بينما تهدد الحكومات الغربية روسيا بحزمة عقوبات غير مسبوقة تهدف إلى ردع الرئيس فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا، هناك إجراء واحد على وجه الخصوص يبدو أنه يبث الخوف في قلب الكرملين وهو: "عزل البلاد عن النظام المصرفي العالمي" الأمر الذي يصفه البعض بـ"الخيار النووي".
اقترح المشرعون الأميركيون في الأسابيع الأخيرة أنه يمكن إزالة روسيا من نظام SWIFT، وهي شبكة أمنية مشددة تربط آلاف المؤسسات المالية حول العالم.
من جهتهم، ردّ كبار المشرعين الروس بالقول إن شحنات النفط والغاز والمعادن إلى أوروبا ستتوقف إذا حدث ذلك.
تأسست جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT) في عام 1973 لتحل محل الـ Telex.
ويتم إستخدام نظام SWIFT الآن من قبل أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع. ومع عدم وجود بديل مقبول عالمياً، يعد SWIFT نظاماً أساسياً للتمويل العالمي.
إن إزالة روسيا من نظام SWIFT سيجعل من المستحيل تقريباً على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مما يؤدي إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب، وخاصة مشتري صادرات النفط والغاز المقومة بالدولار الأمريكي.
يقع مقر SWIFT في بلجيكا ويديرها مجلس إدارة يتألف من 25 شخصاً، وتصف جمعية SWIFT نفسها على أنها "أداة محايدة"، تأسست بموجب القانون البلجيكي ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.
-
ماذا سيحدث إذا تمت إزالة روسيا من نظام SWIFT؟
هناك سابقة لإزالة بلد من SWIFT، حيث تم فصل البنوك الإيرانية في عام 2012 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب البرنامج النووي للبلاد. وقُدرت خسارة إيران حينها بما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30٪ من التجارة الخارجية بعد إزالتها من سويفت.
ليس من الواضح حجم الدعم الموجود بين حلفاء الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد روسيا، حيث ستخسر الولايات المتحدة وألمانيا أكثر من غيرها إذا تمت إزالة روسيا من SWIFT، لأن بنوكهما ضمن أكثر مستخدمي SWIFT للتواصل مع البنوك الروسية.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد حذّر المقرضين الذين لديهم تعامل كبير مع روسيا للاستعداد لعقوبات ضد موسكو، وفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز. كما سأل مسؤولو البنك المركزي الأوروبي البنوك عن كيفية ردها على السيناريوهات بما في ذلك خطوة لمنع البنوك الروسية من الوصول إلى نظام SWIFT.
-
الإجراءات المضادة من روسيا
وحسب أرقام، فقد اتخذت روسيا خطوات في السنوات الأخيرة لتخفيف الصدمة إذا تمت إزالتها من نظام SWIFT.
أنشأت موسكو نظام الدفع الخاص بها SPFS، بعد أن تعرضت للعقوبات الغربية في عام 2014 إثر ضمها لشبه جزيرة القرم في وقت مبكر من ذلك العام.
لدى SPFS الآن حوالي 400 مستخدم، ويُجرى عبر هذا النظام نحو 20% من التحويلات المحلية، ما يعني ان حجم العمليات عبره محدودة.
يقول البعض ان نظام الدفع بين البنوك في الصين أي نظام CIPS يمكن ان يكون بديلاً آخر لنظام SWIFT، ولكن الخبراء يؤكدون ان جميع هذه البدائل ليست جذابة.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.