دعا رئيس إتّحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، اللبنانيين الى ضرورة إعادة احياء العصب الوطني، بعيدا عن التعصّب الطائفي والسياسي، والعمل على ربط اللبناني بوطنه، مشيرا الى وجوب شراء الهدايا من المتاجر اللبنانية وتحريك العجلة الاقتصادية في لبنان من قبل المقيمين والمغتربين. وضرب مثالاً على ذلك عندما دعت الملكة إليزابيت البريطانيين الى الشراء من إنكلترا إبّان الأزمة التي شهدتها بريطانيا عام 1976.
وردّا على سؤال حول الغلاء الذي قد يكون سببا لتبدّل وُجهة اللبنانيين، نفى الجميّل وجود غلاء وفرق شاسع بالأسعار بين الداخل والخارج إلا أنه استثنى من هذه المعادلة بعض المنتجات.
وسلّط الضوء على تبدّل خيارات اللبنانيين، واتجاههم نحو السفر وصرف مدّخراته خارج الاراضي اللبنانية، لافتا الى انّ مصاريف اللبنانيين في الخارج خلال الصيف، بلغت اكثر من 5 مليارات دولار بين حفلات زواج ومشتريات.
وفي حديث مع الزميل باسل الخطيب لموقع بزنس إيكوز، عبّر الجميّل عن أمله في أن تكون حركة السوق في الأعياد هذه السنة كالعام السابق، على الرغم من وتيرتها الضعيفة، وهذا ما يشير الى نظرة تشاؤمية وتنبؤ بتراجع الحركة، خصوصاً ان الخوف الذي يتملّك التّجار جراء الوضع الاقتصادي الحرج، والتأخر بتشكيل الحكومة، اضافة الى البقاء على قوانين قديمة، يتطلّب الوضع الحالي تغييرها بسبب تبدّل المعادلة، وتراجع تحويلات المغتربين، فقد تراجعت التحويلات من افريقيا بنسبة 80%، وسجّلت التحويلات من الخليج إنخفاضا بنسبة 50%.
ولفت الجميّل الى مشكلة العجز في الميزان التجاري، والفجوة الكبيرة بين الصادرات والواردات، إذ تبلغ قيمة الواردات الى لبنان 23 مليار دولار سنويا مقابل 2.5 مليار قيمة الصادرات الى الخارج، وهذا ما لا طاقة للبلد على تحمّله مع غياب دعم رجال الأعمال اللبنانيين المغتربين.
وكرّر الجميّل تأكيده على الحاجة الماسّة الى تحديث القوانين والتشريعات الإقتصادية لضمان القدرة على الإستمرار.
وقال الجميل أنّ الاوضاع السياسية اليوم هي جزء وعامل مسبّب لما آلت اليه الظروف، مؤكدا ضرورة تكاتف الجميع من تجار واقتصاديين وصناعيين وعمال وكذلك الدولة لإيجاد حلّ يُنقذ لبنان لأن السفينة تغرق بكلّ من على متنها، رافضا الدعوات العمّالية الى الاضراب الذي يزيد الوضع سوءا.