كشف بنك غولدمان ساكس عن تغيير جذري في نظرته المستقبلية لأداء زوج اليورو دولار خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يستمر ضعف العملة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، في تحول يُشير إلى نهاية مرحلة الاستثناء الأميركي التي كانت تدعم الدولار على مدار العامين الماضيين.
وأكد البنك، في تقرير حديث، أن ما كان يُعتبر سابقاً سيناريو مخاطرة – والمتمثل في تراجع التفوق الاقتصادي للولايات المتحدة – أصبح الآن التوقع الأساسي.
ويرى غولدمان ساكس أن ضعف الأساسيات الاقتصادية الأميركية سيؤدي إلى تآكل قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية، وعلى رأسها اليورو.
وأشار التقرير إلى أن قوة الدولار في السنوات الماضية كانت مدفوعة بتفوق النمو الاقتصادي الأميركي وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية نحو الأسواق الأميركية، إلا أن هذه العوامل بدأت في التراجع، مما يزيد من الضغوط التقييميّة على الدولار ويؤثر سلباً على جاذبيته في الأسواق العالمية.
وبناءً على هذا التحول في التوقعات، رفع المصرف الأميركي تقديراته لسعر صرف زوج اليورو دولار بشكل لافت، حيث توقع أن يصل الزوج إلى 1.12 خلال ثلاثة أشهر، و1.15 في ستة أشهر، قبل أن يرتفع إلى 1.20 خلال 12 شهراً. ويُعد هذا تعديلاً كبيراً مقارنةً بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى مستويات 1.07 و1.05 و1.02 على التوالي.
وأضاف البنك أن اليورو يُعد من أبرز المستفيدين من هذا التحول، مرجحاً أن يستمر في تحقيق مكاسب أمام الدولار في ظل التحولات الاقتصادية والمالية الراهنة. كما أشار إلى أن حرب الرسوم الجمركية التي تشهدها الأسواق العالمية قد تُسهم في إضعاف الدولار على المدى المتوسط إلى الطويل، ما يعزز من فرص العملات المنافسة.
واختتم غولدمان ساكس تقريره بالتأكيد على أن السوق يشهد تحولاً هيكلياً في اتجاهات العملات الأجنبية، حيث يتراجع الدولار تدريجياً عن موقعه القيادي، بينما تبرز فرص جديدة أمام اليورو وغيره من العملات الكبرى في المشهد الاقتصادي العالمي.