أقام اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان برئاسة محمد شقير، اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، حفلا تكريميا للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تقديرا للدور الذي قام ويقوم به للحفاظ على الأمن وتوفير الاستقرار في البلد.
حضر الحفل الى شقير، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، الوزيران السابقان ريمون عودة ومحمد رحال، النائب السابق سليم دياب، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس نقابة المحريرين عوني الكعكي، نواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، رئيس مجلس ادارة مدير عام مرفأ بيروت حسن قريطم، رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار "ايدال نبيل عيتاني، رجل الاعمال نزار شقير، رئيس اتحاد نقابات الافران في لبنان كاظم ابراهيم، رئيس وفد مديرية الامن العام العميد الركن جهاد المصري، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان الشيخ نسيب الجميل، رئيس نقابة المقاولين مارون الحلو، رئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس تجمع رجال الاعمال فؤاد زمكحل، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، رئيس تجمع اصحاب شركات النفط في لبنان مارون شماس، رئيس الندوة الاقتصادية رفيق زنتوت، رئيس جمعية شركات الضمان ماكس زكار، رئيس مجلس الاقتصاديين اللبنانيين سمير رحال، النائب الرابع لحاكم مصرف لبنان صاموئيليان هاروتيان، رئيس نقابة المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي، الرئيس التنفيذي لشركة سوليدير جمال عيتاني، وحشد من القيادات والفعاليات الاقتصادية والنقابية.
شقير قال انه لشرف عظيم لنا، كقطاع خاص لبناني، ان نكرم اليوم رجلاً وطنياً ومؤسساتياً، أعطى بصدق وبعزيمة الرجال لوطنه، وكان في هذا الزمن الصعب علامة فارقة، وتمكن بما يتمتع به من صفات حميدة ان يكون محط اجماع وتقدير لدى كل اللبنانيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم".
واكد ان "الانجازات كثيرة وفي وقت قياسي، وأولها انجاز عزيز على قلب كل لبناني، وهو تحرير العسكريين اللبنانيين من أيدي الارهابيين، أما غيرها فهناك الكثير الكثير ولعل ابرزها التصدي للارهاب بكل قوة وحزم الى جانب المؤسسات الأمنية اللبنانية، وهذه المؤسسات تستحق منا جميعا كل تقدير واحترام"، مشيرا الى ان "جهاز الأمن العام وبفضل اللواء عباس ابراهيم بات اليوم محط احترام وثقة من كل الدول المحيطة بنا وحتى البعيدة، فالتقدم الذي أحرزه، لم ينحصر فقط في العمل الأمني، انما أيضاً على المستوى الاداري حيث حقق هذا الجهاز نقلة نوعية في كل الوظائف المنوطة به".
ولمن يتساءل لماذا يقوم اتحاد الغرف اللبنانية بتكريم رئيس جهاز أمني؟ اجاب شقير ان لا اقتصاد ولا ازدهار ولا بحبوحة ولا حياة كريمة وهادئة للبنانيين من دون أمن واستقرار، وفي المقابل فانه لا أمن ولا استقرار من دون اقتصاد مزدهر.
من جهته قال اللواء ابراهيم ان الثابت في فكرة الدولة هو الترابط الجوهري بين الأمن والاقتصاد بوصفهما حالا من جزءين، واي اختلال في أحدهما يعني العطب والشلل للدولة ومؤسساتها ولفت الى ان الأمن هو المدماك الصلب للسياسة والاقتصاد كمفهومين ما انفصل احدهما عن الآخر يوما منذ كانت المجتمعات والدول. يزداد التكامل بينهما حيناً بعد حين، خصوصاً في ظل هيمنة اقتصادات ضخمة على مجمل العالم، وهذا يفرض علينا وضع الخطط الاقتصادية الملائمة لتكون عاملاً اساسياً في بناء اقتصادنا، الذي، وللاسف، يعاني من اهمال في قطاعات كثيرة. فالزراعة اقتصاد. والسياحة اقتصاد. والصناعة اقتصاد. والتجارة اقتصاد. والتقديمات الاجتماعية والصحية اقتصاد. البيئة اقتصاد والامن اقتصاد، ولا يمكن الحديث عن دولة واقتصاد في ظل اقتصاد انتقائي لا سياسة واضحة له، او برامج متوسطة وبعيدة الاجل".
