إعتبر وزير العمل كميل أبو سليمان، ان الرسائل من عقوبات الولايات المتحدة على جمّال ترست بنك هي ان الإدارة الأميركية قادرة على التحكم بالقطاع المصرفي في لبنان لأن 71% من ودائع لبنان بالدولار.
وفي مقابلة عبر برنامج "المجالس بالامانات" من اذاعة الشرق، أسف لما أبو سليمان يحصل مع جمّال ترست بنك واردف قائلاً: "أعرف ان رئيسه كان يحاول تصحيح الوضع، توقيت القرار غريب بعض الشيء وربما يوجد فيه ابعاد سياسية اميركية. أجد ان هناك صعوبة اليوم ليدمج جمّال ترست بنك مع مصرف آخر، واتوقع انه متجه الى التصفية، المصرف المركزي وعد بتأمين الأموال غير المشبوهة والمهم ان يتم ذلك من دون ان يتأثر الاحتياطي".
ولفت أبو سليمان الى انه لا يمكن تكرار تجربة شراء سوسيتي جنرال للبنك اللبناني الكندي، مشيراً الى انه يومها نصح مصرفين استشاروه الا يقدما على شرائه لان التطمينات الاميركية لا تكفي ويمكن لاطراف في الولايات المتحدة ان تدعي عليهما وهذا ما جرى لاحقاً.
وذكر ابو سليمان ان البنك المركزي هو الدائن الاساسي للدولة اللبنانية، داعياً الى الضغط اكثر على الدولة لتقوم بإصلاحات، وان يرفع الصوت ويعلم الدولة اللبنانية انه لا يمكنها الاستمرار بهذا النمط.
وكشف عن الدور الذي لعبه لفرملة تخفيض تصنيف لبنان مؤخراً، وقال: "فكروا في لبنان برفع دعوى على موديز، فقدمت لهم مطالعة قانونية بعدم امكانية رفع دعوى عليها في اميركا بسبب حرية التعبير وعدم جدوى ذلك. واخبرتهم انه يجب ان نركز على تصنيف Poor's & Standard بدلاً من التلهي بتصنيف موديز الذي اصبح خلفنا. فاتصلت بـ Poor's & Standard وفقا ًلطلب الرئيس سعد الحريري واطلعت على هواجسهم. ثم عرضت على الحكومة ان نقدم لهم بيانات مقتضبة من مجلس الوزراء ووزارة المال ووزارة الطاقة والمصرف المركزي لنستطيع ان نجاوبهم على هواجسهم. بعد قيامنا بذلك وافقوا على اعطائنا فترة سماح لمدة 6 أشهر".
وشدد أبو سليمان على ان المطلوب تغيير الذهنية بشكل جذري، مشيراً الى ان رئيس الجمهورية إستعان بخبراء اقتصاديين جيدين ووضعوا برنامجا سيعرض الاثنين على القيادات السياسية.
وقال: "ان الاجراءات اصبحت شبه معروفة ولكن لا ينفع وضع الاموال والسلة مفخوتة، لا نستطيع ان نطلب من الناس التضحية فيما الفساد مستمر. المطلوب سلة متكامة ووضع برنامج متكامل يبدأ بمكافحة التهرب الجمركي والمعابر غير الشرعية والتهرب الضريبي، وباصلاحات جذرية بالمؤسسات العامة وبأنظمة التقاعد. نحن أكثر بلد يدفع للمتقاعدين في العالم".
وأشار الى ان ما يسمعه عن موازنة 2020 لا يطمئن إذ لا يزالون يسيرون بالطريقة التقليدية، وقال: "ان أكثر ما ضر مصداقية لبنان إطلاق وعود وعدم تنفيذها، يجب ان نبحث بالأمور الصعبة، لا يمكن للدولة ان تستمر بالصرف على هذا النحو، علينا البدء من نفسنا وتقليص مصاريف الدولة ومن بعدها التوجه الى المصارف".
وأمل أبو سليمان تسليم الأمور الى من لا علاقة لهم بالوضع الإقتصادي الحالي، محذراً من ان الوقوع في الحرب يعني ان الانهيار الاقتصادي سيكون حتمياً.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.