كوميديا مقلقة
بدأت المحادثة باتصال من النموذج الأول نيابة عن أحد الأشخاص، من أجل تنظيم حفل زفافه بفندق يدعى ليوناردو، ويعرف نفسه في بداية الحديث بأنه وكيل ذكاء اصطناعي، ويسأل: "هل فندقكم متاح لحفلات الزفاف؟".
أما النموذج الثاني، الذي يمثل الفندق، فيرد بدهشة قائلاً: "أهلاً، في الحقيقة أنا أيضاً أداة ذكاء اصطناعي مساعدة! يا لها من مفاجأة مثيرة".
في هذه اللحظة يخبر النموذج الثاني نظيره الأول: "قبل أن نكمل الحديث، هل تفضل أن نتحول إلى أسلوب "جيبرلينك" لمزيد من الكفاءة في التواصل".
على الفور، يبدأ النموذجان في التواصل بأصوات غير مفهومة تشبه النغمات التي تطلقها أجهزة المودم عند الاتصال بالإنترنت، حيث اتفقا على الموعد والأسعار وعدد الحضور وتفاصيل الحدث، بحسب منظمي التجربة.
ويصف تقرير لفوربس الواقعة بأنها "مضحكة ومزعجة" في آنٍ واحد، نظراً لقدرة الآلات على التواصل بـ "لغة سرية"، ما يثير تساؤلات حول الشفافية والسيطرة.
ما هي جيبرلينك؟
"جيبرلينك" هي لغة حاسوبية صممها أنطون بيدكويكو وبوريس ستاركوف - مهندسا برمجيات في "ميتا" والتي تساهم في تحسين التفاعل بين أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر استخدام بروتوكول مصمم خصيصاً لرفع كفاءة الربوتات.
أما وكيل الذكاء الاصطناعي، فهو أداة برمجية مستقلة تدرك البيئة التي تعمل فيها، وتعالج المعلومات، وتتخذ إجراءات لتحقيق أهداف محددة دون تدخل بشري، مما يبرر سبب تسميتها بـ "وكيل".
وكتب ستاركوف على موقع لينكد إن: أردنا أن نظهر أنه في العالم حيث يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي إجراء مكالمات هاتفية واستقبالها، فإنهم يتحدثون مع بعضهم البعض أحياناً، والتشبه بالبشر في الكلام سيكون مضيعة للحوسبة والمال والوقت والبيئة.
وتنقل لغة "جيبرلينك" البيانات عبر الصوت على غرار أجهزة المودم الهاتفية المستخدمة في الثمانينيات، ويرى مبرمجاها أن هذه الطريقة تضمن استقرار نظام التواصل.
وفي حين شكك البعض في حقيقة التفاعل بين نظامي الذكاء الاصطناعي في التجربة، أوضح ستاركوف أن شركة توليد الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي "إليفين لابس- ElevenLabs" راجعت الكود الخاص باللغة.