يُعرف الاقتصاد السلوكي بأنه دراسة سيكولوجية تقوم بتحليل عمليات صنع القرار التي يتخذها الأفراد والشركات، ويمثل هذا النوع من الاقتصادات توجهاً جديداً تتبناه العديد من الدول والمؤسسات حول العالم، وباختصار فإن الاقتصاد السلوكي هو مزيج بين الاقتصاد وعلم النفس.
ولكن ما الرابط بين الاقتصاد السلوكي وفشل الدايت؟
عادة، يتخذ ألاشخاص قرارات من أجل تحقيق أفضل استفادة، وفي الاقتصاد، هناك نظرية الخيار العقلاني التي تنص على أنه عندما يتاح أمام الشخص عدة خيارات يمكنها تعظيم استفادته، فإن الخيار الأكثر جدوى وإرضاء بينها هو الذي سيتم اختياره.
ويكون الفرد صاحب التفكير العقلاني شخصاً يمكنه السيطرة على نفسه وعلى قراراته ولا تحركه عواطفه أو عوامل خارجية، وبالتالي، فهو يعلم الأفضل بالنسبة له.
وعلى العكس تماماً، يشير الاقتصاد السلوكي إلى أن الشخص ليس عقلانياً وغير مؤهل لاتخاذ قرارات صائبة في ظروف مختلفة، خيث يتخذ الكثير من البشر قرارات يومية دون الأخذ في الاعتبار أي عوامل اقتصادية، بل إن العاطفة أو عدم العقلانية هي التي تحركهم، وأحياناً تكون النتيجة ليست في صالح من يسلك هذا النهج.
وفي نظرية الخيار العقلاني، على سبيل المثال، لو قرر شخص ما خسارة بعض الوزن ولديه المعلومات الكافية عن عدد السعرات الحرارية المتوفرة في كل منتج أو وجبة، فإنه سيقبل حتماً على المنتجات ذات السعرات الحرارية الأقل.
وفيما يتعلق بالاقتصاد السلوكي، فإنه لو رغب شخص ما بفقدان بعض الوزن ووضع في ذهنه تناول مأكولات صحية فقط، فإن سلوكه سيتأثر إلى حد كبير بالعواطف والعوامل الاجتماعية من حوله مثل إغراءات إعلانات الطعام بسعر أقل وخصومات ويفقد السيطرة على نفسه، وبالتالي، يفشل مشروعه لخسارة الوزن.