وتزامن ذلك مع انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوى لها في عام، حيث تراجع عائد السندات لأجل عامين بنحو 16 نقطة أساس، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس.
ويأتي ذلك بعدما أظهرت بيانات في الأسبوع الماضي، استمرار انكماش قطاع التصنيع في أميركا للشهر الرابع على التوالي، مع تباطؤ حاد في خلق الوظائف وارتفاع البطالة.
وأدى ذلك إلى إشارة خطر مما يعرف بـ "قاعدة ساهم" أو "Sahm rule" والتي تعتبر على نطاق واسع مؤشر دقيق للغاية للركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ويتساءل المستثمرون الآن عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي ارتكب خطأً بالانتظار لأكثر من 28 شهرًا (منذ أول رفع لأسعار الفائدة)، من أجل إنهاء سياسة التشديد، في حين بدأت بعض البنوك المركزية الأخرى تتحرك للتخفيف بالفعل.
من جانبه قال الاقتصادي الأميركي "بول كروجمان" الحائز على جائزة "نوبل" في منشور عبر "إكس" إنه يرى ضرورة لخفض أسعار الفائدة بشكل طارئ، مشيراً إلى عمليات البيع المدفوعة بالذعر في أسواق الأسهم.
وأيده "جيريمي سيجل" أستاذ المالية في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، في مقابلة مع "سي إن بي سي" اليوم، قائلاً إن على الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة بشكل طارئ بمقدار 75 نقطة أساس يليه خفض بنفس القدر في اجتماع سبتمبر.
وعموماً، تزايدت توقعات الأسواق لخفض أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة هذا العام، وترى الآن احتمالًا بنسبة 92% لخفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس أو أكثر بحلول نهاية العام، وفقاً لأداة "فيد ووتش"، ارتفاعًا من احتمال بلغ 0.2% قبل أسبوع.
من جانبه، حذر المستثمر "كول سميد"، اليوم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يملك مجالًا كبيرًا للمناورة في ظل استمرار عمليات البيع في الأسواق العالمية وسط مخاوف من ركود وشيك في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سميد كابيتال مانجمنت"، لشبكة "سي إن بي سي"، إن الفيدرالي لا يزال يحاول مكافحة الآثار المترتبة على التحفيز المالي السخي، والتي جعلت من الصعب قياس حالة الاقتصاد بدقة.
وأضاف: "يحاول الفيدرالي محاربة شبح في بعض النواحي، والشبح هو كمية هائلة من الإنفاق الفيدرالي والعجز، ومن الصعب للغاية مواجهة مشكلة مثل هذه، والتي لم يتسبب بها".