وتابع اللواء ابراهيم: "لا يعفيني هذا اللقاء البتة من التأكيد ان الأمن الإقتصادي هو المدخل والحجر الاساس لتنمية الدول وتطورها. لكن الوضع في لبنان مغاير تماماً لكل ما هو عند الاقتصادات الحديثة، جراء إستشراء الفساد والفوضى من جهة، وغياب الخطط الحقيقية للإصلاح من جهة أخرى، ناهيك بما يرزح تحته اللبناني من ضغوطات ضرائبية وانحسار فرص العمل، وغياب الاستثمارات نتيجة عوامل بعضها داخلي وبعضها خارجي سببُها التوتر في المنطقة عموماً وارتفاع مستويات التهديدات الأمنية".
وعبّر اللواء ابراهيم عن اعتقاده ان الجميع يعلم، ان اليأس عند المواطن بلغ أوجّه، وهذا يتأتى مع تساؤل ترتفع وتيرته حول جدوى المواطنة في ظل مديونية ضخمة فاقت عشرات المليارات من الدولارات، وفي ظل انعدام نسب النمو، وانحسار مساحة الطبقة الوسطى كصمام أمان إجتماعي وأساسي لبناء دولة متطورة واقتصاد متين".
واعتبر اللواء ابراهيم انه "ليست القطاعات والهيئات الاقتصادية المسؤولة الوحيدة عن التردي الذي يزداد ويتراكم الى حد شاهدنا نُذره في الشوارع، وسادت بعضَه اعمالُ شغب. فكلنا مسؤول عن ايجاد سبل النجاة والقفز بوطننا الى الجانب المضيء من العالم. وهذا لن يكون الاّ بتضافر الجهود وقيام الدولة بمؤسساتها، والمجتمع بقطاعاته المختلفة، بواجباتهما ومسؤولياتهما ودورهما، في السياسة او في الاقتصاد أو الأمن".
وقال: "لا اخفيكم ان الوضع الامني في البلد مثارُ قلق لنا كمؤسسات عسكرية وأمنية على مدار الساعة. وعلى رغم الانجازات التي حققناها نوعاً وكمّاً، إلا أن وطننا تتهدده الأخطار من كل حدب وصوب. هناك الخطر الإسرائيلي المستمر منذ كان الكيان الصهيوني، كذلك الارهاب التكفيري الذي يتسلل بأوجه عدة ليضرب لبنان التنوع والتفاعل الحضاري والثقافي، الذي طالما شكّل فرادةً كدولة على الأوجه المختلفة، كما كان سبّاقاً وريادياً في المجال الاقتصادي. وهنا لا بد من التأكيد ان الامن والاقتصاد يتأثران بعضهما ببعض سلبا او ايجابا. الحق ان الامن هو عنصر اساسي في توفير البيئة المناسبة للاستثمارات الداخلية والخارجية التي تنعكس ايجابا على نمو الدول. في اختصار، الأمن هو ضمان الاقتصاد وتطوره لكنه يرتبط حكماً بحركة الواقع الاجتماعي واستقراره".
وتساءل كيف للأمن أن ينجح في ظل تراكم النفايات، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع فرص الاستثمار، وغياب الاصلاحات الجدية في ظل الفساد المستشري والشلل في المؤسسات، ناهيك بفاتورتي الصحة والتعليم؟".
بعد الكلمات قدم الرئيس شقير للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم درع اتحاد الغرف اللبنانية، كما قدم اللواء ابراهيم درع الامن العام للرئيس شقير.
بعد ذلك لبى الجميع دعوة الرئيس شقير الى حفل الغداء الذي اقامه في نادي الاعمال في الطابق الثالث في غرفة بيروت وجبل لبنان على شرف اللواء عباس ابراهيم.