استهل وزير المالية علي حسن خليل لقاءاته في الولايات المتحدة بلقاء في المركز الرئيسي لصندوق النقد الدولي مع المدير التنفيذي حازم ببلاوي وفريق عمله وعرض مهم للوضعين المالي والنقدي في لبنان والخطوات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية تعويضاً عن غياب الموازنة العامة عبر اقرار قانون يشرع الانفاق في الجلسة الأخيرة التي عقدها المجلس النيابي، كما تمت مناقشة الوضع المصرفي مع تشديد خليل على متانة الوضع ومساهمته بدعم الاستقرار بالبلد .
كما عرض للخطوات التي اتخذت وما تضمنته ورقة العمل التي أعدها لبنان لدعمه في مواجهة أزمة النازحين السوريين. وجرى تحضير مع فريق العمل للقاء الذي سيحصل اليوم مع رئيسة الصندوق كريستين لاغارد.
وقال خليل: أكدنا على صوابية الاجراءات التي ادت الى تأمين فائض أولي لسنة 2015 بما يعتبر مؤشرا ايجابيا.
من جهته أكد ببلاوي على أهمية الاستقرار النقدي والمالي في لبنان ومواكبة صندوق النقد للخطوات التي تتخذها وزارة المالية وعبّر عن ارتياحه للنتائج التي صدرت عن الجانب اللبناني .
كما أجرى خليل لقاءات مع مسؤولين في الخزانة الأميركية حيث أكد أمامهم على ضرورة الالتفات الى خصوصية التركيبة اللبنانية التي تفرض وجود كل القوى السياسية في المؤسسات لا سيما المجلس النيابي والمجالس البلدية والنشاطات الاقتصادية المختلفة وداعيا الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصية عند اتخاذ أي اجراءات لا سيما ان هناك تحضيراً للمراسيم التطبيقية للقرار الأخير الذي صدر عن الكونغرس الأميركي.
من جهته شدد الجانب الأميركي على انفاذ القانون وتطبيقه مع الاخذ بعين الاعتبار ان يكون هذا التطبيق عادلاً من وجهة نظرهم.
وفهم ان هناك وفداً من الخزينة الأميركية المعني بشؤون تمويل الارهاب سيزور لبنان بعد صدور المراسيم التطبيقية. وفي نهاية اللقاء أقام فريق عمل صندوق النقد الدولي مأدبة غداء على شرف الوزير والوفد المرافق
بعدها عقد خليل لقاءً مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والأوسط Anne Patterson مع فريق عملها المسؤول عن مكتب لبنان وكان تأكيد على أهمية الاستقرار الداخلي في لبنان سياسياً وأمنياً وعلى اهمية الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية والالتزام بدعم إجراء هذه الانتخابات بأسرع وقت بأجواء حرة وديمقراطية.
كما كان تشديد على الالتزام بدعم الجيش اللبناني خصوصاً أن تقييماً ايجابياً سجّل لزيارة قائد الجيش الأخيرة الى الولايات المتحدة، واعتبار لبنان شريكا أساسيا بمواجهة الارهاب ومسؤولية المجتمع الدولي بدعمه بكل الامكانيات على هذا الصعيد.
وقال خليل :
تطرقنا الى العبء الكبير الذي تحمله لبنان عن المجتمع الدولي في موضوع النازحين السوريين، وكان هناك اشارة الى اهمية الدور الاستثنائي الذي يقوم لبنان، واتفقنا على ان الحل الأساسي يكمن بعودة الناحين الى ديارهم وهذا الأمر لا يتم الا باستمرار العملية السياسية التي بدأت في جنيف وايصاله الى خواتيم جدية وان الادارة الأميركية ملتزمة بالعمل مع شركائها على هذا الأمر وعلى هذا الأساس سيزور كيري موسكو لمتابعة هذا الملف وفق ما لمسنا في اللقاء.
من جهة أخرى ، أكدت Patterson على ان الولايات المتحدة تبذل جهداً مع دول مجلس التعاون الخليجي وتحديداً السعودية والامارات لإعادة النظر بموقفها ونقلت ان هناك تأكيداً من هذا الدول بعدم الاستمرار بأي اجراءات تساعد على اضعاف لبنان.
ولفت خليل الى اننا تلقينا من المسؤولة الأميركية تطميناً بتجميد الإجراءات التي تمس باستقرار لبنان وطلبنا منهم المساعدة على ان تحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها بترسيم الحدود البحرية حفاظاً على مصالح لبنان من جهة، وحتى نكون مستعدين بأي لحظة لاطلاق عملية التنقيب عن النفط.
ومن لقاءات خليل لقاء هام مساعد وزير الخارجية لشؤون تمويل الارهاب Dany Glazer وجرى استكمال للنقاش الذي حصل في وزارة الخزانة بحسب خليل الذي قال ان النقاش كان مفصلياً وعميقا ومطولا خصوصاً وان الفريق الذي كان حاضراً اللقاء مطّلع على كل الاجراءات التي اتخذها لبنان على هذا الصعيد وهو الفريق الذي يعمل على المراسيم التطبيقية للقانون الصادر عن الكونغرس.
وأوضح خليل أنه شرح بالتفصيل الحيثيات والمخاطر والاجراءات ودقة الأمور التي نمر بها ومسؤولية لبنان في مكافحة داعش والارهاب والثمن الذي يدفعه على هذا الصعيد منوها بالقطاع المصرفي والمصرف المركزي والأدوار التي يقومان بها في إطار القوانين .
كما كان تأكيد واضح على ان اي اجراءات أو قوانين لا تستهدف مجموعات بشكل عام ولا تستهدف الطائفقة الشيعية ، وهذا الكلام تكرر اكثر من مرة على لسان هذا الفريق وسيكون هناك تدقيق جدي بأي اجراء سيحصل على هذا الصعيد.