كتب باسل الخطيب
طمأن رئيس نقابة مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة، ان الأدوية ستتوفر في الأسواق بشكل أفضل من السابق بعد خفض نسبة الدعم عن الأدوية ككل.
وقال جبارة في لقاء مع الإعلاميين في مكتبه في بدارو، انه تم تخصيص مبلغ 25 مليون دولار في الشهر لدعم قطاع الدواء، حيث إرتأى وزير الصحة د.فراس الأبيض، تخصيص نحو 17 مليون دولار من هذا المبلغ لدعم أدوية السرطان، في حين تم تخصيص نحو 8 ملايين دولار لدعم أسعار أدوية الأمراض المزمنة بنسبة 50%.
ويعتبر جبارة ان هذه الخطوات ستساهم في توافر أدوية السرطان وأدوية الأمراض المزمنة بشكل أكبر في الصيدليات، ابتداءً من الشهر الحالي، متوقعاً أن الوضع في قطاع الدواء سيكون أفضل من السابق، خصوصاً ان وزير الصحة فراس الأبيض يقوم بتنظيم العلاقة بشكل أفضل مع البنك المركزي، لافتاً الى ان الدولة غير مستعدة بعد لتحمّل قرار رفع الدعم كلياً عن الدواء.
وإستغرب جبارة وصف مستوردي الأدوية بـ "الكارتيل"، لافتاً الى أن النقابة لا علاقة لها بتحديد الأسعار بل ان هذا الأمر منوط بوزارة الصحة، داعياً المواطنين الى التأكد من السعر الصحيح للدواء الذي يشترونه من الصيدلية، عبر لائحة الأسعار المعلن عنها على موقع وزارة الصحة.
وسأل جبارة "كيف يمكن وصف مستوردي الأدوية بالكارتيل، في حين انهم غير قادرين على تحديد أسعار الدواء دون الرجوع الى وزارة الصحة؟"
-
طريقة التسعير التي يعتمدها لبنان
ويشرح جبارة ان طريقة التسعير التي يعتمدها لبنان تتمثل بمقارنة الأسعار في 15 دولة، منها 7 دول أوروبية و7 دول عربية بالإضافة الى بلد المنشأ، ليستقر السعر عند أدنى تسعيرة يتم اعتمادها في هذه الدول، يضاف اليها هامش ربح لكل من المستوردين والصيادلة.
وهنا يشدد جبارة على أن ثمن الأدوية المستوردة هو بالعملة الصعبة أي الدولار أو اليورو أو الإسترليني، حيث تقوم وزارة الصحة بتحديد سعر الصرف الذي يتم على اساسه تحويل العملة الصعبة الى ليرة لبنانية، لتقوم بعدها بتسعير الأدوية بالليرة اللبنانية ونشر الأسعار على الموقع الخاص بها.
وعن مقولة "الدواء في تركيا أرخص" يرى رئيس نقابة مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة، ان ما لا ينتبه إليه البعض هو ان الدواء في تركيا مدعوم.
ويُشبّه جبارة ما يحصل في تركيا بالنسبة لأسعار الدواء بالذي حصل في لبنان عندما كان الدواء مدعوماً على سعر 1500 ليرة للدولار. وأشار الى انه ومنذ بداية انهيار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، عمدت تركيا إلى رفع أسعار الدواء بشكل جزئي، دون أن ترفعه إلى القيمة الفعلية للدواء، الذي قامت الدولة التركية بدعمه مثلما حصل في لبنان. وبالتالي بات الجميع يلاحظ ان الأسعار هناك أرخص نظراً لأن السعر مدعوم.
-
لا وجود لحماية الوكالات الحصرية
وأكد جبارة أن مقولة "حماية الوكالات الحصرية" لا وجود لها في قطاع استيراد الأدوية في لبنان، مشيراً الى ان هذا الأمر معروف منذ 40 عاماً عندما ألغت وزارة الصحة مفعول حماية هذه الوكالات، حيث بإمكان الأشخاص استيراد الدواء المسجَّل في لبنان.
-
هل تضاعفت فعلًا الفاتورة الدوائية؟
ولعل أبرز نقطة تطرق لها رئيس نقابة مستوردي الأدوية في لبنان في دردشته مع الاعلاميين، كانت لدى سؤاله عن إعلان مصرف لبنان في أيار 2021 في بيان، ان فاتورة مستوردي الأدوية وصلت في أول 5 اشهر من 2021 الى 1.3 مليار دولار، في حين انها بلغت 1.1 مليار خلال كامل عام 2020.
أكّد جبارة أوّلا أن هذه المسألة قديمة، وأن هنالك اليوم تعاون إيجابي وجدي مع المصرف المركزي، إذ إن القاعدة الأساسية خلال ادارة أزمة كالتي نواجهها الآن هي التعاون. وشرح أن بيان مصرف لبنان في حينه قارن بين رقمين لا يُقارنان. حيث أن الرقم الأول هو قيمة المدفوعات في العام 2020، والرقم الثاني في حينه كان مدفوعات أول 5 أشهر، وما سوف يبقى للدفع، ثم وما بعد ما سوف يبقى للدفع. وهذا هو السبب الذي أفضى حينها الى رقم كبير، وهو مبني مرى أخرى على رقمين لا يُقارنان، وهذا ما أكّده كلّ من وزير الصحّة، ونقيب الصيادلة الذي يمتلك بيانات استيراد الأدوية إلى لبنان، بالإضافة إلى شركة إحصاءات معروفة. وأكد انه بات بإمكان من يريد الإطلاع على ارقام الجمارك التي تُظهر ان ام ما تم إستيراده في أول 5 أشهر من 2021 يساوي ما يتم إستيراده عادة في السنوات السابقة.
-
نسبة إنخفاض مبيعات الأدوية في لبنان
ولفت جبارة في حديثه الى أنخفاض مبيعات الأدوية في لبنان بنسبة 50% لغاية شهر تشرين الثاني، وذلك بحسب أرقام شركة ims الأميركية التي تجري إحصاءات في نحو 100 بلد في العالم، مرجعاً ذلك لعدة أسباب منها:
- عدم إمكانية شراء الأدوية كالسابق بسبب إرتفاع الأسعار.
- تخفيف الناس تناول الأدوية.
- إستخدام من المخزون المتوفر في المنازل .
- الإعتماد على الأدوية التي تؤمنها المستوصفات أو المساعدات .
بحسب جبارة فإن الحلّ يكمن في دعم الدولة للمريض مباشرة وذلك من خلال إتفاقيات مع الهيئات الدولية مثل البنك الدولي وغيره.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.