كتبت هدى علاء الدين
مع اشتداد الأزمة الإقتصادية والسياسية واستفحال التهريب عبر المعابر الغير الشرعية، تتجه خزينة الدولة إلى الإفلاس بسبب فقدان الدولار وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، واستنزاف ما تبقى من الاحتياطي الالزامي لدى المصرف المركزي بسبب الاستمرار في سياسة الدعم التي باتت تشكل عبئاً على الدولة وهدراً لما تبقى من عملتها الصعبة.
أكثر من 130 معبراً غير شرعي عبر الحدود، تشهد يومياً على تهريب فاضح لسلع ومواد أساسية يدعمها مصرف لبنان من أموال اللبنانيين كالمشتقات النفطية والطحين والدواء، في ظل غياب واضح لرقابة الدولة عن قصد وغير قصد. وخير دليل على ذلك الارتفاع التدريجي لأسعار المحروقات في الأسابيع الماضية والشح الحاصل في البنزين والمازوت الذي يعود سببه الرئيسي إلى تهريبه خارج الأراضي اللبنانية. فالحاجة في السوق السوري للبنزين والفرق في الأسعار بين لبنان وسوريا تدفع المهربين اللبنانيين إلى تهريب مادة البنزين إلى سوريا لتحقيق أرباح طائلة.
سلاسل التهريب هذه تكلف لبنان أثماناً غالية، وتهدد بشكل مباشر أمنه الغذائي والاجتماعي، فلبنان الذي كان يحتاج عملياً إلى حوالي 300 مليون دولار كلفة استيراد من الخارج شهرياً، يصرف اليوم مليار دولار على استيراد سلع ومواد لا تعود بالمنفعة على المواطن اللبناني بل تهرب إلى خارج الحدود، ومن أصل كل 100 دولار يضعها لبنان في الدعم يخسر منها 40 دولار في التهريب، فيما تقدر قيمة التهريب إلى سوريا بمليارات الدولارات سنوياً.
غطاء سياسي ودوافع عديدة أبرزها جشع وطمع التجار تقف وراء تهريب السلع المدعومة وبيعها بأسعار مضاعفة من أجل الكسب المادي وتحقيق الارباح المالية، ليخسر لبنان بذلك فرصة مساعدة صندوق النقد الدولي الذي يشترط وقف التهريب على الحدود سواء عبر المعابر الشرعية أو غير الشرعية، بحيث تُقدر التكلفة الاقتصادية للتهريب بحسب الخبراء الاقتصاديين بأكثر من مليار دولار يُحرم منها اللبنانيون سنوياً.
وبالرغم من أن التهريب على الحدود بين لبنان وسوريا ليس بالواقع الجديد، إلا أن تداعياته اليوم باتت مميتة. وفي غضون أسابيع قليلة مقبلة، سيقبل الوضع الاقتصادي على المزيد من الانفجار والانهيار في حال لم يتم اتخاذ إجراءات جدية تضرب من خلالها الدولة بيد من حديد للدفاع عن حقوق المواطن في سلعه المدعومة والكف عن اتخاذه حجة ملغومة لغاية في نفس المهربين ومن يقف وراءهم . فالتهريب على عينك يا تاجر وصمة عار جديدة تقتل الشعب اللبناني رويداً رويداً.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.