لا يزال اللبنانيون يتخبّطون في بحر السياسة والأمن والمذهبية، وينشغلون بالعاب السياسيّين وحيلهم ضد بعضهم سعياً لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين. فعمظم المواطنين تابعون بل أزلام للسياسي فلان أو السياسي علتان ، ويحاربون بعضهم من اجله ويتلهّون بتصاريح الوزير الفلاني او النائب الفلاني وردّ الآخر عليه. أيام تمرّر وسنوات تمضي والعمر ليس عمريْن . فلا انجازات للبنان منذ سنوات ولا نمو ولا ازدهار كما ان الاستثمارات التي تحرّك الدورة الاقتصادية، وتوفّر فرص عمل للشباب معدومة، لأن المستثمر الاجنبي او العربي لم يعد يثق بلبنان، على الاقل في المرحلة الراهنة ، هذا في وقت باتت دول أخرى تقدِّم لرجال الاعمال حوافز وتسهيلات واعفاءات ضريبية ليست موجودة في لبنان.
مرّت سنتان ولبنان دون رئيس ودون رأس . لبنان واللبنانيون منشغلون . لكن ما هو هذا المسار او طريق النجاح الذي بات يُشغِلهم اكثر من النهوض ببلادهم واقتصادها وتأمين حياة كريمة وجيدة لهم ولأولادهم وللاجيال القادمة؟
فهل من امر مهم يستحق انشغالهم عن وطنهم؟
لا ، وسيكتب التاريخ عن حكّامنا الحاليين وكل من شهد زوراً على تخريبهم للبلاد ولم يعترض.
القطاعات الانتاجية في لبنان كلها تعاني بدءً من الفساد الذي يغزو المطار والمرفأ والحدود البرية. ثم الدوائر الرسمية حدِّث ولا حرج. الوزرات والوزراء ايضاً وحقوق المستهلك الغائبة، وكل وزير يسعى الى الزعامة وتحقيق الشهرة والنجومية، وبين السطور يؤسس لأعمال وشركات تزيد من ثروته بعد رحيله من الوزارة.
المواطن الذي سعى لرفض الفساد والسرقة وتخريب البلاد اصبح نائماً لأنه لم يتمكن من تغيير الواقع وملّ من تسييس تحركاته.
ها هي لوكسمبورج تزيد من جهودها لتكون من رواد صناعة التعدين في الفضاء الناشئة عبر تخصيص 223 مليون دولار ، لتمويل مبادرات تهدف إلى استخراج المعادن النادرة من الفضاء والعودة بها إلى كوكب الأرض.
وها هي دولة الامارات العربية المتحدة تسعى لأن تكون من الدول ذات الشعوب الاكثر سعادة في العالم وخصصت وزارة للسعادة، وهناك دول تنتج مواد وموارد من النفايات، واللبنانيون غارقون في بحر النفايات ونفايات ومجارير في البحر، اضافة الى ان نومهم واستيقاظهم ممزوج بالتلوث وهم يتنشّقون هواء النفايات. ممنوع عليهم رفض محاصصة الزعماء لملف النفايات والا تبقى الشوارع غارقة بالنفايات والروائح والامراض والتلوّث.
سيكتب التاريخ عنكم ايها الحكّام وسيضعكم في مزبلته ، جميعكم جميعكم أو ما نسبته 90 في المئة منكم كي لا اكون ظالماً.
بقلم باسل الخطيب
رئيس تحرير موقع Business Echoes
[email protected]