وإلى جانب خلق سيولة قصيرة الأجل للبلد المتلقي، يمكن أن تؤثر الأموال الساخنة أيضاً على تدفق رأس المال في الدولة وسعر صرف العملة.
وعادةً ما يتم استثمار هذه الأموال في الأصول التي من المتوقع أن ترتفع على المدى القريب أو يتم إيداعها في حسابات تقدم معدل فائدة حقيقياً أفضل.
بيد أن هذه الاستثمارات غالباً ما تكون عالية المخاطر وقصيرة الأجل بطبيعتها مع القدرة على توليد مدفوعات كبيرة. تشمل بعض الطرق الأكثر شيوعاً للأموال الساخنة الأسهم والودائع والسندات والسلع والعملات والمشتقات.
الأموال الساخنة .. ما هي وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ ما آلية عمل الأموال الساخنة؟
في الأغلب الأعم، تجذب المؤسسات المالية الاستثمارات من مستثمري الأموال الساخنة عن طريق إصدار أدوات الاستثمار المختلفة (مثل شهادات الإيداع) التي تقدم معدلات فائدة تنافسية.
وعلى سبيل المثال، عندما يقوم البنك بتخفيض سعر الفائدة الخاص به بحيث يقدم سعرًا أقل من البنوك الأخرى، فإن مستثمري الأموال الساخنة يسحبون أموالهم على الفور من البنك بسعر أقل ويودعون الأموال في أي بنك يقدم سعرًا أعلى.
أمثلة على الأموال الساخنة
شهد عام 2011 تدفقاً كبيراً للأموال الساخنة من منطقة اليورو إلى سويسرا، حدث هذا بسبب أزمة منطقة اليورو في ذلك الوقت.
ونظراً لأن المستثمرين الأوروبيين اعتبروا سويسرا ملاذاً آمناً، فقد كان هناك ارتفاع سريع في قيمة الفرنك السويسري حيث كان هناك إقبال كبير من عدد كبير من المستثمرين على شراء الفرنك السويسري.
واقتصاد الصين هو أحد الأمثلة الرئيسية للأموال الساخنة، فخلال الفترة من 2006 إلى 2014، زاد احتياطي العملات الأجنبية في الصين عدة مرات ليصل إلى رصيد قدره 4 تريليونات دولار.
وساد الاعتقاد أن جزءاً كبيراً من الاحتياطي الأجنبي جاء في شكل أموال ساخنة حيث تم جذب المستثمرين من خلال الأسهم ذات العوائد المرتفعة والسندات ذات معدلات الفائدة المربحة.
أنواع النقود الساخنة
هناك اختلاف طفيف بين الأشكال المختلفة للأموال الساخنة، حيث إنها تظهر جميعها نفس الخصائص، وهي الاستثمار قصير الأجل والحركة المتكررة.
ومع ذلك، يمكن تصنيفها إلى نوعينِ رئيسيينِ على أساس شكل الاستثمار:
- قرض قصير الأجل في بنك أجنبي.
- محفظة استثمارية قصيرة الأجل في بلد أجنبي.
وفيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للمال الساخن:
- يستخدم المستثمرون هذه الاستراتيجية لكسب أكبر قدر ممكن من المال في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما.
- تجذب البلدان مستثمري الأموال الساخنة لزيادة السيولة واحتياطي العملات الأجنبية.
- تستخدم البنوك تدفق الأموال الساخن للتحكم في التقلبات في سعر صرف العملات.
تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد
الاقتصاد المستفيد (Beneficiary Economy)
قد يؤدي التدفق الكبير لرأس المال على المدى القصير إلى ارتفاع أسعار الأصول إلى جانب زيادة التضخم. يمكن أن يؤدي هذا التدفق أيضًا إلى تضخيم القاعدة النقدية مما يؤدي إلى طفرة ائتمانية.
- أيضاً قد يؤدي هذا التدفق إلى ارتفاع سعر صرف العملة. إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤثر سلبًا على أعمال التصدير في الدولة حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى.
اقتصاد المانح (Benefactor Economy)
- من المؤكد في هذا النوع من الاقتصاد أن التدفق المفاجئ للأموال الساخنة سيؤدي إلى انكماش أسعار الأصول وانخفاض قيمة العملة.
إذاً ما هي مزايا وعيوب الأموال الساخنة؟
المزايا الرئيسية للأموال الساخنة:
- يمكن لمستثمري الأموال الساخنة تحقيق مكاسب كبيرة من خلال استخدام الأموال بطريقة استراتيجية.
- يمكن للبلدان المتقدمة استخدام تدفق رأس المال لتحقيق تنويع أفضل للمستثمرين الدوليين في محافظهم.
السلبيات الرئيسية للأموال الساخنة:
- بطبيعة الحال، فإن مستثمري الأموال الساخنة هم أول من يتخلى عن الشركة في أوقات الشدائد، مما قد يزيد من حدة أزمة السيولة.
- قد يكون لمثل هذا التدفق المفاجئ لرأس المال مع أفق استثمار أقصر تأثير سلبي على الاقتصاد، مثل التوسع النقدي السريع، واتساع عجز الحساب الجاري والضغوط التضخمية.