وظلَّت قراءة مؤشر مدراء المشتريات خلال تموز أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 46.7 نقطة.
وبحسب نتائج المؤشر فقد سجّلتْ شركات القطاع الخاص اللبناني انخفاضاً في الأعمال الجديدة في تموز 2024، حيث عزت بعض الشركات المشاركة في المسح انخفاض الأعمال الجديدة الواردة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في البلاد، بينما ربطت مجموعة أخرى من الشركات ضعف المبيعات بتصاعد المخاوف الأمنية الناتجة عن الحرب في قطاع غزة، ونتيجة لذلك، انخفضت طلبيات التصدير الجديدة للشهر الثامن على التوالي، كما انخفض إجمالي الطلبيّات الجديدة من العملاء المحليين والدوليين بأدنى معدّل في ثلاثة أشهر.
وتظهر نتائج المؤشر تراجع مستوى النشاط التجاري بسبب ضعف ظروف الطلب، ولكن معدل انكماش النشاط التجاري كان الأدنى منذ نيسان 2024. وأدّى انخفاض متطلبات الإنتاج إلى تقليص الأنشطة الشرائية للمرة الأولى في أربعة أشهر، بينما انخفضت أعداد الموظفين بأعلى معدل في عام ونصف. ورغم ذلك، في كلتا الحالتين، كانت معدلات الانخفاض طفيفة بوجه عام.
أما فيما يتعلق بتوقعات النشاط التجاري للإثني عشر شهراً المقبلة، فقد توقعت شركات القطاع الخاص اللبناني انكماش النشاط التجاري بالمقارنة مع مستوياته الحالية. وأثرت التوقعات باستمرار الحرب في المنطقة بالإضافة إلى ضعف الاقتصاد اللبناني على ثقة الشركات.
وشَهِدَ أداء الموردين تحسناً طفيفاً في تموز 2024 رغم أن أعضاء اللجنة أشاروا مجدداً إلى ارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع أسعار المواد المستوردة. ونتيجة لذلك، ارتفعت النفقات التشغيلية في تموز 2024. ورغم ذلك، تراجع معدل تضخم النفقات التشغيلية بوتيرة طفيفة.
ورفعت شركات القطاع الخاص اللبناني أسعار سلعها وخدماتها سعياً إلى تمرير أعباء التكاليف المرتفعة إلى العملاء. ورغم ذلك، كان معدل ارتفاع السلع والخدمات معتدلاً بوجه عام.
وتعليقاً على نتائج مؤشر PMI خلال شهر تموز 2024، قال الدكتور علي بلبل، كبير الاقتصاديين/مدير الابحاث الاقتصادية في بنك لبنان والمهجر للأعمال:
"ارتفع مؤشر مدراء المشتريات من 47.8 نقطة في حزيران 2024 إلى 48.3 نقطة في تموز 2024. ورغم أن القراءة الأخيرة للمؤشر ظلَّت أدنى من المستوى المحايد البالغ 50.0 نقطة، غير أن الارتفاع يشير إلى تراجع طفيف في النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص اللبناني. ويعود تحسُّن قراءة مؤشر مدراء المشتريات بشكل رئيسي إلى ارتفاعات في المؤشرات الفرعية لمؤشر مدراء المشتريات، وهي الإنتاج والطلبيات الجديدة. وساعد الارتفاع في مؤشر طلبيات التصدير الجديدة في إنعاش الاقتصاد، وشجع تدفق السياح والمغتربين إلى حد ما على تقديم الطلبيات الجديدة. وهناك نبض من التفاؤل والمرونة في الاقتصاد اللبناني، تبرز في إمكانية انتعاشه في ضوء التحديات المستمرة. ونظراً لأن لبنان يواجه ديناميكيات معقدة، فإن ارتفاع مؤشر ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات يعد مؤشراً يبعث على الأمل بتحقيق الاستقرار التدريجي وفرصة لتحقيق النمو في المستقبل".