كتبت هدى علاء الدين
يسلك الدولار في لبنان مساراً جنونياً جهنمياً من الواضح أن لا سقف له في المدى القصير بسبب استمرار المنحى التصاعدي للأزمة السياسية دون أي معالجات جدية تخفف من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية. فالدولار اليوم بـ 12 وغداً بـ 13 وبعد غد مين يزيد؟؟؟
نعم، دخل جحيم الدولار مرحلة جديدة يبدو جلياً أنها أشد خطورة وقسوة من سابقتها بعد تخطي سعر الصرف عتبة الـ 10 آلاف ليرة، منذراً بانفجار اجتماعي معيشي قد يصعب لجمه في حال استمرار الانهيار المالي والنقدي، تزامناً مع التفلّت في أسعار السلع الاستهلاكية التي يتم إعادة تسعيرها تلقائياً مجرّد تغير سعر الدولار، والارتفاع التدريجي في أسعار المحروقات وتهديد وزير الطاقة بالعتمة نهاية الشهر الجاري.
وفي نظرة على الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، نجدها لا تعد ولا تحصى، فيما يلي أبرزها:
-
أزمة عرض وطلب تطال العملة الخضراء في السوق السوداء في ظل شح في الدولار، فالطلب عليها أكثر بكثير من العرض المتوافر، الأمر الذي يضغط تلقائياً على سعر الصرف بشكل تصاعدي.
-
أزمة المصارف المتعلقة بالتعميم 154 والتي أجبرتها على التهافت بشكل هائل على سحب الدولار من السوق المحلية للالتزام بتنفيذه.
-
أزمة طبع الليرة وتوافرها في السوق الموازية بكميات كبيرة ما يزيد من حجم الكتلة النقدية قيد التعامل، والتي تضغط على سعر الصرف بسبب استبدالها بالدولار. إذ تظهر الأرقام إلى أن ودائع بقيمة 110 مليار دولار تم طبعها بالليرة اللبنانية من أجل سحبها على سعر صرف 3900 في المصارف، وفي حال تم رفع سعر السحب من قبل مصرف لبنان فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى مزيد من انهيار الليرة وارتفاع الدولار.
-
أزمة نفسية تجعل المواطنين يتهافتون إلى بيع الدولار عند ارتفاعه من الأجل الاستفادة، أو شراءه والاحتفاظ به للتصرف فيه لاحقاً. ويهنا مكن القول أن المواطن اللبناني يساهم بشكل مباشر في هذا المنحى التصاعدي للدولار.
-
أزمة المنصات التي تعمل دون حسيب أو رقيب، والمضاربة في السوق السوداء التي تتحكم بشكل مفصلي في سعر الدولار.
إذاً، لا أفق واضحة للحل في لبنان، ولا معالجات للأزمة الاقتصادية قبل معالجة معضلة الأزمة السياسة، ولا سقف محدد للدولار الذي قد يصل إلى مستويات قياسية قد تصبح خيالية في الأشهر القليلة المقبلة إذا ما استمر الفراغ الحكومي وتعطيل بدء العمل بالاجراءات الاصلاحية التي تعيد الثقة إلى القطاعات المالية والنقدية الأساسية، وتضمن تدفق المساعدات المالية الدولية اللازمة.
وإلى أن يحين ذلك الوقت سيبقى الدولار في لعبة الكر والفر وما من شيء سيوقف جنونه.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.