رؤيته للأحداث التي يشهدها هذا البلد ومقاربته لسبل حلّ المعضلة القائمة.
وبنتيجة الاستماع الى رسالة الرئيس عون التي وجّهها عبر شاشات التلفزة منذ دقائق، يخلص اللبنانيون الى انه قدّم تشخيصاً غير واقعي، لجوهر الأزمة، وسلّط الأضواء على أحد جوانبها المتمثّل بالفساد وكيفية محاربته، وكأن المشكلة في لبنان محصورة فقط بهذا الجانب.
في الحقيقة إن ما تشهده البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية، هو عدم توفّر رؤية استراتيجية لإقتصاد البلد، وكيفية العمل على تنميته بشكل مستدام على الأسس التالية :
-
تشكيل حكومة مصغّرة من إختصاصيين محايدين مشهود بكفاءتهم ونظافة كفّهم كشروط اساسية للمشاركة بهذه الحكومة.
-
وضع قانون انتخابي يتيح وصول النخب الى الندوة البرلمانية خارج الإطار الطائفي والمحادل السياسية.
-
منح هذه الحكومة صلاحية إصدار المراسيم الاشتراعية في المجالات الاقتصادية والادارية لمدة سنة.
-
مباشرة هذه الحكومة بوضع خطة إصلاح متكاملة تشمل كل القضايا المطروحة بما فيها مكافحة الفساد والإثراء غير المشروع.
-
إقرار موازنات لا تحمل عجزاً على الإطلاق (صفر عجز) من خلال رؤية تهدف الى تحقيق أهداف الموازنة المتمثلة بإعادة توزيع ثروة وتحفيز معدل النمو .
-
تخفيض العجز التجاري من خلال سياسات ضريبية وجمركية تؤدي الى دعم الصناعة الوطنية وخصوصاً الصناعات التي يتمتع لبنان فيها بمزايا تفاضلية (الصناعات الالكترونية والتكنولوجيا الحديثة والمجوهرات وما خفّ وزنه وغلا ثمنه).
بذلك يستعيد الحكم والعهد بعضاً من الثقة التي خسرها كلياً.
وأخيراً كنا ننتظر من الرئيس عون أن يحدّد لنا كيفية إختيار ممثّلي المتظاهرين والمعتصمين، وعددهم وموعد وبرنامج اللقاء، وما هي المعايير التي يقبل بها بعضوية الوفد المقترح لمقابلته.
ألا يرى الرئيس عون أن ذلك من سابع المستحيلات، خصوصاً إذا كان لم يلمس بعد ما هي مطالب هذه الحشود وما هي مكامن وجع اللبنانيين.
فعلاً لقد قدّم الرئيس عون الى اللبنانيين "شك بلا رصيد".
بقلم باسل الخطيب
رئيس تحرير موقع بزنس إيكوز
[email protected]
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.